الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حصونه المهلكه

انت في الصفحة 5 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


دامت
لأيام ... حينها كانت دموعها تذرف من تلك 
ما تبقي منها و هو باكيا عاجزا عن معاونتها أو اسعافها ...
إنه الطفل ذو العشره أعوام 
الذي راقب صعود رحيل أمه أمام عينه إلي السماء بعد معاناه !!!
وهو مسرعا نحو المطبخ الحديث العصري إحدي الأطباق و المياه
المثلجه وعائدا إليها بخطوات مسرعه و دموع خفيفه ...

جلس أرضا علي ركبتيه بجانب التخت و وهو يتفقد وجهها البرئ .. 
وضع الفوطه البارده كروحه المهلكه أعلي جبينها الصغير لتشهق أثناء غفوتها عاقده حاجبيها الرقيقين مثلها وبدأت دموعها تذرف لا شعوريااا ....
وهي تبكي كثير و قد بدأت أعينه تذرف مثلها .... لقد بكت مثلها بصمت
هكذا ... و بكلمات غير مفهومه .. أحلامها أو بمعني أدق
كوابيسهاا ... يترجاها !!! يطلب عودتها و مكوثها ... صوت رجولي أجش من أجله هو و أخته !!
اسرعت الكلمات وهو يعيد الفوطه البارده مسرعه بالمياه أعلي وجهها 
متمشيش ارجوكي ... أنا .. أنا هحاول !! قوليلي اعمل إيه !!!!! اعالجك ازاي !! متسكتيش كده !!! ندي معايااا مټخافيش !!!
بقولك حاااااولي .. اعمل ايييييه .... اتصررررف ازاااااااي !!
أتسعت أعينه و رأسها الصغير يعود للخلف بهدوء و سکينه و جسدها ينتفض ..
لحظات مرت لتبدأ اخيراا السعال و فتح عينيها الرماديه شاهقه من تلك المياه 
وهو يستعيد هدوءه أمامها و اشاح وجهه بعيدا عنها حتي لاتري دموعه ...
.لاتعلم الا الخۏف ... !! بدأ عقلها يستعب مايحدث !! وقعت أعينها أخيرا لتبدأ أعينها بذرف الدموع و تنتفض وشهقات باكيه !!!
أغمض عينيه بقوه ثم صاح بها و هو يخرج من أسفل الدوش ... 
كفاااايه !! 
كلمه واحده فقط نطق بها وهو علي يقين أنها سوف تكف وها هي لم تخذل أفكاره .. نزل قدميها أرضا و هامسا بابتسامه هادئه لم تصل إلي عينيه 
مكنش ينفع اسيبك يابيبي لازم تعاني شويتين تلاته معايا الأول عشان محسش إني خسړت قصاد أبوك !
خشت الرد عليه و قد رأت حالاته الچنونيه .. خۏفها يعود وسالت دموعها 
تعبث بمعالم وجهها و فجأة .. و هي ترتجف باكيه و لا تفهم ماذا يفعل تلك المره ... لكن بجميع أحواله ... 
قد بدأت فى البكاء و والخۏف منذ ساعاات !!! 
افاقته صړختها من سباته المغناطيسي
أغمضت عينيها وهي لا تعلم وسيله واحده لتهمس له برجاء باك بعد صمتها فتره 
ارجوك سيبني في حالي وانا والله ماهقول لحد اللي حصل بس رجعني مصر ارجوووك !!
ابتسم ببرود لتعلم أنها تزيد المړض 
بحالتها الضعيفه لكنها خائفه ... نظر إليها پغضب قائلا 
ايه شغل العيال ده !! روحي اغسلي وشك بسرعه !!
لاتعلم كم مره يكلمها بتلك الاسلوب وقفت خائفه وهي و ذكريات أخيها تمر أمامها .... حين كانت تزورها تلك الكوابيس و حالتها ... لقد كان يسهر معاونا إياها ..
غسلت وجهها و ارتفع توترها للسماء و راحت تبكي ...
لتصرخ باكيه و هي تقول 
والله مااعارفه اوقفه .. هحااول بس سيبني ارجوك !!!
أعاد فوطه صغيره نظيفه قائلا 
بس اسكتي !! مش ممكن يوقف وحالتك كده !!! اهدي شويه ...
هدوء !! يأمرها بالهدوء !!!! كيف وهو أمامها ... كيف تهدأ و هي ترتعش هكذا من الخۏف !! لتسمعه يقول 
تعرفي المكان اللي احنا فيه ده بتاع مين !!
راح عقلها الصغير يحاول تحليل كلماته وقد بدأ عقلها بالارتخاء... ليبتسم حين نجح مره أخري...
متجها بخطوات هادئه يقول بنبره لم تحاول فهمها أهي جديه أم تهكميه 
تعرفي اللون ده طريف خلي بالك ...
لم تجيبه بل رفعت أعينها المتوسله و تنظر إليه بنظرات بريئه واهنه ...
بادلها بنظرات بارده رغم أن تلك الكدمات لازالت كما هي !!!
جلس وهي تسمعه قائلا پغضب طفيف 
تعرفي ايه اكتر حاجه لا اطيقها ! اتكلم وميتردش عليا !!
خاڤت منه و التوتر في عينيها و هي تنظر إلى رماديتيه لتهمس بلا شعور منها 
عاوزه تيم !!
ارتفعت ضحكاته وهو يقول لها من بين ضحكاته الرجوليه البغيضه 
تعرفي وحشني الواد ده طيب خلي بالك منه ده بېخاف عليك من الهوا الطاير .. بس صدقيني يابيبي .. تيم بح ..خلاص ... مبقاش فاضيلك .. ندي تلاقيها كلت عقله خلاص !
نظرت إليه بدموع وهي تقول 
عاوزه أكلمه بس انا مبعدتش عنه قبل كده .. ارجوك !!
نظر إليها لحظات ثم پغضب و كادت تعود لكنه يقول بصرامه 
انا هخليك تكلميه فعلا .. بس لو فكرتي تقوليله حاجه و وتشلبي حياه اختي .. انا هعارفك ساعتها ماذا سوف افعل اتفقنا...
عارفه انا مقدرتش ليه .. عشان خاطر ندي عشان حبته ومقدرتش ابعدهم عن بعض...
ومعملتش زي الوالد وهي عيله صغيره .... عشان كده
كنتي آخر حل قدامي ... انا عارف انك مش ذكيه وپتخافي على أخوك .. مش كده
 


يا اسيف !
هزت رأسها الموافقه و هي تتوق لسماع صوت أخيها الحنون علها تهدأ !! أو تشعر أنها ليست بمفردها مع ذلك الۏحش ...
أخيرا .. رن هاتفه لتضيئ الشاشه باسمها ..
أسرع مجيبا عليها يهتف بصوت حنون مبحوح من أثر النعاس و هو ينتفض قائلا 
أسيف حبيبتي !! انتي بخير .. وحشتيني !!
أغمضت عينها و هي تحاول السيطره علي صوتها و أفاقت علي لكزه خفيفه لتهمس 
ايوه أنا بخير ... أنت كمان وحشتني أوي ياتيم !
عقد حاجبيه من صوتها المبحوح .. هل تبكي !! صاح بقوه غاضبه 
أنت بټعيطي ياأسيف !! عمل فيكي حاجه !!!
لحظات مرت كالدهر عليه وقد استمعت ندي إلي قاله ع أخيها لتقف غاضبه تصيح 
وبعدين معاك ياتيم !!!!
وصل صوتها الرقيق أخيرا تهمس باطمئنان مسرعه 
حاجه ايه بس ياتيم .. كل الحكايه إني كنت نايمه بس و أول ماصحيت عرفت إنك اتصلت و قلقان قولت اطمنك ...
و حين وجدها تسعل لتعدل من نبره صوتها النائم ... و قال بصوت حاني هادئ 
آسف ياحبيبتي أنا كنت عاوز اطمن عليك بس .. أنت تمام !
قلبت ندي عينيها بملل وجلست متهكمه بصوت مرتفع وصل إليها 
لا فهد. غريب الاطوار .. كل شويه نفس السؤال ولا اللي سايب عيله صغيره ...
نظر إليها غاضبا ليستمع إلي صوت أسيف الهادئ تقول 
متقلقش عليا ياتيم انا تمام ياحبيبي .. مش هطول عليك ...
صمتت لحظات ثم قالت بهدوء ونبره خفيفه 
خلي بالك من نفسك ومن ندي .. وهبقي اكلمك تاني .. سلام ياحبيبي !!
استمعت إلي رده الهادئ يقول 
خلي أنت بالك من نفسك و طمنيني عليك علي طول ولو البني ادم ده زعلك كلميني علي طول فاهمه أوعي تخافي أو تترددي ياأسيف !!!
أغمضت عينيها و سالت دموعها و هي تري ابتسامته المتهكمه و نظراته و هو يشير لها لإنهاء المكالمه ... لتنفذ قائله 
حاضر ياحبيبي ... سلام !!!
الهاتف يغلقه ثم ارتفعت ضحكاته بصوت صاخب مرتفع للغايه
مره أخري بجيبه بعد أن أغلقه تماما يقول بسخريه من بين ضحكاته 
ابقي اتصلي عليه ياأسيف لو عملت حاجه متصلتيش ليه يابيبي !!
صمتت حزينه و أعينها تذرف دموع صامته لتصرخ باكيه 
إيه متصلتيش ليه بيه !! أنا اقولك عشان أنت معندكيش شخصيه تيم هو اللي كان بس دلوقت مفيش تيم !!! في فهد !!!!
تعالت وتيره غضبه من تلك المكالمه .. كم يشعره تيم بمدي نقصه وقلته !!!
لطالما كان المفضل لدي الجميع مثال المحبه لشقيقته ... لطالما فضلته الجده عليه و تلك البريئه ضعيفه الشخصيه علي شقيقته القويه !!!
وصل إلي المطبخ الصغير لكنه كان أسرع منها حين دفعها نحو المنضده الصغير يصيح بقوه حين صړخت متألمه 
ۏجعتك .... محدش يستاهل العڈاب غيركممم !!
يقول لاهثا ببرود مصطنع لم يتقنه حيث فضحته رماديتيه المقهوره 
سوري يابيبي نسيت ابلغك أن المكالمه دي ليها ضريبه !!
لم تعد تشعر به .. لم تعد تريد رؤيته أو رؤيه أحد ... تريد فقط أن تنتهي حياتها الآن لتذهب بعيدا عن ذلك ..لما تدفع ثمن ما لا ذنب لها به !! لما هو هكذا !!
لم تشعر سوي وهي تهمس بتلك الافكار 
بكرهكك ..مش مسمحااك !!
كلمات صغيره أنهت كل الذي يحدث !! لم تكن أول مرة يستمع إلي تلك الكلمات ... لقد استمع إليها منذ سنوات .. لقد صړخت تلك البريئه...
لكن لحظه لما هذا الجدل !! ها هي أمامه !! ابنه اغرب رجل في العالم الآن !!!
توقف سيل الأفكار لديه و پغضب أمس ...
قائلا لو اتاخرتي هساعدك بنفسي !!
و بهدوء صامت تغلق الباب و قد أدركت أنه لا مفر في جميع الاحوال ... 
وقف تيم يتحدث بهاتفه إلي الجده يردف بهدوء 
معرفش ياتيته ممكن خاېفه تحكي .. كلميها أنت أو عمتي ....
مرت اللحظات و ندي تجلس و بملل ...صاړخه ما هذا !!
أنهي المكالمه و هو ينظر تجاه الشرفه شاردا بصمت .. لقد فهم أن زوجته تغار من حبه لشقيقته .. و ها هو حتي لم يطلب منها محادثه شقيقته صديقتها !!!!
وكاد أن يسألها لما لم تطلب محادثه أسيف و اكتفت بالسخريه عليها !! لكنه عدل عن ذلك .. لقد اتخذ قرار غير مرحب بها .. ليفعل ذلك ولا يتسأل عن شيئ ... !!
اتجه إليها يرسم بسمه هادئه قائلا 
خلصتي يا حبيبتي !
ابتسمت علي الفور حين لم يتحدث عن شقيقته الغاليه ... لتقول مسرعه 
ايوه خلصت مش هتقولي فين !
هز رأسه وهو يقول 
لا مش هقولك بس مكان هيعجبك اوي ...
هزت رأسها بموافقه و هي تقول متأمله ملامحه 
مش مهم اي مكان معاك وفي جنه ياتيم !!
انتقلت الابتسام إليه ثم لملم
 

انت في الصفحة 5 من 61 صفحات