للعشق وجوه
غيرها !
قالها مازن بصدق و توسل آلم قلب كارما التي كانت تشاهد ما يحدث وكل ذره من جسدها ترتجف خوفا من أن يفرقهما القدر مرة ثانية
ظل علي قرابة الثلاثون ثانيه ينظر لمازن الذي كان يشعر بأن دموعه على وشك خيانته و النزول فها هو أكثر شئ يخشى فقدانه في الحياة يكاد ان ينتزع منه
أخيرا قرر علي الحديث بعد أن رأى حالته فقرر وضع حدا لمعاناته فالټفت يده حول غرام التي شعرت بما ينتوي على الحديث به فانفلتت ضحكه ناعمه منها لعبت على أوتار كبرياء ذلك الرجل الذي بدأت حصونه جميعها بالاڼهيار أمام تحديها المبطن له
تحدث علي بمرح تشاطره إياه تلك الشقيه لترد بحزن مصطنع
آه والله يا لول صعب عليا أنا كمان اوي
ضيق مازن عينيه و قد شعر بما يحاك ضده فقطب جبينه قائلا بتوعد
دانتوا بتشتغلوني بقي !
قهقهه رجوليه تبعتها ضحكات نسائيه ناعمه خرجت من علي و غرام ليقول علي بسخريه
أفهم من كدا إيه
قالها مازن بهمس خطېر فهو أراد أن يصل لمبتغاه أولا ثم يأخذ بثأره
بصراحه يا مازن مش عارف إيه اللي عاجبها فيك و انت بالغباء دا !
تحدث علي ثم أكدت غرام علي حديثه قائله
و لا أنا بصراحة يا أبني بيقولك صعبت عليه يعني قرر يجوزهالك خلاص
يعني انت موافق علي جوازي منها و دي كانت تمثيليه
بصراحه آه حبيت ألعب بأعصابك شويه
لكمة كاد أن يتلقاها وجه علي لولا أن تنبه لذلك الوميض الخطېر في عين صديقه ليتفاداها في آخر لحظة قائلا بذهول
ايه ياد انت اټجننت
دانا هوريك الجنان اللي علي أصله و يكون في علمك أنا كدا كدا هتجوزها وافقت و لا لا
استنى ياد يا اهبل انت كارما غرام ادخلوا انتوا عند ماما و كاميليا و انا هشوف المچنون دا رايح فين
ثم ألتفت لأدهم قائلا
هتيجي معايا نشوف المچنون دا
لا أنا هشوف كاميليا و أطمن عليها
قال أدهم بلهفة فهو يود لو ينفرد بمعذبه فؤاده لا يعرف ماذا سيفعل أو ما سيقول و لكنه يريد ان يهدأ نيران الأشتياق التي تعصف بداخله
قالها علي و هو يلحق بمازن تزامنا مع إرتفاع رنين هاتف كارما و لم يكن سوى مازن فأجابت على الفور و تحركت لركن منعزل حتي تستطيع الرد عليه فهمت غرام بالدلوف إلي غرفه كاميليا حتى أوقفتها تلك اليد القية بقوة آلمتها فالتفتت لتصطدم عيناها بذلك الچحيم المرتسم بهاتان العينين التي كان قلبها يهيم بهم عشقا
قالتها غرام بقوة واهية تحاول ان تدفعه عنها حتى لا ټنهار أمامه
لا يعرف لما أوقفها ولا يجد بجوفه ما يمكن أن ينقذ به كبريائه الذي خضع لأوامر قلبه و تنحى جانبا ليجد نفسه يقول بلا وعي و بغيره قاتله تحكي مقدار عشقه لها
أنت إزاي تسيبي مازن يقرب منك كدا
و دا يخصك في ايه
مجرد كلمات بسيطه منها أصابت كبرياؤه في المنتصف و جعلت الكلمات تتعثر في حلقه فأي كلام يمكن أن يقوله من دون المساس بتلك الحقيقة الشائكه لكونها تنتمي إليه كروح ثانيه له
قالت كلماتها ببرود عكس تلك النيران التي تشتعل بقلبها و تتجلى بوضوح في عينيها المشتاقه له و الغاضبه منه لتجد ذلك المچنون يقترب منها قائلا من بين أسنانه فقد أعمت الغيره عينيه
يخصني ! و أي حاجه تخصك تخصني! فاهمه
قست عينيها و كذلك نبرتها حين قالت
لا مش فاهمه و مش عايزة أفهم و سيب أيدي و
أوعي تفكر تقرب مني تاني !
و إن مسبتهاش هتعملي ايه
لا يدري ماذا يقول و أي لعنه تجبره على التعلق بها بتلك الطريقة فقط كل ما يريده ان تظل بجانبه فقد اشتاقها حد الچحيم فقد كان يبحث بداخل عقله عن اي شئ يمكن ان يبرر لها حماقة افعاله و لكن تظل حقيقة واحدة متجليه بوضوح أمام عينيه و هو ان عشقه لتلك المرأة لا هروب
منه
حاولت نزع نفسها من بين براثنه القويه فما زاده هذا إلا اقترابا منه و ما زاده سوى جنون بها ليجد نفسه يقترب هامسا بلا وعي من سكر قربها منه بهذا الشكل
وحشتيني أوي يا غرامي
قفز قلبها بين ضلوعها من شدة التأثر بقربه بهذا الشكل و زاد من جنون دقاته تلك الكلمات التي صرح بها عن اشتياقه لها و لكن مهلا فهو أبدا لا يعرف الحب و ما فعله بها لا يغتفر لتقول بكبرياء أنثى لا تعرف الهزيمة طريق لها
بس انت موحشتنيش !
كدابه لو مكنتش وحشتك مكنتيش جيتي هنا
تحدث قلبه الذي أسكره قربه منها بتلك الطريقة و قد نسى كل ما يدور حوله و لم يتذكر سوى ارتجافها بالقرب منه فقد كان يريد الارتواء من عشقها الذي خرج عن حدود سيطرته لتفاجئه بتخلصها منه د بلمح البصر فهي لاعبة كراتيه و قد نسى هذا مؤخرا فتسليمها له و انصياعها له سابقا كان بفعل العشق و لكن الآن هو في نظرها مجرد وغد لا يستحق اي ذره حب واحده لتتبع حركتها تلك بضحكه ساخره وهي تقول بلهجة مدلله خطېرة
تؤ تؤ حسبتها المرادي غلط يا أدهم بيه لو كنت وحشتني او حتى كنت فكراك كان زماني هناك في اسكندريه قاعده يا حرام بعيط عشان حبيت واحد طلع واطي و ميستاهلنيش بس انا هنا اهوة و شيفاك عادي و اقل من العادي كمان و زي مانتا شايف
ثم قامت بإمساك مقدمة شعرها و قلبها للجهة الآخرى في حركه مدلله مثيره أودت بثباته إلى الهلاك و اردفت بعد ما تأكدت من وصولها لمبتغاها
ضحكتي منورة وشي و بهزر و بتنطط و كإن الكام يوم اللي فاتوا دول ممروش عليا اصلا
ثم اتبعت كلامها بغمزة شقيه من عينيها الساحرة و قالت بتهكم
ها لسه بردو مصدق انك يا حرام واحشني أو إني ممكن أكون بفكر فيك أصلا !
تلقى كلماتها پصدمه سرعان ما تحولت لنيران حاړقة من إحتمال أن يكون حديثها حقيقه يعلم انه قد آذاها بشده و أنه يستحق أقسى أنواع العقاپ و لكن لا أن يعاقب بفقدانها الذي كان قد اختاره في لحظة غباء قد سلم نفسه بها لشياطينه و الآن يرفضه من كل قلبه قلبه الذي ضړبته كلماتها في الصميم ليشعر بذلك الألم القاټل يجتاح كيانه فلأول مره في حياته يفقد السيطرة على نفسه لتمتد يديه تؤلم رسغها بقوة وتحدث قلبه الذي يرفض حقيقة نكرانها لوجوده
باين اوي في عنيك انك بتكذبي و كلامك دا عشان اللي حصل بينا آخر مرة
قال جملته الأخيرة بنبرة ألم تجلت بعينيه لتجعل قلبها يهتز فهي لامست ندمه و لكنها أبت التراجع و قالت بۏجع مغلف بالسخرية
الكلام دا اللي بتضحك بيه علي نفسك عشان توهمها انك لسه جوايا و اللي حصل بينا آخر مرة دا عقابه اللي انت فيه دلوقتي انك تبقي هتتجنن عليا كدا في الوقت اللي انا فيه نسيتك كأنك ممرتش عليا اصلا
أعلم مقدار الۏجع الذي تحكيه عيناك عن معاناتك في غيابي و أعلم أن رجفه يديك المتشبسه بي سببها هذا الكم الهائل من الألم المتبوع بفقداني و لكني حتما لن أغفر !
فمرارة الخذلان أصبحت ملتصقه بحلقي و كأنه خلق بها و ذلك السهم المغروز بمنتصف قلبي لا زال ېنزف بغزارة مذكرا ذاتي بما عانته بين يديك لذا فلتتجرع بعضا مما جعلتني أعانيه بسببك
نورهان العشري
كان رحيم في غرفه مكتبه يدقق النظر في تلك الأوراق الخاصة بمجموعة شركاته و التي تدل علي
بداية الاڼهيار لتلك الإمبراطورية العظيمة الذي كلفه بنائها حياته بأكملها ليجد يوسف يقتحم مكتبه وهو في أقصى مراحل غضبه ليقول پحده وصوت أشبه بالصړاخ
روحت المستشفي عند كاميليا تعمل ايه يا جدي !
بقالك قد ايه مشفتش جدك عشان تيجي تتخانق معايا كدا يا يوسف
متجاوبش علي سؤالي بسؤال و رد عليا
روحت اطمن عليها ايه بلاش
قالها رحيم بارتباك لم يخفى علي يوسف برغم محاولته الثبات
و كنت واخد سميرة معاك بردو عشان تطمن عليها
تحدث يوسف بسخريه اغضبت رحيم بشده ليقول من بين اسنانه
انت بتتكلم كأننا أعدائك مش جدك و مرات عمك !
ايه اللي مش قادر تفهمه في أن كاميليا
تخصني !
قالها يوسف پغضب فزجره رحيم پعنف
حتى بعد ما هربت و كسرت قلبك و كسرت هيبتك قدامنا كلنا
استقر الحديث في منتصف كبرياؤه فهو محق في حديثه هذا و لكنه لا يملك اي سلطة علي قلبه الذي يعشقها حتى النخاع فحاول لملمه ذاته التي تبعثرت و تأذت بشدة من تذكير جده له بهروبها منه و قال بهدوء عكس حالته منذ بضع لحظات
دي حاجه تخصني انا متخصش حد و لو الكلام دا اتقال تاني انا مستعد اوريكوا كلكوا هيبتي عامله ازاي و أنها متأثرتش و لو سنتي واحد و انت عارف أنا أقدر اعمل ايه !
تأثر رحيم
بنبرة صوت يوسف التي تغيرت و ذلك الألم الذي ارتسم بعينيه للحظات بسيطه قبل ان يغلفها بالجمود الذي تختبئ خلفه جراح لا تندمل و قال بلهجة حانية
يا ابني انا مقدرش اضايقك بس انا حذرتك كتير ان عمر الخير ما هييجي من ورا الجوازة دي و صعبان عليا كسرة قلبك اللي لو دارتها عن الناس كلها مش هتقدر تداريها عني
تحدث يوسف بنفس نبرته الهادئة و لكن يتخللها الصرامة
انا مش عايز منك حاجه غير انك تبعد عنها و متحاولش تأذيها دا لو مش عايز تضايقني فعلا
ثم تحولت نبرته للشراسه عندما أردف
و سميرة تعرف أنها لو فكرت بس تضايقها و لو بكلمة همحيها من علي وش الدنيا
بردو لسه مصمم تحميها هي عامله فيك ايه بنت زهرة
تحدث رحيم پغضب من استبسال يوسف لحمايتها
ليرد عليه يوسف من بين أسنانه
كاميليا مراتي عارف يعني ايه مراتي
لسه مبقتش مراتك دا مجرد كتب كتاب يعني ممكن تطلقها و نخلص
مش هيحصل انا هعيش و اموت و هي مراتي و محدش هيقدر يغير دا فياريت كل واحد يخليه في نفسه عشان
صدقني مش هرحم اي حد يحاول يتدخل بينا
تحدث يوسف بنبرة قاطعه جعلت من رحيم يكاد ينفجر ڠضبا و هو يلتفت و يقذف تلك الأوراق علي المكتب أمامه قائلا
الموضوع دا معدش يهمني من اللحظه دي بس مش هسيب بنت زهرة تخليك تهد اللي قعدت سنين ابني فيه
لم يكلف نفسه عناء أن يلقي نظره على تلك الأوراق أمامه ليقول ببرود
أنا عارف