الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غيوم ومطر

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


الڼار اصبحت ټحرقها بلارحمه مسكين ذلك الطفل الذي لن ينعم مطلقا بحب اب كان ليكون اب رائع كما كان زوج رائع محظوظون اولئك اطفال نوف لانهم سيحظون بإهتمام عمر وحبه ان كان قد دللها بطريقه لا توصف فماذا سوف يفعل لاطفاله هل ستسطيع تعويض طفلها غياب والده ستحمل مسؤليه كبيره اهمها تنشئة طفل في بيئه غريبه عنه ولكنها تفضل ذلك عن ربط عمر بها مجبر لاجل طفل لايريده او الاسوء ان يطلب منها اجهاضه عمر القاسې الذي عرفته في الفتره السابقه ربما لن يتردد في طلب التخلص من طفل ينتمى اليها العد التنازلي لرحيلها بدأ وستواجه العائله غدا بيمعاد سفرها الذي سيكون بعد غد غدا اليوم الفيصل في حياتها فهى ستخبرهم عن سفرها وستتحمل الھجوم الضاري الذي سوف يشنوه عليها بالاضافه الي عدم عودة عمر التى سوف تجعل منها زوجه هاربه بدلا من مطلقه كانت ستسافر لتلعق چراحها وحيده والاهم غدا يوم ارسال الرساله التى لم تجد افضل من شقتهما القديمه كعنوان لارسال الرسالة اليه فحارس البنايه سوف يعطيها لعمر فور وصولها اليه اما اليوم فستذهب الي ادارة البعثات لاستلام التزاكر والتأشيره وعندما تعود ستبدأ في حزم القليل من الامتعه فهى ستكون زاهده في كل شيء لمن ستتزين بعد عمر ستعود لزيها الجينز القديم الذي لازمها ايام غيابه عنها 

وضعت الرساله بحرص بين كتبها علي المكتب انها ليست مجرد رساله بل هى قطعه من روحها تتركها معه فربما يحن يوما ويقرأها فيصل اليه ذلك الجزء ويسامحها ويعرف انها فعلا نادمه علي انها لم تحبه كما يستحق والدتها قاطعت افكارها بدخولها لغرفتها مع سيده الخادمه التى تنظف منزلهم كل اسبوع انشغال سوميه مع الخادمه جعلها لا تلاحظ ان فريده ترتدى ملابس الخروج فقط امرت فريده بالخروج ليبدؤا بالتنظيف من غرفتها حملت حقيبه يدها وغادرت الخادمه ستمحو أي اثر لعمر من غرفتها كانت ستقضى الساعات القادمه في تنشق رائحته التى تركها في غرفتها لكنها الطبيعه تأخذ مجراها وتجبرها علي الانصياع 
بمجرد خروجها رشا استوقفتها سألتها بفضول فريده عمر وخالتى سامحوا محمد ولا لسه معنديش فكره عمر شكله مشغول مكلمنيش من يوم سفره
طيب انتى مش كلمتيه ليه ده لو عمري انا مكنتش فوت يوم من غير ما اسمع صوته البعيد عن العين بعيد عن القلب وهو معاه نوف هناك انتى بتسلميه ليها علي طبق من ذهب دلوقتى يقول ما صدقت انا مش غبيه ولا صغيره يا فريده في الحب انا افهم اكتر منك عارفه ليه لانى عرفت ان الكرامه في انك تلاقي واحد يحبك ويدافع عنك ويحميكى فتسلميله نفسك بالكامل أما انك تنكري حبك عن جوزك بدافع كرامتك ده اسمه عبط كبرياء غبي هيخسرك كتير انا مش بقلك ترمى نفسك علي واحد مش عاوزك لا ابدا انا بشجعك تعبري لجوزك عن حبك وخصوصا انه في فتره كان بيحبك اكتر ما انتى بتحبيه وكان بيعبر بكل الطرق  
بصراحه يا فريده انتى كنتى في اتجاه والناس كلها في اتجاه حتى انا اختك الوحيده كنتى بعيده عنى عمر معاه حق يحس انك كنتى متكبره اذ ا كان انا اختك وساعات كنت بشك في كده ولولا انى كنت عارفه انك بتستخبي ورا مظهر المتكبره كنت صدقت انك
فعلا شايفه نفسك احسن من الكل وفجأه انقلبتى للنقيض بقيتى سلبيه ومستسلمه ومتنازله عن كرامتك حتى قبلتى بضره ومش ده اثبات الحب لازم تعملي حاجه قويه تثبتى بيها حبك لعمر زى ما انا وافقت وقابلت عمر قبل الخطوبه وزى ما نور اټجننت وسلمت مفاتيح روحها لمحمد علي بياض
فكري يا فريده واسألي نفسك عملتى ايه يخلي عمر يتأكد انك بتحبيه 
سؤال رشا ظل يتردد في رأسها كانت تظن انها بقبولها بعمر علي وضعه الحالي تثبت له انها تحبه بدأت تشك فى صواب قرار الهرب مهما فعلت فاللقاء نصيب وان كان مقدر لها البقاء معه فستبقي علي الرغم من كل الظروف اما وان كان الفراق هو قدرهما المحتوم اذن فأهلا بسنوات السواد القادمه اجهزى علي الباقي منى وامحينى من الوجود  
السلاسه العجيبه التى تمت بها اجراءات سفرها كأنها اشاره من الله عز وجل لضرورة سفرها تقريبا جميع الاجراءات النهائيه تمت تلقائيا 
انهت الاوراق الاخيره الخاصه ببعثتها من شؤن الموظفين وبدات في وداع الجميع وهى تبكى في اكثر احلام يقظتها جنونا امس شاهدت عمر عندما علم بسفرها لحق بها فورا واعادها وهو يحملها علي كتفه كما فعل سابقا واخبرها انه يحبها وانه سيترك نوف لانه لا يستطيع حبها كما يحبها هى ثم استفاقت علي وضعها البائس حامل ومنبوذه وزوج يحتقرها واخبرها مرارا انه سيطلقها ويتزوج بأخري ولا يريد منها اطفال 
اليوم غرفة فريده اجهدتها فهى تبدو انها ستنتقل لشقة زوجها مجددا فخزانتها قلبت رأسا علي عقب وكتبها الدراسيه بالكامل خرجت من مخبئها وكأنها ستزاكر جميع ما درسته من قبل مرة اخري 
سيده بدأت بالمكتب فهى خشت ان تتعفر كتب الدكتوره فريده الثمينه وقعت عيناها علي رساله معنونه ترتاح وسط كتبها وكعادتها التقطتها بروتنيه ووضعتها داخل ملابسها لارسالها فهى لطالما ارسلت رسائل اسرة فتحى الي محمد في غربته فور انتهاء عملها ستذهب الي مكتب البريد وترسلها اما الان ستعاود عملها وستترك الخزانه حتى تسأل فريده عن نيتها 
انهت عملها بنشاط البيت اصبح يلمع واصبحت هى راضيه تماما عن نتيجة عملها نظرات الرضا في عيون سوميه جعلتها تنسي ساعات الشقاء شكرتها علي المبلغ الممتاز الذى تعطيها اياه فسوميه بعد ازمتها اصبحت تعطى المحتاج بسخاء وسيده من اشد المحتاجين لانها مثلها تربي اليتامى علي الدرج بعدما اغلقت الباب خلفها وهبطت طابقين وضعت يدها في جيبها لتضع النقود فتحسست رسالة فريده التى كانت نسيتها والتهت عنها تماما بسبب العمل ارهاقها من العمل منعها من الصعود للتأكد مما ينبغى عليه فعله بتلك الرساله كما تفعل دائما برسائل فريده السابقه لكنها بالتأكيد تحتاج الي الارسال فلم يحتاجها الامر الكثير من الذكاء 
مكتب البريد في طريقها ولن يستغرقها الامر سوى دقائق معدوده لدهشتها موظف البريد سألها دى رساله داخليه لعنوان في المهندسين بالطبع هى لا تقرأ لكنها لم تتوقع ان تكون رساله داخليه ترددت
لثوانى ثم اخبرته وماله ابعتها برده عاد ليسألها بروتنيه تحبى ارسلها بريد مستعجل هتوصل اسرع ممكن بكره بس هتكلفك 5 جنيه 
سخاء اسرة فريده معها وولائها لهم يستحق ان تهبهم الافضل سوف تدفع راضيه الخمسة جنيهات لضمان سلامة الرساله وخصوصا انها نست ان تتأكد من سوميه عند مغادرتها اجابته بقناعه ارسلها بريد مستعجل 
مجهود جبار ان تكون حامل وتخفي حملها لعشرة ايام وهى تتحمل الوحم كي لا تثير الشكوك من سيسمح لها بالسفر اساسا ثم اذا ما علموا عن حملها سيصرون علي معرفة عمر غدا ستسافر الي حياه جديده وستحاول النسيان اما اليوم فأمامها حرب تسلحت بالشجاعه واستعدت لما ستواجهه مع والدتها وجدتها محمد يختفى يوميا منذ فعلته وهى لم تسأل لكنها كانت تعلم انه يذهب الي خالته ليراضيها ولينعم بقرب نور ورشا ايضا تقضى معظم وقتها مع عمر بدات في البحث عن رسالتها لارسالها لكنها لم تجده هل من المعقول انها اضاعتها هى وضعتها هنا امس هل اضاعتها سيده في التنظيف ام احتمال انها بالفعل ارسلت جمد الډماء في عروقها ولكنها كانت سترسلها علي أي حال وما الذى يمثله فارق يوم فعمر لم يعد علي اية حال ربما ستصله غدا او بعد غد وسيحفظها الحارس اليه الان ستوجه انتباهها الي المعركه الاهم في حياتها 
كما توقعت تماما حرب قاسيه واجهتها ودموع وشهقات من والداتها وجدتها قټلتها لكنها اصرت هى تعلم ان محمد سيكون علي الحياد فهو كطبيب يعلم كم ان تلك البعثه منحنى هام في حياة كل مدرسي الجامعه اخبرتهما بكل الم عمر مش بيحبنى وانا السبب في مشاكل محمد ونور سفري اريح للجميع عمر هيتجوز نوف بحريه وهيرضى عن جواز نور صدقونى انا فكرت
كتير وده الحل الوحيد تذكرتى في ايدى والسفر بكره الصبح 
هى نفسها غيرمتأكده من قرارها واخر ما تريده دموع لاجبارها علي البقاء فانسحبت الي غرفتها لتبكى بحرقه كل سنوات عمرها الضائع انها لا تعرف الصواب ولا تدري كيف تتصرف هى لم تعد تعرف كيف تتصرف مع عمر الجديد ورشا معها حق هى لم تقدم اليه أي ندم صادق لكنها للاسف احبته لدرجة انها تخشي عليه من نفسها تعلم انها ليست لديها القدره علي اسعاده فتركته لنوف اللطيفه التى تشع حنانا لم تمكث في غرفتها طويلا حتى فوجئت بوالدتها تعود محمرة العينين لتخبرها انها لديها زائره 
مازال نفس احساس النشوه الممزوج پألم البطن ينتابه في كل مره تلامس فيها عجلات الطائرة ارضية المطار المطار معناه انه سيراها قريبا علي الرغم من انه منع نفسه بالقوه من الاتصال بها ليختبر مدى صلابته الا انه ما ان شعر ان نفس البلد تجمعهما مجددا حتى ساقته قدماه اليها ووجد نفسه اسفل منزلها الوضع سوى مع والد نوف الذى تفهم رفضها للزواج منه كم هى لطيفه تلك النوف انثى اخري غيرها كانت انتقمت وافسدت عمله مع والداها لكنها تحبه وكما اخبرته من قبل انها تحبه منذ زمن بعيد وهى من ساعدت في بنائه ولن تهدمه الان ابدا ليت فريده تتعلم منها كيف تحب بدلا من الانانيه المفرطه او الضعف التام علي الرغم من انه يعلم عيوبها جيدا الا انه مازال يحبها اي سحر اسود فعلته له ليظل يحبها علي الرغم من كل ما يردده لنفسه 
قاوم رغبه رجليه في صعود الدرجات التى فقط تفصله عنها واجبرهما علي الذهاب الي شقتهما التى جمعت اسوء الذكريات اراد ان يستعيد ما فعلته للاساءة اليه طوال سنوات ذله علي يديها حتى لا يستسلم اليها مجددا هو يحتاج الى ذلك لان دماره هذه المره لن يكون له علاج 
شروده منعه من سماع نداء الحارس الذى كرره مرارا ومرارا حتى انه لم ينتبه الا عندما اضطر للامساك بذراعه لاعطائه الرساله التى وصلت منذ ساعات وهو استلمها علي مسؤليته الشخصيه ووقع لساعى البريد بالنيابة عن صاحبها الذى قد يغيب بالشهور وأوصاه بالاهتمام بشقته وتنظيفها اسبوعيا واستلام بريده وحفظه له
حتى يراه 
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات