الإثنين 25 نوفمبر 2024

غيوم ومطر

انت في الصفحة 16 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطرة إلي الاحتمال حتى النهاية منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها بقسۏة المتها وانهكتها واصبحت معرضه للاڼهيار التام في أي لحظة لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحة بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الډماء بدلا من الدموع  

بإهتمام من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها أو حتى عرض المساعدة اعتدلت في جلستها في حرج مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت لكن هل كانت تحلم بعم من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق
للوعى ورحل وكأنها لا شيء عمر الذي كان لا يألو جهدا في اثبات حبه لها اصبح يجتهد في تحجيمها ووضعها في مكانتها الصحيحة لديه مجرد لا شيء ليته يكرهها فهذا افضل من لا مبالاته التى تدمى قلبها فالكره يعنى انه مازال يحمل المشاعر لكن تلك اللامبالاة تعطيها رسائل واضحة وسريعة ومتتالية كل الرسائل مفادها انها اصبحت لا شيء لديه البتة 
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر اڼهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم في لحظات ذهب أحمد لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها اما والدتها فبدأت بالدعاء لها قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها بقسۏة 
كده يا فريده ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت مزاكره وقلة نوم وقلة اكل اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله 
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت هى كانت قلقه فأفرغت مكنونها الذي حجبته عن فريده لسنوات مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت الكلمات عفوية ولكن قاټلة ارادت أن تنشق الارض وتبتلعها لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ربما غيبوبة ابدية لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريح وبالاخص الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول ربنا يستر شكلها عندها مشكلة في الكلي زى أحمد وكأنه القي قنبلة شديدة الدمار تجمد الجميع للحظلت ثم بدؤا في البكاء بإنهيار حتى قناع عمر الجليدي سقط وظهر عليه التوتر الشديد اما هى فنظرت لمحمد بغباء محمد طبيب الباطنية الخبير طبيب ممتاز بجداره وانهى الزمالة البريطانيه في الامړاض الباطنية في وقت قياسي لكنه كان الآن يهذي الهذيان ابسط تعبير عن ما قاله محمد لا يمكن لطبيب عاقل ان يدلي بمثل هذا التصريح ناهيك عن خطئه الاساسي في التشخيص والذي لا يخطىء فيه حتى طالب في السنة الخامسة فأمراض الكلي ترفع الضغط ولا تخفضه وهى ابعد ما تكون عن اعراضها والاهم حتى لو انها مصاپة بمرض خطېر فكيف يعلن بمثل تلك الطريقة عن مرضها ويسبب الاڼهيار لوالدتها وجدتها نظرت اليه في تساؤل لكنه تفادى النظر اليها واشاح بوجهه بعيدا عنها لولا انها تعرفه جيدا لشكت انه تعاطى شيء ما جعله يتفوه بمثل تلك الحماقات الجميع تركوها واتجهوا الي والدتها ليواسوها ويطمئنوها سمعت جدتها تطالب الجميع بالتفاؤل بالخير في وسط انشغال الجميع بوالدتها حتى نوف سمعت عمر يهمس لها بسخرية 
للاسف مش فاضل عندى حاليصا غير كلية واحدة  
يالا قسوته كم اصبح قاسې بدرجة لا توصف حضور احمد انقذها منه استندت علي ذراع محمد ووالدتها استندت علي ذراع رشا جدتها هوت جالسه علي اقرب مقعد وخالاتاها اقتربتا منها بقلق عارم عندما استاطعوا جميعا المغادره واعلنوا انتهاء التجمع وفي اثناء طريقها للخارج لمحت عمر يقود نوف الي المصعد في طريقهم الي غرفهم بحرص واهتمام بالغ وكأنه لا يري احد غيرها 
كانت تعلم جيدا انها شاركت في ۏجع فريده وليس فقط لمجرد جملتها المتسرعة التى نطقتها اليوم بدون تفكير لا هى شاركت في ذبحها منذ سنوات ذبحتها اثناء خطبتها القصيرة لعمر في كل مرة كانت تراها غير سعيدة وتحبس دموعها ولا تتدخل لمساعدتها وانهاء تلك المهزلة لكنها كانت تريد مشاركة عمر لهم في الحمل فتعلقت بالزواج كأنه القشة التى سوف تنقذها من الڠرق كانت تظن ان حب عمر لفريده سيكفيها ولذلك تغاضت عن عدم سعادتها املا في تحسن الامور ذبحتها ايضا في كل مرة اتخذت موقفا سلبيا وتركتها تسيء الي نفسها قبل الاساءة الي عمر اثناء فترة زواجهما نعم هى المذنبة الحقيقية في تعاسة فريده حملتها فوق طاقتها بزواج لاتريده ثم تخلت عنها بعد هذا الزواج كانت تري الحواجز التى تبنيها فريده حول نفسها ولم تتدخل لاعادتها الي صوابها فريده لم تدخل قوقعتها بعد الطلاق لا بل دخلتها قبل ذلك بكثير ابنتها ضحت بنفسها من اجل احمد ومحمد وهى قبلت بالټضحيه بكل سهولة 
والآن فريده وحدها
تدفع الثمن فحتى عمر لملم شتات نفسه وتماسك مجددا لكن فريده للاسف اصبحت كالكتلة الهشة لا عجب في انها تريد الهرب بعيدا ولكن لو نفذت قرارها بالرحيل فستفقدها للابد اه لو تعطى لنفسها فرصه وتفكر جيدا في الزواج من عماد انه شاب ممتاز ظاهريا لو فقط تعطيه بعض الوقت ليظهر داخله فلربما يثبت انه جدير بها لكنها للاسف تعلم جيدا ان فريده تحب عمر وانها ما ان فقدته حتى علمت انها خسړت حبا لن تعوضه مهما عاشت من عمر الامور تزداد تعقيدا وعودة عمر حركت الماء الراكد ففاحت كل الروائح من جديد انها ستظلم فريده في كل الاحوال سواء بموافقتها علي سفرها أو رفضها له فهى مجبرة علي الاختيار بين ارسال فريده الي المنفي وبين جعلها تعيش في البؤس والعڈاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديدة ادركت جيدا انها ضعيفة ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب فيها واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور مجددا تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن
ادارتها وتلجأ لطلب المساعدة من الاخرين لكن هذا افضل من استمرارها في هدم حياة فريده لكنها لم تكن تتوقع أن تقسي شريفه علي فريده هكذا اجبارها علي قبول دعوة نوف كان اكبر من احتمالها فاڼهارت فريده بعدما ضغطت علي اعصابها بقوة لكنها للاسف لم تكن تستطيع الرفض بدون أن يعلم الجميع انها مازالت تحمل المشاعر لعمر بدأت تعيد كلام محمد الخاص باحتمالية مرض فريده في ذهنها يا الله هل القدر سيكون قاسې ويكرر محڼة سنوات عمرها مجددا هى بحاجه للتحدث مع محمد لكنه تعلل بالاجهاد ونام علي الفور ثم لماذا هذا القرار الغريب الدى قررته والدتها عندما طلبت من عماد أن يطلب يد فريده من عمر لولا انها مدركة من رجاحة عقل والدتها لكانت شكت انها لربما اصابها بعضا من امړاض كبر السن كالخرف مثلا لكن لا فعقل والدتها موزون تماما وهى تعلم انها واعية تماما لكل كلمة تقولها وتعي الغرض منها حينما انهكها التفكير توضئت وصلت بخشوع صلاة الاستخارة وفوضت امرها الي الله كما تفعل دائما 
الانثى ستظل انثى خاضعة مهما حصدت من شهادات علي الرغم من بداية استقلال فريده النفسي والمادى الا انها اجبرت علي الخضوع ومقابلة العريس الذى رفضته مرارا قاومت بشدة ورفضت لكن رفضها قوبل بالاستنكار والدتها كانت صارمة وهى تخبرها 
فريده انتى مطلقه يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت اطمن انك محمية ومحبوبة وعايشة سعيدة مع راجل يحبك ويحميكى احنا وافقنا نقابل الراجل عاوزه تطلعينا عيال ادامه جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك 
حبست دموع القهر ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغاية وموافقة عمر علي طلب جدتها قټلتها في الصميم الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك الفقدان الكامل لعقلها عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقة هل لو بكت حينها أمامه سيفهم عڈابها أم سيزيد في اذلالها 
انها مجبرة علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الآن في فترة الاجازة التى تفصل بين النيابة والترقية هى تجلس في انتظار اعلان الوظيفة لاستلام عملها في الكلية أو قبول البعثة والسفر لانهاء دراستها في الخارج أي حجة لديها الآن للخروج
والهرب من موعد العريس الذى هل سريعا هل لو تأنقت بزيادة ستجعل عمر يلتفت إليها مجددا لا أبدا فنوف اجمل منها بمراحل لكنها مع ذلك ستهتم بماذا سترتديه فقط كى تثبت لعمر انها مطلوبة ومرغوبة هى كانت متحفظة دائما في ملابسها حتى في الالوان لم تكن تحب الالوان الصاړخة اما اليوم فاختارت فستان من الشيفون الاسود المنقوش بالاحمر الصارخ وارتدت فوقه جاكيت اسود رسمى قصير طعمت حجابها الاسود ببعض الاحمروضعت نفس كحلها الداكن وملمع الشفاه الشفاف ونظرت لنفسها في المرأه انها اليوم مختلفة جدا جريئة في مظهرها وصاډمة انتقت من ملابسها القديمة اشياء لم تجرؤ علي استخدامها يوما هل سيتذكر عمر انه هو من اهدى إليها ذلك الفستان اصبحت تحسب الدقائق فعمر علي وشك طرق الباب الآن علي حسب موعده مع والدتها رنين الجرس ارسل
الذبذبات في كل جسدها وجعل روحها تنسحب ها قد اتى وصدق وعده ألم يتردد أبدا في قبول طلب جدته لكنه كما عهدته دائما يعرف تماما ماذا يريد لم يتردد سابقا ولو مرةه كان يحدد اهدافه ويسعى لتحقيقها راقبته من خلف باب غرفتها وهو يدخل إلي الصالون بصحبة جدتها كان صلب وواثق الخطى ألم تنعته بالضعف سابقا وكانت تشعر بالقرف من ضعفه اين هذا الضعف الآن انه يكاد يناطح الجبال شموخا وصلابة  
كانت تعلم أن اسيل ستأتى مع زوجها فهى عندما حادثتها امس كانت تكلم نفسها من فعلة جدتهم لم
يستوعب
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 39 صفحات