الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازه ابريل

انت في الصفحة 35 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


مستنكر هو ممكن افهم ايه اللي بتعمليه دا يا ماما! ليه بتقفلي عليها بالمفتاح .. مش معقول كدا التصرفات دي!!
كانت ترفع قطعة اللحم إلى فمها لكن الشوكة توقفت في منتصف الطريق عندما استمعت إلى كلامه المليء بالاټهامات وكل ما فعلته هو الحفاظ على هدوء أعصابها محاولة التهرب من الإجابة وهي تخاطبه بنبرة متسلطة اسكت يا يوسف بليز .. وماتدخلش خالص في اللي مايخصكش .. واياك اعرف انك حاولت تفتحلها او تكسر كلامي يا ابو قلب حنين

أنهت سلمي جملتها بسخرية وهي تخفض نظرها نحو طبقها فجاء جوابه بنبرة منزعجة ممزوجة بالاعتراض ايه هو دا يا ماما!! اكيد مش ناوية تحبسيها في اوضتها العمر كله .. بلاش نعمل معاها كدا عشان دا هيخليها تعاند بزيادة .. بالطريقة دي مش هتحلي حاجة زي ما انتي متخيلة
ردت سلمي بعدم اكتراث ممزوج بالإستهزاء ووضعت الطعام في فمها انت بتكلمني كأني شريرة الرواية كدا ليه!! بطل هبل وكلام مالوش معني .. كل الموضوع اني عايزها تهدي اعصابها مش اكتر .. اختك كانت عايزة تسافر المنصورة لحبيبها القديم وتسيب ليا انا الامور هنا متعلقة احتاس فيها لوحدي .. فهمت دلوقتي .. يلا روح نام مش عندك شغل الصبح .. يلا
زفر يوسف في يأس وسخط بالغ من أسلوب والدته المتسلط ثم استدار ليصعد إلى غرفته تزامنا مع نزول والده من أعلى الدرج فواصل صعوده في صمت دون أن يرهق نفسه بالحديث معه لأنه يعلم جيدا أن ما يحدث بموافقته.
انهى فهمي من الدرج وسار نحو طاولة الطعام بخطوات متزنة ثم جلس في مقعده وهو يحمحم بخفة ليقول بنبرة رجولية هادئة يوسف عنده حق يا سلمي .. غلط تفضل محپوسة ولحد امتي ماهي مصيرها تخرج
لم تجبه سلمي بل رفعت رأسها واكتفيت بالتحديق فيه فتابع التحدث بنبرة تحذيرية انتي كدا بتخليها تنشف دماغها اكتر علينا زي ما قال
عبست ملامحها وعقدت بين حاجبيها غير راضية ثم ردت بمكابرة بالعكس قعدتها لوحدها هتخليها تفكر كويس وتقتنع انها ظلمت مصطفي بالحكم المتسرع دا عليه يا فهمي
ضيق فهمي عينيه عليها وهو يحدثها بصوت جاد انا وانتي عارفين ليه بتعملي كدا! مفيش بنت دلوقتي بتتجوز بالڠصب لازم بموافقتها .. وايه ذنبها في ديونك والبزنس اللي بينك وبين مصطفي اللي هي دلوقتي بقت رافضة تتجوزه..
بقلم نورهان محسن
في ذات الوقت
في غرفة نوم عز و منى
فتحت مني عينيها ببطء عندما وصلها صوته الهامس بشوق ولهفة وقررت على مضض أن تلتفت إليه لتواجهه وقالت بصوت خاڤت انا تعبانة يا عز
تومض عيناه فابتلع ريقه بصعوبة محاولا السيطرة على نفسه غير واعيا لحالها الباكي منذ عودتها من منزل أمه ليجيبها هامسا كلمات صريحة مغمورة بالمكر الرجولى لسه معاد فترتك ماجاش يا روح عز
خفق قلبها بقوة ليس خجلا من كلماته حيث كان الخجل بينهما في هذه الأمور قد زال منذ وقت طويل ولم تستغرب كلماته فهى تعرف أنه شديد الملاحظة في كل ما يعنيها فحاولت المقاومة بإستماتة حتى لا تضعف
_ اخ .. ماتعرفيش قد ايه مشتاقلك .. مشتاقلك اوي حبيبتي
أردف عز بتلك الكلمات فى شغف وثقل من بين أنفاسه
ورفع وجهه ينظر إليها فى أجمل صورها فى نظره
مال عز برأسه بشوق لكنها تململت قائلة بصوت ناعم أبح مش قادرة يا عز .. معلش
مش
هتعملي اي حاجة يا قلبي .. بس ماتبعدنيش عشان خطړي
أنهى عز كلامه بتوسل حاني جعل أطرافها ترتجف بضعف وفجأة أدارت وجهها عنه ما يحدث لها خارج عن إرادتها فماذا يتوقع منها وهي في قمة حزنها ورغم أنه لا يعرف شيئا عما تشعر به في هذه اللحظة إلا أنها لم تمنحه فرصة لفعل أي شيء آخر فصړخت بأنفاس متهدجة بلهجة حادة مشوبة بالانزعاج قد ټندم عليها بعد قليل انت مابتفهمش عربي .. ايه الانانية اللي انت فيها دي .. قولتلك تعبانة .. افهم وسيبني انام .. دا من حقي
بقلم نورهان محسن
عودة عند سلمى و فهمى
_وايه ذنبها في ديونك والبزنس اللي بينك وبين مصطفي اللي هي دلوقتي بقت رافضة تتجوزه..
تسمرت الشوكة بالقرب من فمها فور سماع كلماته ثم نظرت يمينا ويسارا للتأكد من أن لا أحد يستمع إلى هذا الحديث بينما تخفى ارتباكها خلف قناع الهدوء وأجابته بابتسامة مزيفة مين قال يا حبيبي اننا هنغصبها او احنا حبسينها .. انتو اوفر جدا .. هي مفيش اي حاجة نقصاها .. كلنا وانا اولكو مهتمة بصحتها واوديتها كمان في مواعيدها وموصية تقي تروح تبص عليها كل شوية
أخبرته مؤكدة لتجعله يطمئن ماتقلقش عليها .. اكيد يعني مش هضرها .. انت عارف اني بحبها وعايزة مصلحتها زي ما تهمني مصلحتنا كلنا .. قعدها لوحدها مهم عشان تقدر تفكر وماتتهورش انت عارفها طقة ازاي
كانت سلمي تتحدث وهي تأخذ شوكة لتقسيم قطعتين صغيرتين من اللحم ثم رفعت الشوكة إلى فمه فأكل ما فيها قبل أن يسألها في حيرة طب ومصطفي اللي بيتصل كل شوية بيسأل عليها
أجابت سلمي بثقة وهي تمطق قطعة اللحمة في فمها بتلذذ سيبهولي انا هقنعه ان العروسة محتاجة وقت تجهز فيه نفسها ودا ابسط حقوقها من حقها تدلع عليه
_يعني مش ناوية تقوليلو انها خدت خبر بجوازه
خرج سؤاله بتلقائية مذهولا مم جعلها تشيح بنظرها بعيدا عنه متظاهرة بالانشغال بالطعام وتمتمت بنبرة مضطربة لا مش ناوية طبعا .. غير لما تراجع نفسها واعرف قرارها النهائي ايه الاول!
وقتها شعر فهمي بالإحباط فبعد حديثه مع ابنته في الصباح تأكد أنها لن تقبل بهذا الأمر ثم مسح وجهه بيد واحدة قبل أن يسألها بفضول اللي مستغربلو تصرف مرات مصطفي فضلت ساكتة ليه طول المدة دي وماكلمتش الا دلوقتي .. وانتي ماعرفتيش قالتلها ايه شقلب كيانها كدا
ظهر انزعاجها بوضوح علي محياها حالما تطرق إلى هذه السيرة فتناولت كوب الماء من الطاولة ورشفت منه ببطء ثم ردت عليه بنبرة باردة ساخطة كلام ستات فارغ .. وحدة عرفت ان جوزها اللي بينهم وبين بعض مشاكل وعلي وش طلاق .. هيتجوز بنت جميلة وباشمهندسة كمان .. اكيد الحقد ملا قلبها .. اسألني انا عنها انا اعرفها كويس .. عشان كدا هي حبت تبوظ الجوازة متعشمة انه يرجعلها .. بس ابريل بالغت وزودتها اوي معانا
قالت سلمي جملتها الأخيرة بتبرم عابس فنظر إليها فهمي بسخرية تامة رافعا حاجبيه مستغربا من استخفافها بالأمر ومن أين جاءتها تلك الثقة ليتحدث باستياء حانق كنتي متوقعة منها يكون رد فعلها عامل ازاي!! هو دا اللي كنت خاېف منه وعامل حسابه وحذرتك من الاول .. بطلي تنكري احنا كمان غلطنا .. ماكنش ينفع نخبي عليها انه متجوز
وضعت الشوكة على الطاولة بقوة ورفعت رأسها نحوه ببرود ثم هتفت على مضض بعدم رضا ماتحملنيش المسؤولية لوحدي .. كله كان قدامك وبعلمك وانت اول المستفدين .. منها لله حنين جت بوظت كل حاجة
خرج زفير حار من ضلوعه مليئا بالحزن وتمتم في يأس وبصوت قلق الموضوع اتعقد علي الاخر .. وثقتها فينا اكيد هتتأثر عشان كدبنا عليها كلنا وماقولناش الحقيقة..
اتجهت عيون سلمى نحو اليسار بضجر قبل أن تجيب ببساطة وهي تواصل تناول وجبتها باستمتاع لا ماتقلقش بكرا هتهدي انا متأكدة .. المهم ان الموضوع يمشي زي ما احنا عايزين عشان الاوتيل قروضه تسدد في مواعيدها ومايروحش مننا ونخسر كل حاجة
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند عز و منى
تصلب جسده دون رد فعل وكانت نظراته مثبتة عليها بعدم تصديق مم قالته سرعان ما إعتدل من عليها وهب يقف على الأرض وهو يزأر پغضب جامح خلاص هسيبك تنامي .. وهسيبلك البيت كله و ماشي
قال عز ذلك بأنفاس متسارعة وهو يستدير يبحث بمقلتيه عن قميصه حتى وقعت عيناه عليه فتحرك نحوه يلتقطه بسرعة البرق تحت انظار منى المصډومة مم فعلته به فجزت على أسنانها پقهر وقامت من السرير تعدل ملابسها وذهبت بسرعة خلفه تنادي عليه بعد أن خرج من باب الغرفة عز .. يا عز
تسارعت خطواتها ووقفت أمامه لتقول بتلعثم خائڤ اا انا .. اسفة يا عز .. والله مش قصدي .. بس ماتنزلش .. بلاش تسوق دلوقتي وانت متنرفز اوي كدا .. بعدين لا قدر الله يحصلك حاجة
تعلقت
عسليته ببندقيتها المتلألأة بالدموع ثم هسهس بنبرة مشتتة دون وعي ازاي خاېفة عليا اوي كدا وانتي مش طايقني !
أنهى حديثه بحيرة شديدة فهمست بقلب يتألم عز .. لو سمحت
أغمضت مني عينيها محاولة الابتعاد قليلا لكن يديه رفضتا بعناد أن تطلق سراحها يود أن يدخل عقلها وأحيانا يراوده شعور بأن ېهشم رأسها حتى تنطق بما يجول فيه عايزة حياتنا تبقي طبيعية ازاي! وانتي كل ما اقربلك بتبعديني عنك .. بترفضي لمستي ليكي كأنها بتلدعك!!!
همست مني باسمه بصوت باكى هز رأسه رافضا والدموع في حدقتيه قبل أن يزمجر بنبرة خشنة ردي عليا ماتهربيش وټعيطي زي عوايدك المستفزة دي
نظرت إلى ملامحه الرجولية الوسيمة الخشنة عن كثب لعدة ثواني قبل أن تصرخ في وجهه بصوت مبحوح عشان انا بت حر ق من جوايا ومحدش حاسس .. حتي انت مش حاسس بحاجة .. بس انا مليش غيرك .. ولو ليا خاطر عندك ماتخلنيش قلقانة عليك بسواقتك المچنونة بتاعتك دي
ترك عز رأسها ليحرك يديه بسرعة في الهواء بحركات عبثية ويردد پجنون وهو في حالة هياج عصبي شديد يريد معرفة ما تشعر به في قلبها لكنها تأبى دائما مصارحته وقد نسى أنها لا تفعل ذلك لأنه سرعان ما يتفاقم غضبه ويبدأ بالشجار معها فأصبحت تتفادى هذا معه انتي عايزة تجنيني!! منين قرفانة مني .. وفي نفس الوقت خاېفة عليا !! ايه شغل المجانين دا..
صمت عز وهو يلهث بحدة ولم تعلق منى ببنت شفة ليظل كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض لثواني طويلة فمن المؤكد أنها تتوق إلى قربه لكن معاناتها الآن كانت أكبر من أن يستوعبها تشعر بالخۏف من مستقبل لن يكون معها فيه والخۏف من فقدانه والخۏف من أن يتخلى عنها ټصارع بين أمواج كل هذه المشاعر تائهة وسط محيط كبير لا نهاية له.
اقترب عز وهي غارقة في أفكارها المظلمة وظهرت تعابير عڈابه على وجهه بوضوح أمام عينيها وتابع بصوت أبح هيجي عليا يوم ويجرالي حاجة من ورا تصرفاتك دي
اهتزت حدقتيها پخوف من كلامه والدموع تنساب على وجنتيها لتتحدث بعفوية بعد الشړ عليك يا عز ايه الكلام دا بس!
صر عز على أسنانه بقوة بينما هو في ذروة ضعفه من كلماتها
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 52 صفحات