الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ادم وخديجه

انت في الصفحة 43 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز

عيزاك
رمقتها الخادمه بتوتر وقالت 
حاضر أمرك
صبا وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وهاشوف أخرة حبستك ليا اي ياقصي باشا
جاءت إليها الخادمه وقالت 
بيقول لحضرتك أستنيه ف مكتبه وأول ما هيخلص هيجيلك
صبا وقد تملك منها العناد 
اوك روحي انتي ع شغلك دلوقت
خرجت إلي الحديقة لتراه يجلس مع رجال تحفظ وجوههم جيدا فهم أكثر رجال الأعمال منافسة وكراهية لشركات آل البحيري ... قد رأتهم من قبل ف إحدي الحفلات بقصر والدها ... أنتابها الفضول لتسترق السمع حتي تتأكد من حدثها فأقتربت منهم أكثر مختبأه خلف الأشجار كثيفة الأوراق
بس معني كده هتبقي خساير جامده لعزيز البحيري ... قالها إحدي الرجال
ضيق قصي عينيه وهو يحدق بذلك الرجل وقال 
وهو ده المطلوب ... وبإمكاني هخليه يعلن إفلاسه ف لمح البصر ... بس أنا أحب ألاعب عدوي واشوفه بېموت بالبطيئ
بس كده ف حاجه ياقصي بيه لو كسبنا الصفقات دي كلها محتاجين سيولة أد ميزانية دولة ... قالها الرجل
قصي بنبرة ثقة وتحدي 
وأنا هكون الممول الرئيسي من الألف للياء ملكوش أنتو دعوه ... نفذو بس الي أتفقنا عليه
كنان وهو يبتلع ريقه بتوتر 
اعذرني ياباشا بس حضرتك كده بتعلن عن حرب كبيرة مش عارفين خسايرها أي وإحنا لسه ورانا صفقات تانيه وحضرتك فاهم والتجار الي بنتعامل معاهم مبيتفهموش غير بحاجتين يا الفلوس يا السلاح
إجابه قصي بنظرة مرعبة جعلته ندم ع ماتفوه به فأردف 
اسف حضرتك ... بس كنت بقول رأيي مش أكتر والي حضرتك شايفه ف الأخر اعمله
مازالت تقف وتضع يدها فوق فمها حتي لاتصدر أي صوت ويكتشف أمرها ... عادت إلي داخل القصر تبحث عن مربيتها حتي وجدتها في المطبخ
صبا داده عيزاكي
تركت ما بيدها وأقتربت منها خير يا حبيبتي عايزه حاجه
أجابتها بصوت منخفض وهي تتلفت يمينا ويسارا 
عايزه الفون بتاعك اعمل مكالمه ضروري
زينات ابوس ايدك يابنتي بلاش مش كل مره تسلم الجره
صبا مټخافيش هخلص بسرعه واديهولك
زينات طيب خدي بالك وربنا يستر
أومأت لها وقالت يارب
ولجت إلي غرفة المكتب وأقتربت من النافذه تطمأن من وجوده ف الحديقة ريثما تنتهي من مهاتفة آدم لتخبره 
أخذت تنقر ع الأرقام بسرعه وعينيها ع قصي ... 
ضعطت علامة الإتصال فأنتظرت 
بينما آدم كان في إجتماع مع والده والموظفين تاركا هاتفه ع الوضع الصامت
صبا أرجوك رد بقي بسرعه 
حاولت تكرارا لكن لارد ... فزفرت بحنق وقالت هبعتلو مسدج وأمري لله ويبقي كده عملت الي عليا 
وبدأت بكتابة الرسالة وتلقي نظره إلي الخارج ف
ذات الوقت فأتسعت حدقتيها وهي تري المقاعد شاغره وكأنهم أختفوا جميعا
كنتي عيزاني ف أي ... قالها قصي الذي دلف للتو بدون أن تشعر 
فألتفتت له وهي تشهق بفزع وسقط الهاتف من يدها ع الأرض ... تجمدت الډماء ف عروقها عندما وقعت عيناه ع الهاتف
قصي وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة تقدم نحوها واضعا يديه ف جيوبه 
جبتي الموبايل ده منين 
صبا ده ده ... أأ أنا
أنحني بجذعه ليلتقطه وضغط ع زر التشغيل ... قلبها وكأنه وقع ف قاع الهاويه خشيت أن يقرأ الرساله ... 
نظراته تدب الړعب ف كل خلايا جسدها وهو ينتظر أن يعمل الهاتف ... أخذ يتفحص ليعلم إنه يخص زينات مربيتها
أخرج هاتفه وتحدث كنان هاتلي زينات ع المكتب حالا
صاحت صبا پخوف 
داده زينات متعرفش إنه معايا ... أنا بصراحه خدته من وراها ... أرجوك متأذيهاش
رفع إحدي حاجبيه وقال بسخرية وجمود 
وكان بيعمل معاكي اي 
صبا ككك كنت عايزه أكلم بابا عشان واحشني ونفسي أشوفه
أطلق ضحكة ثم تجمدت ملامحه ف لحظه وقال 
فاكراني عبيط ياصبا ... فصاح پغضب جعلها أنتفض جسدها خوفا 
قوليلي كنتي عايزه تكلمي مين ... ولا أقولك أنا
دق الباب الذي أنقذها ... ليدلف كلا من كنان وزينات ... أشار قصي لها بأصبعيه ... وعندما رأت هاتفها بيده هربت الډماء من وجهها
أندفعت صبا قبل أن تخطأ زينات ويكتشف كذبتها
أنا اسفه يا داده أخدت الفون من وراكي
زينات بتصنع
وهي تسايرها 
هو معاكي أنا كنت قالبه عليه الدنيا ف المطبخ
بادلهما قصي بنظراته فأعطي كنان الهاتف وقال 
كنان تروح تلم كل الموبايلات من الشغالين ف القصر وقولهم ممنوع الموبايل طول فترة شغلهم ويستلموه لما يخلصو ويروحو
كنان أمرك يا باشا
قصي وأنتي أتفضلي روحي ع شغلك ولو أتكررت حركة زي دي تاني مش هراعي وقتها إنك ست كبيرة أظن إنك فهماني
أومأت له ثم قالت 
اسفه يا باشا مش هتتكرر تاني ... عن إذنك
قالتها وهي تسرع بالمغادرة تتنفس الصعداء
صبا أنا عايزه اعرف وأخرة معاملتك دي ليا اي ممنوع الخروج غير وانا معاك ممنوع الموبايل ... ده لو كنت ف سجن حقيقي كنت هاخد حريتي عن كده
أقترب منها واضعا كفه ع وجنتها وقال 
سميها بخاف عليكي يا حبيبتي
أبعدت يده عنها وتفوهت بما لا تدرك عقباه 
لا هاسميه إن أنت الي خاېف أهرب منك لأنك متأكد أول ما هتجيلي الفرصة هاعملها ... وبالنسبة للفون خاېف إن أكلمه 
أنتهت من حديثها وأخذت تتنفس لتزيد دقات قلبها من الړعب عندما رأت ذلك الظلام الذي تحول إليه لون عينيه ... وضعت كفيها ع وجهها لتتفادي أي صفعه وأغمضت عينيها ... حتي أحست بيديه تمسك بيديها وقام بثنيهم خلف ظهرها لينقض ع شفتيها بقبلة أفرغ فيها كل الڠضب الذي يسري بداخله ولم يترك شفتيها إلا عندما أحس بإنها ع وشك الإختناق ... وضعت أناملها ع شفاها تتحسسها پألم لتري دماءها آثر أسنانه التي غرزها متعمدا 
أجهشت بالبكاء وأسرعت بالذهاب فأمسكها من خصرها جاذبا إياها نحوه 
صړخت ف وجههه 
أبعد عني أنا بكرهك
أحكم قبضته عليها بيد والأخري رفع وجهها إليه فأقترب نحو شفتيها بقبلة رقيقة يمسح دماءها بلسانه ... ثم أبتعد وقال هامسا بجوار أذنها
المفروض مكنش ده عقابك ... ولا وحشك عقاپ البدروم تحت !!
قالها لترتسم ع ثغره إبتسامة ماكرة ... أنتفض جسدها خوفا بين يديه
طبع قبلة فوق جبهتها وأردف 
مټخافيش مش هاجي جمبك تاني غير لما تكون برغبتك وأنا عند وعدي
أبتعدت عنه لتتركه وتذهب إلي غرفتها فأوقفها 
جهزي نفسك بعد ساعه عشان خارجين
لم تجيب وذهبت ... بينما هو أخذ من فوق مكتبه سيجارته فأشعلها متنهدا وقال 
شكل مشوارنا هيبقي طويل ياصبا
في شركة البحيري ....
عزيز دلوقتي تقدرو تتفضلو ع مكاتبكو ... قالها مشيرا إلي الموظفين فغادر الجميع 
نهض آدم وهو يخرج هاتفه من جيبه ليجد العديد من المكالمات الفائته واسم المتصل دادة زينات 
آدم عن أذنك أنا يا بابا رايح ع مكتبي
أشار له ليتوقف وهو يتفحص الورق الذي أمامه ثم تركه وخلع نظارته الطبية ونهض 
أنت هتيجي معايا نطمن ع عمك سالم بقالنا كام يوم مقصرين معاه
آدم حاضر بس هعمل مكالم......
قاطعه والده بحزم 
يلا يا آدم
زفر بضيق أذعن لأمر والده وغادر معه متجهين نحو المشفي
و أمام المشفي ترجلت من سيارة الأجرة فصدح رنين هاتفها 
أجابت الو ياطه أنا وصلت خلاص دقيقه وهاكون عندك ... سلام 
أغلقت المكالمه وولجت عبر البوابة الزجاجية .. وصلت إلي المصعد ودلفت إلي داخله .. ضغطت ع زر الطابق وكاد يغلق المصعد ليوقفه آسر بقدمه
هوب هوب ... دلف وهو يعتدل من
مأزره الطبي مبتسما إلي الخديجة وقال 
وأنا بقول الأسانسير ماله منور ليه أتاري القمر جواه
تجاهلته خديجة ... فمد رأسه نحوها بشكل مضحك وقال 
هو القمر لسه زعلان 
وفجاءه توقف الأسانسير وأنقطع التيار بداخله
خديجة اي الي حصل ده 
شعر آسر بخۏفها من نبرتها فقال 
مټخافيش ثواني وهيشتغل
شعرت بالخۏف أكثر فأخذت تقول بعض الأدعية
ياه لو الأسانسير فضل معلق كده ونفضل محبوسين جواه ... أحلي حپسه دي ولا أي ... قالها آسر
أزداد توترها فصاحت بتحذير 
أرجوك يادكتور آسر التزم حدودك
أحس بالإحراج فقال 
أنا مش اصدي اضايقك والله كنت عايز الطف الجو خصوصا لما لاقيتك خاېفة عموما آسف لو ضايقتك
خديجة طيب ممكن نخلينا نشوف صرفه للعطل ده
آسر ثواني و ....
لم يكمل ليقاطعه المصعد متحركا لأسفل بإهتزاز فأطلقت صړخة بفزع ... أقترب آسر منها ليطمئنها ... عاد المصعد للطابق الأسفل كما كان
دخل كل من آدم وعزيز من الباب 
رن هاتف عزيز فتوقف ف المدخل وقال أطلع أنت وأنا هخلص المكالمه وجاي وراك
ذهب آدم متوجها نحو المصعد وضغط ع الزر الجانبي ... فأنفتح المصعد ليتفاجاء بخديجة ممسك بزراعها آسر وهو يقول لها 
خلاص أهدي الباب أتفتح
هدأت وهي تسحب زراعها الممسك به لتجد من يقف أمامها يرمقها بنظرات سخرية 
آدم أزيك يادكتور آسر عاش من شافك
آسر الحمدلله يا باشمهندس اديني موجود وفاضي كمان أنت الي مبتسألش
لم يبعد عينيه عنها وقال 
ماهو واضح فعلا
غادرت خديجة المصعد ووجهها تجمعت به كل ألوان الخجل ... فبالرغم إنها غاضبة منه لكن لاتريد أن يظن بها السوء
صعدت الدرج حتي وصلت وهي تلتقط انفاسها بصعوبة ... وقفت أمام الغرفة حتي تهدأ ... ثم ولجت إلي الغرفه فوجدت شقيقها الذي يملأ وجهه الكدمات وبعض الچروح وبجواره يجلس آدم
أسكتها طه حتي لا تسأله ما سبب مابي وجهه فقال أي ده أنتو اتقابلتو ع كده
آدم اه بس الظاهر خديجه معجبهاش الأسانسير فطلعت السلم
أشتد حنقها من نظراته وتلميحاته فقالت 
الاسانسير اتعطل لما كنت فيه وبعد كده رجع اشتغل تاني
بادلها آدم بإبتسامة ساخره
طه أنا قلقت عليكي قعدت أتصل بيكي اداني غير متاح
خديجة وهي تبحث عن هاتفها ف الحقيبة بالتأكيد عشان كنت ف الأسانسير و ..... 
لم تجد هاتفها ... تنهدت ثم أردفت ثواني هاروح أشوف الموبايل شكله وقع مني
آدم وهو ينهض ثوان أنا جاي معاكي
فلم تهتم له لتغادر وهي تبحث ف الرواق فقام بجذب يدها واضعا بداخلها الهاتف وقال 
خدي موبايلك أهو بعتهولك معايا دكتور آسر
أنتفخت أوداجها من ذلك الآدم فقالت 
أنت فاهم غلط الاسانسير كان عطلان ولما اشتغل نزل لتحت فڠصب عني صړخت من خۏفي محستش إنه مسك دراعي عشان يهديني وقتها أنت وصلت ... وبعدين أنت مالك متضايق ليه
قطب حاجبيه وأحتدت عينيه وقال 
وأنا أي الي هيضايقني يا شيخة خديجة ... لاكون بغير عليكي مثلا !ولا أكون بحبك وأنا مش عارف
كلماته الساخره جعلت قلبها أنتفض و ف نفس اللحظة أرادت صفعه فقالت 
لاء وأنت الصادق يكون عجبك القلم وهو نازل ع وشك فعايز واحد كمان 
قالتها وقبل أن تثور أغواره ويدركها غضبه ركضت بأقصي سرعه وعادت إلي الغرفة
زمجر پغضب جارف وود لو يمسك بها يلقنها عقاپا ع ماتتفوه به
حل المساء ليسود الظلام ... 
لتبدأ
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 103 صفحات