حى المغربلين
كله..
لابد من الرد حتى لا ينقلب كل شىء رأسا على عقب بإبتسامة يعلم علم اليقين أنها كاذبة أردفت
ما أنا فعلا كدة يا فوزي و أنت عارف.
خرجت منه تنهيدة حارة قبل أن يتحدث بمرارة حاول اخفائها
ما المشكلة إني عارف يا هاجر مش بس بالكلام إحساسك واصل ليا و عندك حق فيه عشان اللي جاي إللي فات بالنسبة له لطيف..
هل هذا ټهديد خفي أم أن الأوهام سيطرت عليها! عادت إلى طعامها بصمت غير قادرة على إخراج أي كلمة حتى لو كانت بسيطة يكفي ما تمر به معه بكل ليلة بغرفة واحدة هذا الرجل غريب الأطوار بالليل أقل ما يقال عنه و بالنهار عاشق.
بالنهار عاشق لأني فعلا عاشق ليكي أم بالليل فدي حقيقتي يا هاجر بحاول أكون حنين مع إني بكره ده لمجرد إنك ترتاحي لو ساعات قليلة أنا عارف إنك مسافرة هروب و موافق على ده مدام في النهاية هتكوني بين ايديا..
من المؤكد أن رأيها ليس له أي قيمة لذلك كعادتها تبتسم مثل البلهاء فقط تحاول تفادي أي مناقشة تصل بها إلى فراشه ليكمل حديثه
أخيرا أنتهت تلك الوجبة و خرجت لترى الحارس كما قال لم تعطي له أي انتباه و صعدت إلى سيارتها لتشهق عندما جذبها بعيدا عن مقعد السائق قائلا بصرامة
مكانك ورا يا هانم أنا اللي هسوق.
سحبت كفها منه صاړخة پغضب
أنت مچنون إزاي تمسك ايدي بالشكل ده يا اسمك ايه!
شيماء سعيد
مقيدة هل هي بالفعل مقيدة! آخر ما تتذكره خروجها من منزل جليلة حتى تغلق الفرش و تعود إلى منزلها بدأت تستعيد وعيها بصعوبة بالغة شيئا فشيئا
فتحت عينيها لترى نفسها بمكان واضح أنه مخزن قديم مقيدة اليدين و القدمين و فمها مغلق ابتلعت ريقها بتوتر خائڤ أين هي و من فعل بها ذلك..
نصف ساعة و دلف إلى أذنيها صوت رنين أقدام تقترب من الغرفة عادت لغلق عينيها من جديد تمثل النوم.
أغلق باب المخزن خلفه بهدوء بعدما أمر رجاله بعدم الإقتراب منه بخطوات واثقة و رشيقة وصل إلى محل نومها ابتسم بخفة على غلقها لعينيها بقوة تؤكد أنها مستيقظة.. غير كاميرات المراقبة الذي يتابعها منها.
همسة بسيطة نطقها بتلذذ من بين شفتيه الرجولية باليوم الذي رآها به أخذها به جلس على أقرب مقعد واضعا ساق فوق الآخر قائلا بصوت غليظ
افتحي عينيك يا شوكولاتة أنا عارف إنك صاحية هتهربي مني فين يعني!
فتحت عين و جعلت الأخرى مغلقة بشكل كوميدي حدقت به لمدة دقيقة عرفت من هو على الفور الرجل الذي أخذ منها الطماطم منذ ثلاث ساعات و قبل أن تفتح فمها بكلمة واحدة حرك رأسه مردفا بتأكيد
أومأت برأسها عدة مرات أخذ نفس عميق يعود به إلى رشده ثم عاد للخلف مردفا بكبرياء
أنا فاروق المسيري.
شهقت بعدم تصديق قائلة
أنت الحرامي أخو الست جليلة آه يا موكوس بقى ليك عين تتكلم بكل غرور.. اتكسف من خيبتك.
الصدمة تلك
الأحسن ليكي انسي كلامك يا روحي عشان رد فعلي مش هيعجبك خالص.
بغيظ شديد سألته
شايف الشبشب إللي في رجلي ده يا فاروق بيه
أومأ لها بابتسامته الأكثر من مستفزة لتكمل حديثها پغضب
هينزل يزغرط على وشك لو بس فكرت تقرب خطوة كمان سحبت الأكسجين كله في إيه يا جدع اختشي.
عاد إلى مقعده بهدوء يضع ساق فوق الآخر و يريح نفسه على المقعد أكثر..
مستعد أدفع ليكي عشرين مليون جنيه مقابل خدمة بسيطة. رأيك إيه يا شوكولاتة!
شيماء سعيد
استغفروا لعلها ساعة استجابة
النسمة الخامسة
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
بعد مرور أسبوع يوم خطوبة عابد و فريدة.
في شقة الحاج منصور غرفة عابد.
أخذ عطره المفضل لديها كما قالت له كثيرا و بدأ يمطر به على ملابسه من أول نظرة أحبها و الآن متيم بعشق مميز مثل رائحة الفاكهة النابعة منها أخذ يدندن ببعض النغمات المعبرة عن انتصاره و فوزه بحبها
أهو جه اليوم اللي بتمناه و اللي هبقى معاه و اللي بحلم بيه..
فصل خلوته اللذيذة عمله الأسود بالحياة أخيه مالك الصغير مثل عادته يدلف لأي مكان بكل فوضى و مرح
يا عريس يا عريس مبروك يا كبير أخبارك ايه بقى.
ألقى عليه نظره مستفزة قبل أن يأخذه من ملابسه خارج الغرفة قائلا بسخرية
كنت كويس لحد ما شوفت وشك اليوم قفل على كده غور من هنا ياض.
أبعد مالك يد عابد بغرور مردفا
حاسب بس لحسن البدلة تبوظ و أنا أصلا استعرتها من الدولاب من عندك..
ابتسم عابد پغضب قائلا و هو يصفعه على رأسه
استعرتها و الا دخلتها على صحتك امشي من ادامي أنا النهاردة مش ناقصك عايز أفضل طاير من الفرحة كدة..
قهقه عليهما الحاج منصور المتابع للحوار من بدايته أولاده أكبر دافع له بالحياة خصوصا بعد ضياع جليلة من يده مع ذكر جليلة يتمنى الساعة تأتي الثامنة سريعا حتى يراها فهو مشتاق و لديه أكبر لوعة..
مهما الأيام مرت ستظل بالنسبة له أكسجين حياته يتنفسها و يصبر نفسه بأنها من البداية حقه من الزمان..
إقترب من عابد و مالك قائلا بسخرية
مش عايز مشاكل عند الناس أنا عرفكم خلفة و بصراحة بقى متشرفوش.
أجابه مالك بإبتسامه مشاكسة قبل أن يفر من المكان صاعدا لشقة جليلة
عندك حق يا حاج مش عارف ليه تجوزه ده يقطع علاقتك بجيران السعد..
شيماء سعيد
بالمشفي التي يقيم بها فارس المهدي اجتمعت عائلة المهدي بالصعيد مع حشد كبير من النجوم و رجال الأعمال مع الصحافة و الإعلام بالمكان تحت عنوان بظروف غامضة يصاب النجم فارس المهدي من شخص مجهول الهوية و الاحتمال الأكبر أنها فتاة ..
بالغرفة كان متسطح على الفراش و عينيه شاردة بملامحها البسيطة الساكنة برأسه ربما لم يراها بشكل جيد إلا أنه وقع بغرامها و أعترف لنفسه بذلك.
تعلق بها بليلة أخذ بها أكبر ذنب بحياته هو دائما تحت الأضواء و رأى الكثير و الكثير من الفتيات الجميلة إلا أن تلك الفتاة مختلفة مثل اختلاف
الليل و النهار.
توقع عند استيقاظها الكثير من ردود الفعل إلا الهروب و ترك كل شيء خلفها ببساطة تخيل طلبها للزواج منه حتى يصلح ما أفسده كان سيوافق بكل رحابة صدر إلا أنها هدمت طوق النجاة الوحيد له..
عيونها المميزة سحبته ليغوص بداخل جنتها الرائعة فاق من شروده على صوت فرحة الهادي
فارس عمو و العيلة راحوا يرتاحوا شوية محتاج مني حاجة!
موقفه أمامها أكثر من مخجل من تلك الليلة و هي تتعامل معه بطريقة جادة و ربما حزينة رفع عينيه لها بجدية لتنظر بعيدا لا تعلم لما ترفض النظر إليه خصوصا بعد ما رأته عليه.
حاول الاعتدال لتقوم بسرعة تساعده على ذلك ثم عادت إلى مقعدها ليردف بجدية
عارف إنك مش قادرة ترفعي عينك و تشوفي عيني معاكي حق أكيد صورتي جواكي بقت حاجة تانية مش هقدر اوصفها مع إني حاسس بيها جوا تصرفاتك بس الحقيقة إني كنت أول مرة أشرب و هي كمان أنا حتى أول مرة أشوفها..
أخذت نفس عميق تربيتها و حياتها مختلفة بشكل كامل عن حياته بالقاهرة و عمله بالوسط الفني ربما ما تراه كبير يراه هو بسيط جدا أخرجت ثاني أكسيد الكربون من أعماق صدرها قائلة بهدوء جاد
يمكن طريقة شغلك و حياتك بعدتك عن إحنا اتربينا إزاي و على ايه و المشكلة فعلا إنك نسيت كتاب ربنا اللي حفظناه مع بعض و إحنا صغيرين ممكن فعلا يكون كل ده غلطة مكنتش عامل حسابها لكن كان المفروض إنك متروحش مكان زي ده ابدأ عارف الريح العاصفة يا فارس أولها نسمة و أنت بدأت بيها البنت دي محترمة جدا..
تجمد جسده على آخر جملة قالتها أهي تعلم من تكون! قلبه رفرف بسعادة و بصيص من الأمل قائلا بلهفة
محترمة جدا أنتي تعرفي مين البنت دي يا فرحة!
ترددت بشكل كبير بالرد عليه بداخلها بعض القلق عليها فهي لا تعرف ماذا يريد منها قرأ ما يدور بعقلها ليكمل حديثه بصدق
صدقيني أنا مش عايز إلا كل خير ليها قولي بس هي مين.
هي فتون المسيري أخت فاروق المسيري يا فارس زميلة ليا و الكل عارف أخلاقها و احترامها.
شيماء سعيد
بشقة جليلة.
تتقلب على فراشها مثل الجمر مغص حاد ببطنها يأكل أحشائها من الداخل من المفترض أنها اليوم شقيقة العروس اليوم يوم فريدة و هي مجرد ضيفة شرف.
موافقة فريدة أخذت قطعة من قلبها و ألقت بها بأعماق النيران كابوس لم تتخيل الوصول إليه بحياتها الزغاريد تملأ المكان لتقرر الفرار عن المكان...
ربما دموعها جفت أو بإنتظار رؤيته بثوب العريس لتتحرر من عينيها لذلك فضلت البقاء بين غرفة أحلامها إذا علمت فريدة الحقيقة و إذا علم هو ستكون النهاية لا محالة.
أغلقت هاتفها و أغلقت عينيها لعلها تجد الراحة بنومها.
أما بالخارج جلست جليلة بين نساء الحي بقمة سعادتها رأت أخيرا حصاد زرع السنوات و ستتزوج واحدة من أغلى الناس على قلبها رغم عدم فهمها لحالة فريدة و فتون بالأيام الأخيرة.
أبتسمت فريدة إبتسامة خالية من الحياة و عينيها معلقة على شاشة التلفزيون التي فصلت الأغنية و أتت فجأة بالأخبار...
أخيرا النجم فارس المهدي رجع لجمهوره بعد أسبوع كامل بالمستشفى بحاډث مجهول و غامض و قال كمان إنه هيطل علينا بفيلم جديد و العنوان مفاجأة هيقولها بعد شفائه بشكل كامل
رهبة مع رجفة و القليل من ذكريات.. نظرات عينيه لها قبل أن تفر وضعت يدها على صدرها تحاول السيطرة على دقات قلبها المرتفعة حمدت الله ألف مرة على أنها لم تصبح قاټلة مثلما أصبحت .
أمال البنت فتون راحت فين.
فاقت من دوامة تعيش بداخلها الفترة الأخيرة بلا توقف على صوت جليلة لتقول بهدوء و صوت متحشرج
تعبت شوية و قالت أول ما الناس تيجي هتكون هنا.
ردت عليها جليلة بعجلة
طيب يا