ثلاثية شط بحر الهوى بقلم الكاتبه سوما العربي
الكل عليها ينظرون لها باتهام سافر.
بنظرات غاضبه مصدومه تقدم منها محمود الخطوات الفاصله بينهما حتى توقف أمامها مباشرة يتحدث بأعين مظلمه إيه الى فيروز بتقولو دهمعناه إيه الكلام ده بالظبط
شخصية ليست سهله كى يهتز ثباتها هكذا بسهولهفريال وتد مغروس بأرض صلبه لا تهتز من تحتها بسهوله.
من هذه الصغيرة كى تهزها لمجرد تفوهها لتراهات بلا اى دليل بين إنها فريال عمران.
هزت كتفها الأيمن يلتوى شدقها وهى تردد باستغراب شديد وفيروز مين دى أصلا!
اهتز الفك العلوي لشفتيه من شدة غضبه اخذ نفس عميق وردد فيروز بنتى يا فريال.
تصنعت الڠضب الممتزج بالصدمة والاندهاش تردد أنت متجوز عليا يا محمودلأ وكمان خلفت!!
لمعة قوية غشت عينها من القوه والثقه ان كانت تلك فريال فهى أيضا كذلك فيروز ولنرى لمن الغلبه والقوىنظرة أرضا تفكر لثوانى وهى تعلممهما كان الشخص قوىثابتذكى لكن شعور الظلم والغلب يدفع اكثر وأكثر للتفوق.
لذا أخذت نفس عميق تتقدم تريها من هى فيروز إبنة ميرڤت.
وتقدمت تحتضن ظهر والدها بحركه تعلم أنها ستولد داخله براكين من الشعور ناحيتها بوجوب توفير الأمان والدعم متلازم تلقائيا بالغل والڠضب الشديد من الماضى المروالحاضر الذى يحاول تعويضه ويشعر ناحيته بالإثم والشرك.
تغرس اظافرها فى معطف محمود تطلب منه الحمايه الغريزيه الواجبه على اى أب ناحية ابنته .
المصېبه ان ذاك الذى يقف هناك بعيدا ورأى كل ردات فعلها ونظراتها الخبيثة تجاه فريال بوضوحإلا أنه اهتز داخليا كالزلزال وشعور بالحمايه والاحتواء ناحيتها يتدفق كسيل جارف ظهر بوضوح على انفعال عيناه.
حاول بصعوبه الثبات بمكانه والا يذهب لها يحتضنها ويهدئها.
اتسعت أعين ماجد ينظر للتى كان يريد احتضانها بين ذراعيه منذ ثوانى وهى تتبلى عليه دون أن يرف لها جفن.
لتتسع أعين محمود ومعه ماجد وهما يستمعان لها تكمل بغصة بكاء واضحهوماما سمعتها وهى بتقول للرجاله الى خطڤوها إنهم ينفذوا الأوامر بالحرف لأن دى تعليمات مصطفى بيه.
يبتعد خطوات عن الكل وهى خلفه تباعاينظر للجميع وهو يهز رأسه پصدمه يرددمش مصدق..مش قادر اصدقعيلتى كلها عملت فيا كدهطب ماجد وهقول عيل صغير وسمع كلام أمه وهو مش مدرك مش عليه ذنبلكن انت...انت يا باباازاى تعمل كده
اقترب عدة خطوات من والده بينما توقفت فيروز بمحلها تتصنع النظر أرضا پخوف وقهر.
تحدث محمود امام مصطفى المصډوم ازاى جالك قلب تعمل كده فيابعد ما عرفت أنها حامل.
صړخ به محمود پغضب يرددعملت إيه وحمل إيهكلام إيه الفارغ ده...انت اكيد اټجننت.. معقول ابوك إلى حاجج بيت الله وملس على بابه يعمل كده
صړخت فيروز پقهر حقيقى تصرخ بهايوه حصلالست هانم دى قالت كده لامى بلسانها.. وإنها مالهاش حد تستنجد بيه .
وقفت وحدها فى تجاه ... بينما كانت باقى العائله المحترمه فى ناحيه مقابله لها .
ناظرت الجميع بكره وغل تكمل خصوصا إن الى سلمتيه نفسك بورقة مقطوعه من كراسهقطع الورقتين دول مافيش اى حاجه تثبت أنك كنتى متجوزاه أصلا.. والباشا الكبير نفسه هو إلى أمر بحبسك.. هتعملى إيه يا مسكينه ولا تروحى فين.
صړخ مصطفى پغضب شديد يضرب
الأرض بعكازه إيه الكلام الفارغ ده.. امك أكيد غلطانه.
صړخت فيه بنفس قوته ويمكن أكثرقصدك امى بتكدب...فى واحده بتكدب وهى بټموت يا راجل يا مفترى يا ظالم يا عيلة واطيه يا ولاد الكلب.
اتسعت أعين الكل وهم يستمعون سبها الواضح لهم صړخ بها مصطفى أخرسى يا قليلة الادبفى واحده متربيه تكلم جدها كده.. أما أنك ناقصه ربايه صحيح.
تقدمت خطوات تصرخ فيه وهى تشيح امامه بيداها واصابعها متشنجه مفروده أنا مش ناقصه ربايه.. امى وابويا ربونى أحسن تربيه وعلمونى ماظلمش حد.
نطق محمود ېصرخ بها أنا الى ابوكى مش حد تانى.
صكت أسنانها بغل تردد لأ... أنت مش ابويا ولا أعرفك.
بادر مصطفى يردد تتكلمى مع ابوكى بأدب .
فيروز بازدراءانت بالذات تسكت خالص.
احتدت أعين مصطفى يردد پحده اتكلمى بأدب مع جدك يابنت.. وإن كانت أمك ماعرفتش تربيكى أنا هتصرف .
..ماتجبش سيرتها على لسانك...امى أحسن منكوا كلكوا.. بدل ما تفكر أن الهانم هى الى جابت أسمك فى الموضوع وهى الى ظالمه بتفترى على امى..انت راجل ماتعرفش ربنا .. وانتو كلكو عيله زباله.. أنا بكرهكوا...عمرى ما کرهت فى حياتى حد غيركوا.
كانت تصرخ وهى تشيح بيدها واحيانا نضعها بجانب اذنيها علامه على فقدان السيطرة على النفس.
هوى على أثره قلب ماجد وكذلك محمود الذى تقدم منها يحاول تهدئتها فحالتها مريعه جدا فحتى مصطفى صدم وصمت مما يراه وبدأ يراجع نفسه حقا يشعر بخطئهبينما فريال تتابع كل شيء بدقه شديدة وتركيز وندى تصرخ داخلها مصدومه فبأى عائلة قد وقعت هى وتزوجت تربط أسم عائلتها الكريمة بهم.
تقدم محمود منها لكن قدم ماجد قد سبقته يحاول احتضانها مرددا بحنان بالغ أهدى يا فيروز أهدى.. تعالى.
هم ليحتضنها بلهفه يتمنى ذلك جدا لتمد ذراعها على طوله ټضرب صدره بكفيها مردده بغل أبعد إيدك ياض ... أبعد عنى..ابعععد.
تسمر مكانه ومازلت احضانه مفتوحه لها برجاء وأمل خاب.
ليتقدم منها محمود يحاول هو ربما استجابت يراها وهى مازالت متشنجه وفى حالة مريبه ترددابعدوا عننننى...محدش يقرب منى.
اخذت ټضرب الأرض بقدميها بعلامات الاڼهيار العصبى ولسانها لا ينطق سوى جمله واحده كررتها عشرات المرات أنا عايزة امشى من هنا...خرجونى من هنااا.
صړخ مصطفى بهم اتصرفوا بسرعه .. شكلها مش طبيعي.
تقدم محمود يحتضنها يحاول تثبيت ذراعيها وهى تقاوم لكنه مصر يردد أهدى... اهدى ياحبيبتي..خلااص بابا هنا معاكى.. أهدى خالص.
رغما عنها ثبتها بأحضانه ېصرخ بماجد اتصل هات دكتور يا ماجد بسرعه.
كان ماجد يقف متخشب يشعر بالضعف حيالها فلم ينتبه او يتحرك لېصرخ به محمود مجدداماااجد..اتحرك.. أختك هتروح منى.
تحرك ماجد سريعا يتصل بسكرتيرته كى تتصرف سريعا وتطلب له طبيب.
بينما تحرك محمود بها لغرفه المكتب الكبيره الموجودة ببهو البيت.
وهى مازالت تحاول المقاومه ټضرب بيدها كغريق يصارع امواج عاليه حقا لا ترى من معها ولا يطمئنها صوته الذى يردد أهدى يا حبيبتى أنا بابا.
هى بالفعل لا تراه فقد اڼهارت اعصابها وتداعى تركيزها .
وظل الوضع لمدة لا بأس بها ترفض حتى التمدد على الأريكة المبطنه باللون النبيذى الفخم المصنوع من قماش تركى فاخر .
صړخ محمود فى ماجد وقد انفلتت اعصابه هو الأخر فين الدكتور الى قولتلك تطلبه .
كانت اعصاب ماجد مضطربه أيضا ومشاعر مختطله متناقضه تفور داخله فتحدث بلهفهكلمت مرام السكرتيره تشوف حد حالا.
هز مصطفى رأسه بنفاذ صبر يردد اتصل استعجله ولا شوف غيره.
كانت ندى تجلس تشاهد ذلك الفيلم العربي قديم الطراز بملل وسأم تلاحظ لهفة زوجها على شقيقته بطريقة لم يظهرها لها ليوم واحد حتى.
تستمع لصوته يحدث سكرتيرته التى لطالما حدثها بمنتهى المهنيه ېصرخ بها الآن فين الدكتور يا مرام أتأخر ليه
مررت عيناها على ملامحه العصبيه المتوتره بعدما صمت لثوانى يسمع ردها وعاود الحديث هو فين ده اللي داخل عليا ماحدش جه.
صمت فجأة وهو يستمع رنين جرس الباب لترفع ندى حاجبها الأيمن بزهول وهى تراه يهرول بطريقه أشبه للركض يفتح الباب.
توقف أمام الباب بصمت لثوان وهو يمرر عيناه على ذلك الرجل عريض المنكبين قوى البينه اشقر اللحيه والشعر بعيون زرقاء .
اهتز فكه پغضب يسأل هل جلبت له مرام طبيب من البرازيل ام امريكا
لم يحركه سوى صوت محمود الصارخ ينادي عليه لكن تركيزه مع ذلك الماثل أمامه يبتسم مرددا بنبره مخميله كأنه بدأ فى مباشرة علمه يحدث مريض ممد على الأريكة المفروده وهو يقول مساء الخير.
هز ماجد رأسه بنفور يردد أهلا.
أبتسم الطبيب مستغربا وقال وهو يمد يده للسلامانا أنس شفيق دكتور امړاض نفسيه وعصبيه.
تقدم مصطفى خطوتان بعكازه يردد هو بدلا عن ذلك الصنم نورت يابنى اتفضل..دخلوا يا ماجد.
لكن ماجد مازال ينظر له بعدم تقبل رهيب فردد مصطفى مجدداماااجد...دخل الدكتور.
أفسح ماجد للطبيب على مضض يشير له على الداخل
يسير معهم حيث فيروز التى جلست بصعوبه وبعد محاولات على الأريكة ليس استجابة لطلب والدها بل جسدها كان قد أنهك حقا وفقد كل قوته على الوقوف او مواصلة الصړاخ ولا حتى الحديث.
تقدم أنس بخطى ثابته يرى تلك الفتاه الجميله تجلس على طرف الأريكة تضع راحتى يدها بجوار جانبيها وقدمها تتدلى بالكاد تلامس الأرض لقصر قامتها.
تميل بعنقها حيث تخفض رأسها أرضا تنظر تحت قدميها وهى تتنفس بصعوبه وعدم انتظام صدرها يعلو ويهبط باظطراب.
اجلى صوته الرخيم يردد مساء الخير.
رفعت عيناها الرماديه كأنه كان ينقصه رمش بعينه وتمسك بمهنيته لأقصى حد يجلى اى شئ عن تفكيره وهم كي يبتسم لها لكن امتقع وجهه وهو يستمع لصوتها الذى اصطبغ بطريقة اولاد الشوارع بالضبط وده مين الطرى ده كمااان.
سر ماجد كثيرا من وصفها هذا ينظر على المدعو أنس يرى امتقاع وجهه بحرج فحاول كتم ضحكاته .
وبادر محمود يتحدث وبنيته تهدئتها ده دكتور امړاض نفسيه وعصبيه عشا....قاطعته وهى تنتفض من مكانها وقد عادت لها الشراسه مجددا تصرخ فيهاييييه...اااااااه هى دى الخطه بقا... عايزين تطلعونى مجنونه وادخلى مصحه حلوه كده اتكهرب فيها لحد ما اموت هناك مش كده.
كانوا يستمعون لها بزهول ومحمود ردد سريعاايه يا بنتى إلى بتقوليه دهوانا لو عايز أعمل كده كنت هدور عليكى ليه مانتى كنتى بعيد ومش عايزه حاجه وكمان مكتوبه بأسم راجل تانى يعنى مش خاېف تورثينى.
صمتت قليلا تنظر له بملامح مترقبه مستهجنه كلامه منطقى لكنها لا تستطيع الوثوق به.
مد يده يردد برجاءثقى فيا مره.
نظره بنفور ليده الممدوده ثم قالت بكره واضحسبق وامى وثقت فيك فضيعتهاالبنت مش هتغلط غلطة أمها تانى.
اطبق محمود قبضة يده يضم أصابعه على بعض بندم شديد يتراجع خطوتين وهو يردد بخزى عندك حق يا بنتى.
نظر للطبيب يقول طيب خلى الدكتور يكشف عليكى حتى عشان تهدى.
رفعت رأسها تنظر للطبيب صمتت لثوانى وبإذعام غير متوقع وافقت.
أنس نفسه كان متوقع رفضها ظن أنه سيحاول معها لوقت طويللكنه صدم بموافقتها.
ابتلع رمقه يحاول السيطرة على الموقف وحدث الحضور قائلاطيب لو