جوازه ابريل
والدتها بأنه لا يوجد سبب منطقي أن يرتبط بها وهو يريد فتاة أخرى وحينما تصبح الخطوبة رسمية سيلتزم بالمسؤولية معاها.
بكلمة منها الآن تستطيع إنهاء كل شيء لكنها ستمنح هذه العلاقة فرصة أخيرة حتى لا تغادر وهى تشعر بذرة من الندم ستترك له الحبل الخانق مع الآخرى المتفرج لتراقب بهدوء هل سيتمسك بها أم أن علاقته بيارا ستستمر أيا كان مسماها عندئذ سيشنق نفسه بنفس الحبل فالخذلان لا يغتفر الخذلان لا سماح فيه أبدا وحينها لن تتردد لحظة فى فسخ تلك الخطوبة ستسمع صوت عقلها الذى يقول لها غادرى ولن تتراجع عن قرارها مرة أخرى.
اكتفت هالة بابتسامة صغيرة ردا عليها وهى ترفع وجهها إليها وباعدت شعرها إلى الخلف بلا اكتراث بينما اقتربت منها الأخري بخطوات هادئة تتساءل باهتمام حاسة نفسك احسن شوية!!
جلست لميس مقابلها على حافة السرير وهى تثني عليها رجلها تحتها وبدأت يدها تعبث بشعرها وتدوره حول أصابعها دليلا على حرجها وهي تقول بلهجة مرتبكة عملتلو شوربة ووديتهالو وويسو بتشربهالو بالعافية
نفخت لميس الهواء من فمها وقلبت عيناها بسأم ثم صاحت بإستياء بطلي رخامة .. مش معقول هتفضلي حابسة نفسك كدا .. يلا مش هسيبك الا لما تقومي .. مش جاية من اخر الدنيا عشان اقعد مع ام جابر الشغالة
قالت لميس جملتها الأخيرة بتذمر فأمسكت هالة بالوسادة التي بجوارها وألقتها على رأسها فتأوهت لميس بتفاجأ لتتوقف تدفق ثرثرتها قبل أن تهتف هالة بضجر خلاص كفاية رغي هقوم
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
عند ابريل
داخل فيلا فهمى الهادي
ارتفعت ضحكاتهم في كل الأرجاء وهي تنزل الدرج خلف يوسف بخطوات بطيئة بعض الشيء بسبب ثقل الفستان الذي كان يتطاير خلفها في الهواء بينما تنظر إلى الأسفل عند قدميها وهي تحاول اللحاق بخطواته السريعة ومن دون أن تلاحظ توقف يوسف على حين غرة صدمت بظهره مم جعل شعرها يغطي وجهها وهي تحاول التوازن وسألته بصوت لاهث وقفت .. كدا ليه .. فجأة!
تحركت إبريل إلى اليمين على الدرج مائلة برأسها إلى الجانب تريد أن ترى صاحبة الصوت بفضول من خلف جسد يوسف الذي كان بمثابة حاجز يمنعها من رؤيتها بينما أنهى يوسف ما تبقى من درجات السلم بخطوات بطيئة يبلع لعابه بإضطراب ثم تحدث بنبرة حاول أن تبدو طبيعية لا ابدا يا حنين .. مفيش ازعاج .. انتي جاية لماما
نفت حنين بهدوء متحفظ لا مش عشان مدام سلمي
أضافت حنين بنبرة هازئة وهي تنقل بصرها بين يوسف وأبريل التي كانت واقفة تعدل ذيل الفستان قبل أن تثبت عينيها عليها مرة أخرى انا جاية للعروسة اللي
وراك يا يوسف
عقدت إبريل حاجبيها متعجبة من كلام تلك المرأة ذات المظهر الجميل وهواية غير معروفة بالنسبة لها فكانت المرة الأولى التي تراها فيها قبل أن تتأملها بنظرة فاحصة وهي تنزل الدرج بحذر.
ترتدي فستانا فضفاضا باللون الأزرق الداكن وذراعين طويلتين وحزاما من نفس لون الفستان ونسقت معه حقيبة بيضاء لامعة وحذاء عالي يماثلها فى اللون وأكملت إطلالتها بحجاب باللونين الأزرق والأبيض في إطلالة عصرية مميزة كما أنها استخدمت ألوان مكياج بسيطة وناعمة تناسب بشرتها البرونزية أنهت تأملتها قبل أن تتمتم ابريل بنبرة متفاجئة عشاني انا!!
جاء دور حنين لتشمل بنظرات غريبة تلك قصيرة القامة التى تقف أمامها بوجهها المحمر على بعد خطوات منها لم تستطع أبريل ترجمت نظراتها فرفعت بصرها إلى يوسف تسأله بعينيها لكنه تهرب من نظراتها في الاضطراب.
في هذه الأثناء كانت تشعر حنين بالغرابة وتتساءل في داخلها هل مقدر لها أن تأتي فى هذا الحين لرؤية منافستها بفستان زفافها
وما سبب حيرتها في نفسها هو أنها توقعت انقباضا وضيقا سيستهدف قلبها فور رؤيتها ولن تروق لها على الإطلاق لكن ما تشعر به الآن مختلف عما إعتقدت أن تشعر به
نفضت أفكارها المتشابكة من عقلها والتوى فمها فى شبه ابتسامة متكلفة وقالت بهدوء اسمك حلو .. زيك بالظبط .. ماكنتش متخيلاكي بالجمال دا .. خسارة ان دي اول مرة نتقابل فيها !
بادلتها أبريل نفس الابتسامة بعدم فهم قبل أن تهمس بصوت خاڤت وتزايدت نبضات قلبها بسبب تلك المرأة الغامضة التي كانت تحدق بها منذ عدة ثوان فى صمت ميرسي جدا!
عقدت يديها معا وتغلبت على توترها بنظراتها المتحدية تجاه يوسف الذي كان متوترا من حضورها غير المتوقع ثم قالت بجدية موجهة في حديثها لأبريل تسمحيلي من فضلك .. عايزة اكلم معاكي شوية في موضوع شخصي!
اتسعت عيون أبريل بدهشة أكبر وأعادت شعرها خلف أذنها وسألتها بغرابة موضوع شخصي بينا احنا الاتنين!
رددت حنين مؤكدة ايوه اذا سمحتي!!
ابتلع يوسف لعابه بتوتر شديد إذ أحس بحرارة شديدة تجتاح جسده مم سيحدث عقب هذا الحديث بينما رمقته أبريل بنظرات متوجسة بسبب حالته القلقة خاصة عندما خرج صوته مندفعا بعض الشيء طيب معلش يا حنين اديها خمس دقايق تطلع تغير الفستان الاول
نظرت إليه حنين بتحدي سافر وتحدثت بثقة وتصميم مفيش داعي هما دقيقتين مش اكتر مش هعطلها كتير
فرك يوسف جبهته مضطربا من إصرارها ثم مسح على شعره الأسود بقلة حيلة وبلهجة هادئة غمغم طيب يا ابريل هسيبكوا شوية
أومأت أبريل له بالموافقة وسرعان ما اختفى عن أعينهم بينما تحركت إبريل ترفع الفستان عن الأرض بقبضتيها متوترة من ذلك الجو الغامض وخلفها سارت حنين بهدوء لتقول بابتسامة صغيرة عندما وصلا إلى مكان الجلوس في الهول اتفضلي
جلست حنين مقابلها واضعة إحدى قدميها فوق الأخرى تخاطبها بصوت هادئ من غير ما اطول عليكي .. خليني اختصرلك انا مين في جملة واحدة .. هتقصر علينا وقت تعارف كبير
نهاية الفصل الخامس عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل السادس عشر شرنقة من حرير رواية جوازة ابريل ج
سقوها من كأس الأكاذيب فتلذذت بحلاوته بينما يمهدوا لها طريقا ممتلئ بالخداع وجعلوها تمشي فيه كالعمياء ولم تفكر إلى أين سيقودها هذا الطريق المهلك الحالك.
جلست حنين مقابلها واضعة إحدى قدميها فوق الأخرى لتبلل فمها بطرف لسانها قبل أن تخاطبها بصوت هادئ من غير ما اطول عليكي .. خليني اختصرلك انا مين في جملة واحدة .. هتقصر علينا وقت تعارف كبير
هل يسخر منها القدر أم أن هذا كابوس يطاردها وهي مستيقظة
كلمات هذه المرأة وقعت على مسامعها كالصاعقة الكهربائية لكنها سرعان ما فاقت من صډمتها وكادت أن تفتح فمها استعدادا لسؤالها عما قالته ااا...
قاطعتها حنين على الفور وهى ترفع كفها أمامها خليني اكملك من فضلك
اكتفت بإيماءة بسيطة برأسها دليلا على موافقتها فتابعت حنين حديثها موضحة لها انا ومصطفي اتجوزنا من تمن سنين عن حب رغم ان اهله من يوم ما اتجوزنا وهما مش شايفني مناسبة لإبنهم .. وعيشنا مع بعض وخلفنا بنتين
وكنا كويسين لحد..
صمتت حنين للحظات تستجمع قواها وتحاول قمع مشاعر الضعف التى بزغت عبر صوتها رغما عنها وهي تتابع السرد لحد ما حصلت بينا من فترة بسيطة مشكلة .. واهله دخلو بالموضوع وكبروا القصة اوي .. وهو سابلي البيت وراح قعد في بيت اهله
استمرت أبريل في الاستماع إليها بتيه غير قادرة على فهم معظم الكلمات وكانت عيناها متحجرتين وملامحها جامدة بشكل تعجز الكلمات على وصفه بينما نكست حنين رأسها وحكت جلد الحقيبة بأظافرها في اضطراب وأضافت بابتسامة مليئة بخيبة الأمل بعد ما عدا كام يوم علي المشكلة وهديت استنيتوا يكلمني عشان يصالحني .. بس اتفاجأت بمكالمة المحامي ليا للي بلغني ان مصطفي عايزو يمشي في اجراءات الطلاق وننفصل بشكل رسمي .. بس انا اقنعته بالعافية يأجل اجراءته لحد ما احاول اصلح الامور بيني وبين مصطفي
توقفت حنين عن مواصلة حديثها لالتقاط أنفاسها حين ذلك وبطريقة ما وجدت أبريل صوتها يخرج أخيرا متصلبا ومتسائلا معلش الكلام دا من قد ايه!
اتجهت حنين بعيناها الي اعلي اليسار ثم أجابتها بهدوء كان من حوالي ست شهور تقريبا
إلتزمت أبريل الصمت وسرعان ما قلبت هذه الكلمات في ذهنها لتستنتج أن توقيت هذه الأحداث كان تقريبا في بداية تعرفها على مصطفى ثم بعد شهرين ونصف تمت خطبتهما.
انقطعت أفكارها عندما تابعت حنين الحديث وهي تشرح لها الأمر فعادت تنظر إليها بإنتباه اهلي مش بالساهل هيقتنعوا بفكرة طلاقي خصوصا ان محدش في عيلتنا اطلقت .. وكنا بنتجوز من بعض .. بس انا صممت اتجوزو .. وبعد مشاكل كتير وضغط مني وافقوا .. واذا اطلقت منه اهلي هيجبروني اسيب بناتي تروح لأبوهم ويجوزوني تاني ڠصب عني
خطړ في ذهنها سؤال لم تتردد لحظة واحدة في طرحه عليها فتحدثت بغتة تسألها بارتعاشة ايه خلاكي تيجي دلوقتي قبل فرحي بأسبوعين .. عشان تقولي انه متجوزك .. ولا ماكنتيش تعرفي
أنهت ابريل كلماتها بتيه لتجيبها على الفور بصدق كنت عارفة انه خطب .. بس مكنتش اعرف ان معندكيش فكرة بموضوع جوازه خالص .. ودا خلاني اتشجع واجي اكلم معاكي
قالت جملتها الأخيرة بشيء من التردد قبل أن تلتقي عينى ابريل المصډومة بحدقتى حنين التي يعلوها طبقة رقيقة ظاهرة من الدموع واستطردت حديثها بصوت هامس مليء بالحزن والأسى وصدقيني انا مش جاية ابوظ فرحتك .. بس حطي نفسك مكاني وقدري موقفي .. انا بحبه وفي نفس الوقت انا ام لبنتين مش عايزة بيتي يتخرب مش عايزة بناتي يتربوا بعيد عن ابوهم ولا بعيد عني .. واذا مش مصدقة كلامي انا جاية معايا قسيمة جوازنا وادخلي علي حساباته بالسوشيال