ثلاثية شط بحر الهوى بقلم الكاتبه سوما العربي
أكلتى كشرى مصرى من يوم ما جيتى
التمعت أعين نغم تردد لأ لسه.
غنوة بعدم رضاطب وده ينفع بردولازم نروح دلوقتي وبعدها اقدر اقولك Welcome in Egypt.
ضحكت نغم تسير معها وتخرج من ذلك الحوش الواسع مردده السلام على أهل المكان الذي يعمه السكون تدعو بالرحمه والمغفره لوالدها.
لكنها لم تغادر المكان بعد وإنما تقدمت تدفع أحد الابواب والقلق ينهش قلبها أكثر وأكثر.
رمشت بعيناها تردد امال فين أهل المكان.
رد عليها بصوته الغير مريح يقولعم شعبان ماټ اديلوا اسبوعين وبنته جت عربيه فيخمه وفيها اتنين رجاله واخدوها ومشوا .
ارتعد قلب غنوة تردد صاړخه به إيه!اتنين رجاله ايهمين دول وازاى تسيبوهم ياخدوها ويمشوا عادى!
كانت نغم تستمع لكل شيء بجهل شديد عن مايقال او حتى عن هوية تلك الفتاه بينما غنوة تهز رأسها باستنكار شديد تردد هو إيه الى أبوها واخوها مانت بنفسك لسه قايلى عم شعبان ماټ من اسبوعين يبقى أزاى أبوها بالعقل كدهايه ليها أبين!
زمت شفتيها بضيق وقلق كبير ينمو بداخلها على تلك الفتاه ذات العيون الرماديه.
تعلم أنها عانت الكثير فى حياتهاحتى تعليمها لم تستطع إكماله رغم ذكائها واجتهادها.
هزت رأسها بتصميم ترددماشى ماتعملش انت حاجهبس أنا مش هسكت.
خرجت من المكان تتبعها نغم تسير بمحاذتها تسأل بفضول واستغراب مين البنت دى يا غنوة وتعرفيها منينوايه حكاية باباها ماټ وجه راجل اخدها.
غنوة متنهده بأسىده كده حلو او على ظروفها هى تعتبر بطله كمان هى خلصت
ثانوي بمجموع كبير بس ماكنتش أد مصاريف الكليه الى بتحلم بيها لا دى ماكنتش معاها حتى تمن سحب الملف من مدرستهاانتى متخيله
خرجت للطريق العام توقف إحدى سيارات الأجرة تصعد فيه هى وشقيقتها التى اردفت بحزن وفضولكملى.
بغصه يملؤها الألم أكملت ساعتها أنا كمان كنت لسه متخرجه ومامسكتش شغل جامد يعنى دخلت مجال تنظيم الافراح والمناسبات ده صدفهكنت معزومه فى فرح واحده صاحبتى من الكليه بس كانت متجوزه واحد ابن ناس اوىحصل أعطال كتير فى اليوم كان قرب يبوزحاولت أتدخل واساعد فى تنظيم اليومصاحبتى بقا كانت مڼهاره وبتعيط وأنا نفسى الحق معاها يومهاوبس شافتنى مديرة المكان وعجبها زوقى وان عندى حسن تصرفاخدتنى علمتنى الشغلانه ومنها بقا اتنقلت من حاجه لحاجه.
ابتسمت لها غنوة ونظرت بجوارها من النفاذه تشرد فى الطريق وهى تكملحسيت اني ربنا رزقني لمجرد بس انى فكرت أساعد البنت دى وفعلا ماهدتش إلا لما لاقيت لها شغل كويس فى محل الماظسيلر .
زمت شفتيها بحزن وأسى تكمل فرحت اوى بالمرتبمكان نضيف زى ده بيدى مرتب واوافتكرت إن الدنيا خلاص ضحكت لها وهتقدر تكمل تعليمها من مرتبها .
ضحكت بحزن تكمل راحت الدنيا قالت لها تعالى حلوه رايحه فين انتى هتفرحى وتعيشى سنك وكده خدى عندك امك عندها کانسر ومرتبك يادوب يادوب حق الجلسات والعلاج ماټت امها بعد مده طويله من المړض والبهدله قامت الدنيا بردو قالت لها لأ صحصحى معايا كده ابوكى مريض عنده مايه على الرئه ولازم يتعالجوفضل ابوها يتعالج وهى مابين شغلها واللف بيه على المستشفيات لحد ما ماټ.
دمعه حاره هبطت على وجنتها اغمضت عيناها بأسى ثم قالتوكأن الدنيا دى مش بتمس إلا الطيبينتدوس عليهم وتخلى الناس كمان تدوسهمكانها پتخاف تهوب ناحية الوحشين تقريبا الشخص الۏحش هو الى بيعرف يعيش يا نغماوعىاوعى تكونى طيبه.
الټفت تنظر لها بأعين حمراء بها رساله واضحه وقالت اوعى تبقى طيبه ولا تعملى الى يرضى الناس خدى من الدنيا كل الى انتى عايزاهحتى لو هتاخديه منى أنا شخصياالطيبه مش بتنفع صاحبها بالعكس بتأذيه.
شعرت نغم بوضوح رسالة شقيقتها لهاحسن هو المعنى بالتأكيد.
اشاحت بعينها تتهرب من شفافية أختهاالكلام سهللكن تطبيقه صعبهناك عقبات كثيرة.
شعورها بوجود شئ حتى الآن بينه وبين شقيقتها الوحيدهوالدته والتى على مايبدو رافضه تماما لأى صله قد تجمع ابنها بهاكذلك فرق الشخطيه والطباع.
فكأن كل منهما قدم من عالم موازى مختلف.
حاولت تغيير مجرى الحديث وقالت بمشاكسه المهم تقوليلي وخدانى كده ورايحه فين اوعى تكونى خطفانى.
ابتسمت غنوة پألم تتغاضى عن مراوغة شقيقتها وأنها تتعمد التشويش عن الحديث فى هذا الأمر خصيصالم يفت بكل تأكيد عليها عدم خروجها ثانيه من البيت ولا هروبها من واقعها بالنومكذلك حسن الذى على ما يبدو قد خاصم بيتهم رغم عيناه الخائڼه التى تتلهف بوضوح كلما فتح باب او شباك من طابقهم.
بالتأكيد العشره تحكم عندما استطاعت رؤية الإحباط يقفز من عيناه وهو يراها هى من ظهرت وليست نغم.
على مايبدو ان حسن استطاع أخيرا تحديد هوية مشاعره تقريبا بفعلته هذه لم يساعد نفسه فقط وإنما ساعدها أيضا فى تحديدها.
صدح صوتها توقف السائق مرددهايوه هنا لو سمحت.
ترجلت من السياره تقول لشقيقتها التى ترجلت بعدها هى الأخرىهأكلك كشرىيخليكى طول الليل تسقفى.
ضحكت نغم ومشت بحماس لجوارها تقوليااااااه انا متحمسه اووىيالا بينا.
سحبتها غنوة سريعا ودلفت بها للداخل .
سوما العربي
كانت أعين الكل مسلطه عليها بأتهام واضح وصريح لا ثانى له.
اغمضت عيناها تبتسم پألمفماذا ظنت هىكم كانت ساذجه جدا.
فتحت عيناها تأخذ نفس عميق ونظرت لمحمود وقالت إيه رأيك في الكلام ده
صړخ مصطفى بها يردد أنتى كنتى بتنصبى علينا يا بنت
أخذت نفس عميق ثم نظرت لماجد الذي ينظر لها پألم عيناه تخبرها أنه لم يكن يملك خيار آخر كى يمتلكها.
عاودت النظر لمحمود تسأله إيه !ماردتش يعنى.
مازال بموقفه الضغيف السلبى الطبع لا يتغير ولا الشخصية حتى لو تقدمت السنون.
ابتسامة ألم تكونت على جانب ثغرها المزموم اخذت نفس عميق تنظر لماجد.
لتنتهز فريال الفرصه التى أتت تحت قدميها وصړخت أنا قولت دى حتة بت نصابه جت تتبلى عليا كانت عايزه تولع البيت حريقه طماعه وكمان بتتطاول على اسيادها بنت امها فعلا.
اتجهت لها على الفور عيون فيروز ترتكز عليها پغضب وهى تردد من بين أسنانها وانيابهااخرسى سامعه أخرسى خالص.
اتسعت أعين فريال من تلك الأهانه الشديدة تصرخ بهايا جربوعه يا زباله أنا هعرفك ازاى تتكلمى معايا كده.
فيروز بوعيد وغل انا الى هعرفك أزاى تتكلمى معايا كده وازاى تتجرأى تجيبى سيرة أمى.
نظرت لمحمود تقول له باحتقارخليك فاكر أنها وقفت هى وابنها شتمونى انا وامى وكمان شككوا فى نسبىيعنى شككوا فى شرف امى وأنت واقف ساكت مادفعتش عنى.
كان محمود صامت بضعف وتشويش لكن فريال كان لديها من الغل والتبجح مايكفى لتصرخ بهاده تحليل
يعنى من الأخر.
نظرت لهم جميعا واختصت ماجد بنظره مطوله ثم قالتخليكوا فاكرين الى حصل دلوقتي عشان انا مش هنساه عمرى كله.
بحركه سريعه منها تحت ترقب واستغراب الجميع خلعت جوارب قدميها تظهر قدمها اليسرى تحديا إصبع قدمها الكبير .
اتسعت أعين مصطفى ومحمود وهم يشاهدون شكل عقلة إصبعها وتلك العاهه المختفيه التى يحملها محمود بتقوص ظافر قدمه مع بروز صغير فى عظمتها كذلك لديها نفس الوحمه البنيه على جلد قدمها اليسرى كما هى بنفس الشكل الأستداره بنفس القدم اليسرى عند محمود.
اغمض مصطفى عينه بخزى وألملثانى مره يشعر بالضأله أمام تلك الصغيره.
ومحمود يتفاقم الألم داخله ينظر لها بعجر لا يستطيع النظر بوجهها.
الكل منشغل مصډوم وكانت هى بالقرب الكافى لفريال تقول لها من بين اسنانها أنا كنت ساكته عليكى انتى والواد ده بس خليكى فاكره انتى بديتى الحړب بطريقتك نهايتها بقا عندى.
بكل ثقه ورأس مرفوع عاليا تقدمت بخطى ثابتة نحو الباب .
اتسعت أعين الكل ينظرون لها پصدمه ماجد كان أكثر لم تكن صډمه واحده بل صدمات علاوة على ورطه وقع فيها.
اول من استطاع التحدث كان محمودېصرخ بها عاليا فيروز انتى رايحه فين.
وقفت عند الباب تردد ماشيه.
تدخل مصطفى يرددتمشى ازاى فى بنت محترمه تسيب بيت اهلها.
نظرت له بحاجب مرفوع فحمحم يخفض حدة صوته قليلا ثم يقول إحنا غلطنا بس ماعلش ده كان هيبقى تصرف اى حد فى موقفنا احنا كلنا متفاجئين.
ظلت واقفه لم تتحرك بها عضله واحده اخذ نفس عميق ثم قالطب ايه يرضيكى.
بأنف مرفوع واعين متبلده تنظر عليهم من فوق رددت فريال تعتذرلى.
صړخت فريال وسط صدمتهم تردداييه انتى اكيد اتجن
قاطعتها فيروز بقوه وثبات رهيبان تعتذرلى وتعتذر عن أنها بس جابت سيرة امى.
صدح صوت مصطفى يأمر فريالاعتذرى لها يا فريال.
استطشاطت عيناها بغل وهمت كى تصرخ رافضه لكنه ضړب الارض بعكازه يأمرها مجددا بحسم قولت اعتذرى لها.
ضيق عيناه بنظراته عليها واردفدى أقل حاجه بالنسبة للى عملتيه فيها هى وأمها يابنت عمران.
ظل الصمت الرهيب يخيم على المكان لدقيقة كاملهالى ان تقدمت فريال بعدما حسبت حسبتها سريعا ووقفت مرغمه أمام فيروز التى تناظرها بكره وقالتبعتذرلكانتى والست والدتك.
بأبتسامه مهينه رددت فيروز فورااعتذارك غير مقبول يا فريال.
تحركت خطوات أمام الجمع المصډوم تنوى الصعود لغرفتها.
لكنها توقفت فجأة واستدارت ببطء تنادىماااجد.
اغمض عينيههل حان دوره هو الأخر
فتح عيناه يراها تبتسم له وكأنها تخبره استعد للقادم.
بالفعل صدح صوتها بسؤال ضرورى وبديهى تقول السؤال هنا بقا ليه ماجد اخووويايعمل كده ليه يزور نتيجة التحاليلهو أصلا جاب منين عينين لينا يحللهمبينجم ولا بيسحرولااا يمكن مخاوى.
غمزت له بعينها عبثاوهو فمه مفتوح پصدمه يدرك.
ببساطه فيروز كانت تتلاعب بههى على علم بأدق أدق التفاصيل.
لعڼ نفسه وغباءه مره واحدهفإن كانت على علم بحساسيته الوراثيه وأيضا سره الخطېر هو وفريال ألن تعلم بأن والدها لديه نفس أصبع القدم حتى تلك البقعة على الجلد فى نفس المكان.
يظن نفسه ذكيا ولا غبى سواه هناتلك الصغيره تلاعبت به كانت كمن وضع على جبينه ملصق طريف جعله شديد الغباء مثير للسخرية.
صدح صوته عاليا ينقذ ما يمكن إنقاذه وانا هعمل كده ليهأكيد فى غلطة من عند المعملانا شايل العيله دى بروحى وعقلى.
نطق بصوت متضرع يخصها وحدها وقلبى.
كان الغل مازال يفوح من عينها بل ربما زاد معدله عنما قبل.
صدح