الأربعاء 27 نوفمبر 2024

غيوم ومطر

انت في الصفحة 36 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


لخالته لرؤيتها ربما تتحسن فريده عندما تشعر بوالدتها اخر ما يفكر به الان هو چروحه لكنه اذعن رغما عنه لطلب الطبيب وترك كفها پألم ونهض محاولا مغادرة الغرفه ولكن ما ان ترك كفها حتى بدات الاجهزه المحيطه بفريده بإطلاق الانذارات وتكهرب الجو ونظر الطاقم المرافق للطبيب المسترخى بقلق وهم ينتظرون اوامره العاجله فهم امام حاله طارئه جدا وهالهم ان يروه بكل هذا الاسترخاء وبكل هدوء ممدوح امر عمر ان يعود للامساك بكفها والتحدث اليها امام نظرات الفريق المدهوشه الذين ظنوا ان الطبيب فقد عقله ويتصرف بكل هذا الاسترخاء والحاله ټصارع المۏت ولكن بمجرد ان عاد عمر الي جوارها وتمسك بكفها مجددا حتى هدأت الاجهزه واستقرت الحاله ونظرة الانتصار علي وجه الطبيب انبئتهم انه كان يتوقع ما سوف يحدث  

تلفتت حولها في جزع فالادراك عاد اليها الان فقط مع انها استردت وعيها منذ ساعات فوجئت انها في غرفه مظلمه مع نساء يبدو عليهم الشړ تسألت بصوت عالي انا فين 
اجابتها احدى النساء التى ترتدى جلباب بنى وتربط رأسها بطرحه سوداء باهته قالت باستهزاء هتكونى فين يعنى في السچن يا حلوه 
انها لا تتذكر ما حدث تماما لكنها تتذكر جيدا انها طعنت فريده اللعينه التى تكرهها جدا تمنت ان تكون ماټت وتخلصت منها انها السبب في كل ما حدث لها وپطعنها انتقمت منها وسوف ټطعنها مجددا مرارا ومرارا انها تملك كل ما لم تملكه يوما الشرف والاحترام والمركز وزوج وسيم محب يتمنى رضاها والاهم الاصل منزلها الراقي وعائلتها الكبيره اشياء لطالما حسدتها عليهم
ثم الحب الاسطوري الذى يكنه عمر لها 
عادت تتسأل انا هنا من امتى اخر ما تتذكره كان محاولة عمر الدفاع عن فريده ثم لا تدري ماذا حدث بعدها 
صول عجوز هتف بخشونه عبر الفتحه الصغيره في باب العنبر فاطمه مرعى 
نهضت ببطء ونظرت اليه بإحتقار ولم ترد لطالما كانت تحسد الاغنياء وتحتقر الفقراء في مزيج عجيب من الحقد الطبقي الصول فتح الباب ودفعها عبره پقسوه وقال اتحركى حضرة وكيل النيابه عاوزك 
انها من الاساس ترفض وجودها هنا لن تجيب علي أي اسئله هى لم تفعل شيئا سوي انها اخذت حقها من اللعينه التى
تسببت في طردها من عملها 
نظرت الي وكيل النيابه بغل بعدما رفضت
20 قوس قزح
كنت ولا زالت انتظرك عند كل مشرق وعند كل مغيب واردد اسمك للنجوم فتخبرنى كيف هو حالك ولكن غيمه غطت علي النجوم يوما بعد يوم وانتظرت المطر طويلا حتى بدأت ايأس من هطوله  
فياغيومى اعيدينى الي حياتى الماضيه وارحمينى وامطري لتكشفي عن سمائي الغاليه  
لكل منا غيومه عواصفه وسكونه افراحه وشجونه تعقله وجنونه حسناته وذنوبه تتصارع اللذات علي باب الطاعات فنخطىء ونصيب نحب ونكره ولكن عندما يكون القلب ابيض فنحن نستحق فرصه اخري  
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الان الحياه سلسله من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها الذكريات الجميله تشوقنا لاعادة التجربه والحزينه تصقلنا وتترك بداخلنا شجون ذكريات الطفوله البريئه وذكريات ايام المدرسه ذكري اول يوم في الدراسه بعد الاجازه الصيفيه نتيجة الثانويه العامه بكل ما تحمله من توتر وفرحه ليلة العيد او زيارة عزيز بعد غيبه المصايف وتجمع العائله في السفر او في العزومات ذكري اول حب ثم احساس النشوى المصاحب للاعتراف بالحب وانت تنتظر رد فعل حبيبك اول لمسة يد وذكري واحساس 
عمر استرجع شريط حياته بالتفصيل خلال الايام الثلاثه التى قضاها منحنى كان لديه الوقت لمراجعة كل تصرفاته حتى من قبل انفصالهما علم ان الخطأ الاكبر كان من نصيبه هو استرجع حلمه وهو في الثامنة من عمره ليلة ميلاد فريده عندما شاهد محمد يعطيه فراشه رقيقه وهو اخذها منه ليطلقها في حديقه جميله طوال الايام التى قضتها فريده في الغيبوبه لم يغادرها مطلقا فهو علم ان الخيط الرفيع الذي يربط بينهما سينقطع عندما يترك يدها لم يضمد جراح يده ولم يتذوق الطعام ابدا فمن اين سيأتى بشهيه او رغبه في الطعام وقطعه من روحه تنازع المۏت وبالطبع بإمتناعه عن الاكل والشرب لم يكن يحتاج الي استخدام المرحاض لذلك لم يغادرها الا الي الصلاه التى كان يقف فيها اضعف ما يكون بين يدى الرحمن كان يخبرها قبل ان يترك يدها انه سيتركها فقط للصلاه فكانت الاجهزه تظل علي هدوئها ولكن عندما تتخطى غيبته الخمس دقائق تبدأ نبضات قلبها في الاضطراب فيعود سريعا للامساك بيدها وتعود ضربات قلبها للانتظام حتى خالته كانت تراقب ابنتها من بعيد وتقبل جبهتها وتغادر فورا لاكمال دعواتها وتضرعها الي الله عز وجل فهى كانت تعلم ان فريده لديها كل ما تحتاجه بعد ليالي عديده قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى دخلت اليها منذ ايام متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الچرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا 
اكمل حديثه اليها بلا انقطاع واكمل اعترافاته كان يعلم علم اليقين انها تسمعه اخبرها بالتفصيل عن كل تفاصيل حياته خلال فترة انفصالهما فريده انا خطبت نوف فعلا وكنت ناوى اتجوزها عشان اثبت لنفسي انى اقدر اعيش من غيرك كنت محتاجها تسندنى لانى كنت بضيع من غيرك لكن للاسف حبي ليكى كان واضح وخلاها تنسحب لانها عرفت
انى عمري ما هحبها ابدا  
مجددا الاجهزه ارسلت انذرات خفيفه اصبح الان يعلم متى
تكون منزعجه ومتى تكون مستكينه هو يضغط بكل قوته ويستفزها لتبدى أي رد فعل دون ان يترك كفها انها مستقره دائما الا حينما يتحدث عن نوف او يترك كفها دون ان يخبرها انه فقط مغادر للصلاه 
هكذا ظل يقنع نفسه من بعد عودته لكن رسالتها فتحت عينيه وازالت الغشاوه منهما رسالتها كتبت بحب وپألم مس شغاف قلبه 
تعود اليه فقط وسيقضى كل لحظه من حياته القادمه في اظهار حبه لها وولعه بها اخر جمله استطاع تكوينها قبل ان يغرق في النوم كانت بتقولي في رسالتك نكون اصدقاء اصدقاء ازاي وانا امنيتى تكونى وكل ما بنام بحلم بيكى 
مع انه قاوم كثيرا الا ان الجسد البشري له طاقه فسقط في النوم اخيرا 
قد تكون احلام وقد تكون امنيات ولكن نومه جلب العديد من المشاهد الجميله الي عقله فريده الطفله وفريده الانسه الخجوله التى كانت تبتسم خجلا كلما نظر اليها وهى لم تتخطى السادسة عشر بعد يوم عقد قرانهما ويوم زفافهما 
استفاق من نومه علي شعور غريب وكأن احدهم يمسح علي جراح كفه التى كان يمدها بحمايه علي بطن فريده ويتحسس جنينا يربطهما برباط ابدى من قلب المۏت تولد الحياه والامل جنين ينمو ويتحدى الظروف ويناضل من اجل حياته نفض شعور النعاس وهو يؤنب نفسه علي نومه وتركها تغيب عنه التعرض للضغوط قد يؤدى بالانسان الي فقدان عقله ولكن ما يشعر به الان حقيقي مائه بالمائه فريده فتحت عيونها بعد طول غياب وتحصلت علي قطعه من الشاش الطبي لايدري حتى كيف وصلت الي يدها وتمسح بها چروح كفه الملتهبه التى تنبض بالالم وامتلئت بالتقيحات من الاهمال 
ان كان يحبها پجنون من قبل فما فعلته الان جعله يحبها اضعاف واضعاف ويصبح اسير هواها الي الابد كيف تفكر به وهى في مثل حالتها تذكر لحظة طعنها حينما نظرت الي نفس تلك الچروح بهلع قبل ان ټنهار وطلبت من عمر ان يحضر له الاسعاف بدلا من ان تفزع من چرح سيقتلها هى  
نظر اليها بلهفه قاتله وتمسك بكفها بقوه وقال في سرعه حبيبتى مټخافيش هسيبك ثوانى استدعى الدكتور 
في قفزه عملاقه كان عند الباب ېصرخ بكل قوته وبنفس القفزه عاد اليها ليمعن النظر في وجهها ليتأكد انها استيقظت وان ما يحدث لم يكن تكمله لاحلامه 
دقات قلبه تصاعدت بشكل رهيب قلبه كان علي وشك التوقف من الاجهاد فالتوتر المصاحب لرؤيته للاطباء ينحنون حولها ليزيلوا عنها الاجهزه جعلت دقات قلبه تتخطى المائه وخمسين 
اخبروه انهم سيزيلون جهاز التنفس الصناعى في تجربه لاختبار قوة رئتها من بعد الاصابه التجربه الاصعب علي
الاطلاق فلو فشل فطامها من جهاز التنفس الصناعى فستعيش عليه للابد 
سيبونا لوحدنا خمس دقايق لو
سمحتم 
الحياه بطولها وعرضها تحتاج الي الحافز لنعيش فيها لنناضل من اجل البقاء اوقات نجبر ان نحارب بكل قوتنا ونتمسك بأخر خيط للحياه والمحرك الرئيسى لحربنا وقتها يكون الدافع الحافز الذى يجعلنا نناضل ذلك الذى لو فقدناه فقدت الحياه اهميتها ويتساوى وقتها المۏت مع الحياه 
كان يعلم ان فريده قويه لكنها بحاجه الي دافع ستناضل من اجل طفلهما وستناضل من اجله ومن اجل عائلتها 
العائله بأكملها اڼهارت ولكن احمد انهياره كان تاما لم يتحمل ابدا رؤية فريده مصابه وانزوى يبكى بلا انقطاع منذ ذلك الحين سيخبرها ايضا ان احمد الذى تعشقه اكثر من روحها ومازال بحاجة اليها 
الان كانت مستيقظه ويبدو الالم جليا علي محياها الجميل مع كل نفس او حركة يد وهمس قائلا حبيبتى نورتى الدنيا
كلها برجوعك لينا مع انه حاول التماسك وكتم عبراته حتى يشجعها لكن رغما عنه دموعه اڼهارت لتحجب عينيه عنها لاول مره تراه يبكى مع انه بكى بسببها العديد والعديد من المرات 
نظرات الالم علي وجهها تحولت الي الدهشه مع رؤيتها دموعها حاولت الكلام ولكن الجهاز الذى يحتل حنجرتها منعها تمنى لو استطاع معرفة ما كانت ستقوله لو فقط كانت استاطعت الكلام !!! لانه كان سيكون اصدق كلام قد يقوله احدهم يوما ما وسيخرج من القلب الي القلب وعندما فشلت في التحدث رفعت اصابعها الي وجنتيه ومسحت دموعه بهم  
اكمل همسه قائلا حبيبتى المفروض انهم هيشيلوا جهاز التنفس دلوقتى فريده قبل أي حاجه لازم تعرفي انك مش بطولك
فريده لازم تقاومى
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 39 صفحات