الخميس 05 ديسمبر 2024

مزرعه الدموع

انت في الصفحة 7 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز

نانسي 
قالت الخادمة فوق حضرتك لسه مصحتش
ايه ده لسه نايمة طيب روحى انتى
صعدت نادين لحجرة نانسي ونادتها قائلة 
نانسي نانسي قومى عايزاكى بسرعة
لم تجد استجابة منها فاقتربت من فراشها وهزتها بيدها 
نانسي قومى نانسي
تململت نانسي فى فراشها وهى لا تستطيع فتحعينيها وانزاح الغطاء عنها قليلا فرأت نادين فستان السهرة الذى مازالت ترتديه 
ايه ده ايه اللي انتى لابساه وانتى نايمه ده انتى خرجتى امبارح 
قالت وهى تجد صعوبة فى ابقاء عينيها مفتوحتين 
آه خرجت
خرجتى روحتى فين خرجتى مع عمر 
ضحكت نانسي بشدة قائلة 
وانتى متصوره ان عمر ممكن يسبنى أخرج بالفستان ده انتى مش عارفه خطيب بنتك ولا ايه
أمال خرجتى فين
قالت وهى تجلس بصعوبة على السرير 
خرجت روحت الديسكو قابلت عماد وباقى الشلة هناك
شعرت نادين بالڠضب صړخت فى وجهها قائله 
ديسكو ديسكو يا نانسي افرضى عمر شافك افرضى حد شافك وقاله انتى مش عارفه انه منعك تماما انك تروحى المكان ده
أزاحت نانسي الغطاء عنها وهبت واقفة 
أوف أوف كل شوية عمر قال عمر عاد أنا اتخنقت أنا مش متعودة على كدة متعودة أعمل اللى أنا عايزاه وفى الوقت اللى أنا عايزاه
انتى هتفضلى مدلعة لحد امتى لحد ما نضيع كلنا أنا مكنتش عايزة أقولك عشان ما أأثرش على نفسيتك بس طالما انتى ما عندكيش احساس كدة هقولك البنك حجز على كل حاجة بنملكها مافضلش غير الفيلا دى وعربية أبوكى وعربيتي وعربيتك واللى قريب أوى هيضيعوا هما كمان
امتقع وجه نانسي بشدة كانت تعلم الظروف التى يمرون بها لكنها لم تتوقع أن تتدهور أمورهم الى هذه الدرجة وبهذه السرعة ظلت واجمة لا تنطق بشئ اقتربت منها نادين قائله 
فهمتى بأه ان
الموضوع جد مش هزار وإن عمر هو آخر أمل لينا وان الوضع مش متحمل أبدا استهتارك ودلعك ده أنا كنت جايه أصحيكي عشان أقولك ان حماتك المستقبليه كلمتنى وعزمتنا كلنا بعد
بكرة وهيكون موجود عمة عمر وولادها كمان مش عايزة غلطة يا نانسي خلى الموضوع يتم على خير انتى سامعه
قالت ذلك وتركتها وخرجت 
أثناء انهماك ياسمين فى مساعدة والدتها فى تحضير طعام الغذاء سمعت باب الشقة يفتح ثم يغلق التفتت لوالدتها قائله 
دى أكيد ريهام بابا لسه نازل من شوية
نادتها قائلة 
ريهام ريهام
سمعت باب حجرتما يغلق بقوة فقالت لنفسه مالها دى 
تركت ما بيدها وذهبت لترى أختها صدمت ياسمين عندما فتحت باب الغرفة ووجدت ريهام مڼهارة من البكاء أغلقت الباب بشرعة وتوجهت اليها قائله بلوعه 
ريهام مالك فى ايه ايه اللى حصل قوليلى
كانت ريهام ترتجف من شدة البكاء فجلست ياسمين بجوارها وأخذتها فى قائله 
بس يا حبيبتى بس متعيطيش فى ايه مالك طمنيني وقعتى قلبي
أزاحتها قليلا لتنظر اليها ومسحت ما تساقط على وجهها من دمعات ثم قالت 
حبيبتى استعيذى بالله من الشيطان الرجيم واحكيلى اللى حصل
استعاذت ريهام بالله وروت لأختها ما حدث بالتفصيل قم أردفت 
اتفضحت يا ياسمين متخيلة الكلام اللى قالهولى يوحي بإيه والمصېبة ان صحابي كانوا واقفين ومش بس صحابي ده كمان زمايلي فى الدفعة هيقولوا عليا ايه دلوقتى
قالت ذلك ثم اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى فقالت لها ياسمين 
حسبي الله ونعم الوكيل بني آدم معندوش ريحة الضمير كويس انه ربنا كشفه بدرى عشان تعرفيه على حقيقته
أنا خلاص معدتش راحه الكلية دي تانى معدش ينفع أورى وشى لحد
قالت لها ياسمين بصرامة 
بتهرجى صح انتى ما غلطتيش عشان تستخبي من الناس هو اللى غلط وهو اللى المفروض يتكسف يورى وشه للناس اوعى تخلى واحد زى ده يكسرك انتى لسه صغيره وياما هتشوفى فى حياتك مينفعش تسمحى لحد انه يدوس عليكي بالشكل ده اوعى تدى لحد فرصة انه يجرحك أو يهينك انتى هتروحى الكلية بكرة وانتى رافعة راسك لأنك مغلطتيش وربنا عارف انك مغلطتيش وأكيد هيجبلك حقك منه لأنك مرضتيش تغضبى ربنا وعملتى الصح فأكيد ربنا مش هيسيبك وهيكون جمبك
اوعى تقولى حاجة لبابا يا ياسمين لو بابا واجهه معرفش الولد ده ممكن يتبلى عليا ويقول ايه وانتى عارفه بابا صعب أد ايه وممكن يصدقه
مټخافيش بابا مش هيعرف بس الولد ده لازم يتربي لان لو محدش وقفله هيسوق ويتمادى فيها لما سألوا فرعون وقالوله ايه اللى فرعنك قال ملقتش حد يلمنى 
ازاى يعني هتعملى ايه 
اسمها هنعمل مش هتعملى بكرة هتشوفى
فى اليوم التالى وفى مكتب سكرتيرة عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس وقفت ياسمين مع ريهام فى انتظار السماح لهما بالدخول خرجت السكرتيرة من حجرة العميد ونظرت الى الفتاتان قائله
اتفضلوا
شعرت ريهام بالتوتر وكادت أن تتراجع فجذبتها ياسمين من يدها ودخلوا الى داخل الغرفة قالت ياسمين 
السلام عليكم يا دكتور
قال العميد وعليكم السلام اتفضلوا
جلست كل منهما على مقعد مواجهه للمكتب نظر اليهما العميد قائلا 
اتفضلوا ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه
روت له ياسمين تفاصيل ما حدث من معتز واهانته ل ريهام أمام زملائها ثم أردفت قائله 
أنا بعد اللى حصل فكرت نيجي ونتكلم مع حضرتك لأنك المسؤل الأول عن الكلية
هنا وأنا عارفه ان حضرتك بمركز يملى عليك تحمل مسؤلية الكلية كلها وأكيد كل البنات والولاد اللي هنا هما أبنائك وبناتك اللى لازم حضرتك تحافظ ليهم عشان كدة احنا جينا لحضرتك النهاردة يا دكتور لأن أكيد مترضاش ان حد يهين بنت من بناتك اللى مسؤلين منك طول وجودهم فى الكلية وتحت اشرافك
رد العميد قائلا طبعا أكيد اهانة بنت من البنات وان ولد يتعرضلها ويضايقها ده ما أسمحش بيه أبدا فى كليتي والولد اللى ذكرتى اسمه فعلا مشاغب وبيجيلى اسمه كتير
ثم وجه حديثه الى ريهام قائلا 
ما تقلقيش محدش يقدر يتعرضلك ولا يتعرض لأى بنت داخل الكلية والولد ده لازم يتعاقب
شكرته ريهام قائله أنا متشكره جدا يا دكتور بجد ربنا يكرمك
وفى اليوم التالى كانت سعادة ريهام غامرة عندما قرأت التنويه الموضوع فى بهو الكلية قررنا فصل الطالب معتز محمود صبحى لمدة اسبوعين عقاپا له على اهانته لزميلاته ومشاغبته فى الكلية 
حمدت الله عز وجل وأيقنت أن من يصدق الله يصدقه
يعني ايه الكلام ده 
نطق عمر بهذه العبارة فى ڠضب هادر وهو يتطلع الى الملف الموضوع أمامه على مكتبه بالشركة قالت السكرتيرة 
ده الفاكس اللي جلنا يا فندم
هب عمر واقفا وقال فى ڠضب 
أنا مشغل شوية ناس لا يعتمد عليهم يعني كدة الصفقة هتضيع علينا
حمل هاتفه وساعته والجاكت
وتوجه الى البا قائلا 
الغي كل مواعيدي النهاردة وبكرة
قالت السكرتيرة بنبرة روتينيه 
حاضر يا فندم
والضيق باديه على محياه فسألته 
خير يا حبيبى فى حاجة 
تنهد فى ضيق قائلا 
للأسف هنضطر نأجل عزومة نانسي وأهلها اللي كانت المفروض تكون بكرة
ليه ايه حصل 
فى مشكلة فى الشغل ولازم أسافر النهاردة ضرورى ومعرفش هغيب كام يوم
ما ينفعش حد غيرك يقوم بالمهمة دى
لا مينفعش لازم أروح بنفسي
سكت قليلا ثم أردت قائلا 
لازم أسافر النهاردة على المزرعة 
الفصل الحادى عشر
Part 11
سمعت ياسمين جرس هاتف المنزل وهمت بترك الرواية التى تقرأها وتذهب لترى من المتصل لكن الصوت توقف فجأة فعلمت أن أحدا ممن فى البيت رد على الهاتف ما هى الا لحظات حتى فتح والدها باب غرفتها بعدما طرق الباب وقال لها 
كلمى يا ياسمين تليفون عشانك
تعجبت ياسمين من الذى يتصل بها على هاتف المنزل فمنذ أن تخرجت لم يبقى على اتصال بها الا سماح فقط والتى تتصل دائما على هاتفها المحمول نهضت من فراشها وتركت روايتها وسألت والدها 
مين يا بابا
خطيبك
قالت بإندهاش مصطفى
ايوة هو انتى ليكي خطيب غيره
كانت هذه هى المرة الأولى التى يتصل بها مصطفى كانت العلاقة بينهما تقتصر على زيارته مرة كل اسبوع وأحيانا كل اسبوعين بسبب انشغاله بتجهيز عش الزوجية بالإضافة الى عمله الذى يلتهم معظم وقته توجهت الى الهاتف وقالت 
السلام عليكم
أتاها صوته عبر الهاتف 
وعليكم السلام ازيك يا ياسمين أخبارك ايه
تمام الحمد لله ازيك انت عامل ايه فى شغلك
كويس الحمد لله

مش ناقصنى غيرك وحشانى أوى
تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل فلم تعتاد سماع مثل هذه الكلمات منه أو من غيره كانت تحاول قدر الإمكان الالتزام بوضع حدود للكلام بينهما فهى مازالت تعتبره رجلا غريبا عنها لا يحق لها سماع تلك الكلمات منه إلا بعدما يكتب الكتاب استطرد مصطفى قائلا 
مش عايزة تقوليلى حاجه موحشتكيش زي ما وحشتيني 
التزمت ياسمين الصمت ولم تدرى ماذا تقول له أتاها صوته وقد استطاعت تمييز نبرة الضيق فى صوته 
خلاص براحتك 
ثم قال فى برود 
طبعا عارفه ان الفرح بعد أقل من اسبوعين أنا بس حبيت أعرفك ان خلاص تقريبا الشقة جهزت فيما عدى بعض الأمور البسيطة أنا حاليا فى البحر الأحمر وان شاء الله هنزل قبل الفرح ب 3 أيام أخلص الحاجات اللى فاضله فى حاجه انتى عايزاها أو حاجه حابه تقوليها
تمنت لو تقول له أيوة عايزة أقولك كلام كتير أوى واسمع منك كلام أكتر نفسي أعرفك وأفهمك نفسي أعد معاك فترة أطول مش تقولى انك نازل قبل الفرح ب 3 أيام نفسي فى خطوبة أطول نفسي أتجوز وأنا حاسه انى فرحانه ومبسوطه زى أى بنت بتتجوز نفسي حد يزيل القلق والخۏف اللى جوايا نفسي أطمن على حياتى معاك لكنها لم تستطع أن تنطق بحرف مما ودت أن تقوله وردت قائله 
لا شكرا مش عايز انت حاجه
رد فى برود 
لا شكرا سلام
مع السلامة
وضعت ياسمين السماعة ونظرت الى غرفة والدها وقالت لنفسها كان نفسي تفهمنى يا بابا أنا مبحبش أعصيك ولا عايزة أكسرلك كلمة بس ياريت تفهمنى شوية وتحس بيا قامت ودخلت غرفتها مرة أخرى وجلست على فراشها لتستكمل قراءة الرواية لعلها تستطيع أن توقف عقلها عن التفكير لترتاح قليلا
أنهى مصطفى اتصاله ب ياسمين وشرع يعبث فى ملفات هاتفه كان فى غرفته حينما طرق عليه الباب صديقه الذى يشاركه فى السكن وفى العمل قال مصطفى 
ادخل يا رأفت
دخل صديقه فوجده ممددا على السرير يعبث بأزرار هاتفه فاقترب منه قليلا وقال بمرح 
فينك يا عريس انت هتختفى من دلوقتى ولا ايه لا اسمع لو الجواز هيغيرك متتجوزش خليك كده أحسن
ليه مالى في ايه 
شكلك زى اللى واخد ألم على وشه ده منظر واحد فرحه بعد اسبوعين المفروض اللى زيك يكون طاير من الفرحه يا ابنى 
قال مصطفى لصديقه فى تبرم 
والله ما عارف انا لا مبسوط ولا فرحان
ليه بأه انت مبتحبش خطيبتك ولا ايه 
بصراحة هى انسانه كويسه وكل حاجة يعني زوجة مناسبه لكن مش حاسس نحيتها بأكتر من كدة
ليه بأه طيب قولى هى حلوة 
يعني عاديه مفيهاش أى حاجة مميزة
مادمت شايفها عادية ومفيهاش حاجه مميزة كنت بتخطبها وهتتجوزها ليه 
عشان بنت محترمة سألت عليها طوب الأرض محدش قالى عنها حاجة وحشة بالعكس الكل شكر فيها وفى أهلها جدا والبنت فعلا قطة مغمضة
يعني هتتجوزها عشان كدة بس
بص

انت في الصفحة 7 من 79 صفحات