الجمعة 29 نوفمبر 2024

قلوب صماء

انت في الصفحة 32 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


بشدة عندما تلاقت اعينهم اسرع إليها بشوق صافح يزيد وقبل وجنتها وهو الآن يتنفس بارتياح بعد ان رآها امامه وفجأة اتت ماريا تركض إليه بسبب العرض ولم تكترث بوجود يزيد الذى كان ينظر لها بقلق من هيئتها  
ماريا   مالك الحق العارضات كلهم جهزو بس مافيش حد يلبس فستان الأبيض  
مالك بابتسامة   طب ما انا عارف اهدى انتى بتجري عشان كدة

ماريا بصرخه   جميله ضمتها بفرحه وقبلتها ويزيد يتابع الحوار القائم وينظر إليها بقوة يحاول فهمها  
مالك   ميرو جميله هى إللى هتلبس الفستان الأبيض وهى صاحبه العرض كله وليها سبب اساسي فى وقوفنا على رجلينا من تاني ومافيش أهم منها فى العرض
جميله بقلق تهز رأسها بالنفي
امسك مالك يدها وهو يضغط عليها برفق وينظر لعيناها بحنيه   معقول هتتخلي عني انهاردة نجاحك مش نجاحى الفستان دة الوحيد إللى صممته بقلبي واشتغلت عليه بضمير عشان مش هقبل بحد غيرك يلبسه غمز ليزيد وسحبها وهو يحتضن كتفها وسارت معه بتشتت إلى أن أوصلها إلى غرفه خاصه بتبديل الملابس خاصه بها وحدها يوجد بها ثوب الزفاف الأبيض التى صممته بنفسها وكان أحد احلامها فالآن أصبح الثوب امامها نظرت إليه باستغراب  
ابتسم مالك   هو تصميمك وأنا فصلته بنفسي خد مني يومين متواصلين انجزته بصراحه هههه
مازالت غير مدركه ما يحدث  
مالك بحب   بس فى سؤال محيرني كنتي كاتبه على الرسمه انك مش عايزة ترتديه وانتهى الأمر ممكن افهم ليه مع أنه عجبك وصممتيه بحب
جميله تبحث عن شي لتدون به الرد  
مالك بابتسامة   انا هفهمك بالاشارة
جميله پصدمة تبتسم وتطلق ضحكتها للعڼان
مالك   هههه مصدومه صح انا اتعلمت الإشارة عشانك وخدت قرص مكثف كمان ولسه مستمر بس هحاول افهمك قولي بقى
أشارت جميله الى نفسها وإلى بعض الاشارت بيدها وإلى مالك وإلى تقليد جدها بالعصا الذى يكت عليها  
مالك پصدمة   مش فاهم حاجه اقسم بالله لا انا لسه مبدتى هههه خدى الموبايل بتاعي أرحم
ابتسمت جميله واخذت هاتفه وسجلت به ما تريد ان تقصه  
ماكنش عندى فارس أحلامي إللى ممكن البسله الفستان الأبيض عجبنى الفستان وقررت اصممه بنفسي بس عشان امنتى كانت تكمل لازم أكون مختارة فارس احلامى لكن جدي اختار يكون مين عز كنت دايما شايفه عز أخويا زى يزيد عشان كدة مش كنت عايزة البسه لحد مش من اختيارى انا  
التقط منها الهاتف وقرأ ما كتبته  
مالك بغيرة   عز تأنى
جميله التقطت منه الهاتف
على فكرة عز مش بيحبني الحب إللى انت متخيله عز شاف نفسه مسئؤل عني طول عمره وشاف ان بنت عمه هو اوله بيها عشان اعاقتها عز بېخاف عليه زى يزيد ومش بيقبل حد يزعلني هو كان حاسس بالذنب عشان طريقه جوازى يعنى اتفعل زى يزيد عز ماكنش عايز يشارك معاهم فى انهم يضحو بيه زى ماهو فاهم مش عايز يتحمل ذنبي عشان كدة انا طول عمرى شايفه عز ويزيد واحد كنت عارفه نظرات عز ليه ايه نظرات أخ صعبان عليه وضع اخته عشان كدة ماعرضش جدي ولا حد لم قالو عز لازم يتجوز جميله خاف يرفض عشان مايجرحنيش صدقنى عز أخويا بجد
سقطت دمعه من عيناها رفع انامله ليمحيها ويضمها لصدره بحنان ويتنهد بسبب الم قلبه على محبوبته
مالك بجديه   انا هفضل هنا لم تلبسي الفستان خاېف حد يدخل كمان هساعدك ودة حقي ههه
شعرت بالخجل وظلت واقفه مكانها وهى تدفعه للخارج  
مالك   ماتحوليش انا قاعد نظر إلى ساعه يده يلا عشان العرض هيبدا
جميله بعناد القت الثياب على الأريكة الموجودة بالغرفه  
مالك باستسلام   ماشي يا جميلتى واكمل حديثه بغمزة من حق الجميل يدلع هقف على الباب لم تخلصي وامرى لله  
ترك الغرفه لكى تبدل ملابسها سند بظهره على باب الغرفه وهو يطلق تنهيدة تخرج من قلبه   
عندما رأته ارادت الهروب من نظراته وكانت تهم بالمغادرة إلى أن تثمرت مكانها عندما لفظ باسمها  
يزيد   ماريا من فضلك دقيقه
عندما تفوه باسمها كاد قلبها ان ېفضحها بسبب دقاته الصارخه وهى تشعر بالتوتر والقلق وتوردت وجنتها عندما وجدته يقف امامها  
ابتلعت ريقها بصعوبه وتصنعت القوة والجمود   افندم
يزيد   انا مديون ليكى بشكر واعتذار وانا بصراحه ماحبش أكون مديون لحد
ماريا بعدم فهم   نعم
يزيد بابتسامه  عاوز أشكرك على وقوفك جنب جميله وقربك ليها ومساعدتك كمان على انها تحاول تثبت نفسها فى حاجه بتحبها وبعتذر عن الموقف إللى حصل بينا قبل كدة انا اسف عمرى ما كنت عصبي على حد قبل كدة بس بصراحه ثورتك ومهجمتك ليه هى السبب ان انفعل عليكى ممكن تقبلي اعتذراى بس انا فعلا عارف انك غير مالك وجميله حكتلي كل حاجه بس وقتها كنت متوتر بجد بسبب عمليه جميله
ماريا بابتسامة   خلاص حصل خير
يزيد   يعنى مسامحه من قلبك عشان دة دين فى رقبتي
ماريا   عشان خاطر جميله عفونا عنك
يزيد بابتسامة   خاطر جميله بس
ارتبكت ماريا وتهربت منه   هشوف العرض بعد اذنك وركضت من امامه فى ثوانى كانت اختفت   
يزيد   بتستحى عندها ډم مش زى اخوها هههه
جلس يزيد بالمقعد ينتظر العرض ويشرد فى ضحكتها وخجلها   
ارتدت الثوب الأبيض الملائكى وكانت مثل الملاك حقا ودلف مالك بهدوء قلق من سبب تأخرها وجدها مثل اللولوة تتالق بثوبها الابيض مثل النجمه المضيئه فى السماء الكالحه مثل الزهرة المتفتحه فى بستان عشقه كانت أمام المرآه ترتدي حجابها وفجاة شعرت بيده تضمها وضع ذقنه يستند بكتفها وينظر لجمالها الساحر عبر المرآه ويتغزل بها أصبح شاعر كلما رآها تسحره وتجذبه ولأول مرة اصبح يهوى الشعر لاجلها فقط  
مالك وهو ينظر لها بابتسامه عذبه انا فى حبك متيم وملات روحي منك حتى لم يعد مني لروحي موضعا ومكان ما ذاب فى فرط الهوى بك عاشق مثليولا عرف الأسى إنسان  
قال هجرت فقلت انا واحد وكفى وصالا ذلك الهجران هى موطني ولها فؤادي موطن أتفر من اوطانها الاوطان  
ابتعد مالك عندما راءها كادت تنصهر من شدة الخجل وابتسم لخجلها الزائد واقترب منها يحتضن وجهها بكفيه وينظر لبريق عيناها   بحبك يا جميلتي ربنا يخليكي لقلبي عاوزك ماتخفيش ولا تتوترى انا جنبك ماشي اطبق بيدة على يدها وتعانقت اصابعهم وغادر الغرفه متوجهين إلى صاله عرض الازياء ظل واقفا جانبها إلى أن انتهت عارضات الازياء وما تبق غير ثوب الزفاف   
انخفضت الاضاءه وتسلط الضوء على الحوريه التى ترتدى ثوب الزفاف كان يضغط على يدها برفق نظرت الي عيناه التى تشعرها بالأمان واستمدت القوة بسحرهم الأخذ وسارت جانبه وهو مازال متشابك ايدهم معنا وسارت أمام جميع الحضور مثل النجمه الساطعه فى السماء تبهر الحاضرين بطلتها الخلابه وعلى أصوات التصفيق الحار على انتهاء العرض بوجود هذة الجميله   
امسك مالك المايك وبدأ يتحدث ويشكر الحاضرين والمقيمين على هذا العرض الناجح ويشكر الشركه التى ساندته ويقدم شكره إلى صديقه وصاحب عمره أسر الذى لم يتخلي عنه طوال حياته وهو الأخ والسند الذى يظل فى ظهره  
صعد أسر ليقف بجانب صديقه صافحه مالك بحب وعانقه بقوة وهو مازال يشكره على مساندته ودعمه الدائم له  
مالك بابتسامه   وطبعا حاب اشكر أهم شخص فى حياتي وليه دور كبير فى ظهور الازياء فى الوقت دة بعد ما كانت خسارة الشركه على المحك الشخص دة فضل جنبي وساعدنى ان أكمل وأفضل واقف على رجلي واقدم عرض مبهر بالشكل دة اى كلمه شكر مش هتوفي الشخص دة حقه  
وجلس مالك إمام جميع الحضور جلس نصف جلسه يتك على ركبتيه وينظر إلى جميلته بحب  
مالك   انا بتاسفلك على اى تصرف صدر مني فى حقك انا اسف بجد يا مراتي يا حبيبتي يا حياتي ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك   
صفق الحضور على هذا الكلام الرائع الذى خرج من فم عاشق   
انسايت دموعها وهى لم تتحمل هذا المشهد فهى تعشقه ولا تريد أن يقلل من نفسه أمام الحضور
عندما راء دموعها نهض ليقف امامها علم انها تبكى من أجله ضمھا لصدره بحنان وقبل رأسها ابعدها عن احضانه وهو يبتسم لها
مالك   دموعك غاليه أوى ومش عايز اشوفها تانى على فكرة المفاجاه إللى بجد ان فرحنا انهاردة وفى نفس القاعه   
نظرت إليه باستغراب  
غمز مالك الى صديقه أسر الذى اغلق جميع الأضواء واشتعلت الميوزك الرومنتك والاضاءه الخافته على الاستديج مضاءه على شكل قلب ويقف مالك بالمنتصف يحتضن زوجته ويتمايل على نغمات الموسيقى وهى بحضنه مثل الفراشه المتنقله هو المتحكم بخطواتها وهى تشعر بالسعادة ولم تصدق ما حولها من شدة فرحتها بقربه   
            
كان يعلم بم يخطط له مالك واراد أن يفاجئ شقيقته ليرا سعادتها الحقيقيه أمام اعينه
فرح يزيد بهذا الاعتذار وأمام الجميع واحترم مالك وقدر حبه لشقيقته وتمنى لها حياه سعيدة ودعى ربه فى نفسه إن يتم شفائها وتسترد سمعها ونطقها   
حضر شريف وزوجته وعز أيضا الذى أصر ان يراها ليتاكد من مشاعره اتجاهها حتى لا يظلم أحدا معه فهو يخشى أن يظلم الفتاه التى سيرتبط بها إذا ظلت جميله بقلبه      
اقبل شريف بفرحه وجلس بجانب يزيد وصافح عز بشوق  
يزيد   انتو فاتكو كتير اتاخرتو ليه   
ظل نظرات عز معلقه على جميله ومالك وهم يتمايلو فى رقصتهم الخاصه  
وارتسمت ابتسامه السعادة على ثغر عز وتمنى لها أن تدوم فرحتها وسعادتها
غمز له شريف لياكد له ان تعلقه بجميله ليس حبا حقيقيا وإنما مسئوليه وشعور بالاحتياح فقط ليس إلا
والآن الجميع فرح لهذا الحدث السعيد    
والتقطت بعض الصور للعروسين ونزل خبر زواج رجل الأعمال الشاب مالك السمنودى اثناء عرضه ونجاحه فى مجال عمله وانتشر الخبر فى جميع الصحف المصرية  
عندما رأته تاليا اشتعلت بنيران الحقد والڠضب ومزقت الصحيفه بغل  
اما ماجد الزينى ظل شارد بعد ان قرأ خبر نجاحه وأصبح شركات مالك فى المركز الأول فى عالم الأزياء وقد قضى على اسم الزينى نهائيا ولكن لم ييأس يحاول أن يسترد اسمه وسمعته بالمجال     
بعد انتهاء حفل الزفاف ودع أسر صديقه واعطاء تذاكرتين السفر وغادر ليقل همس إلى بيتها   
اقبل شريف وزوجته ويزيد وعز أيضا ليصافحو العرسان ويودعهم الجميع
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 43 صفحات