قسوه اليزيد
أسبوعين متتاليين وهم كما الغرب عن بعضهم لم يروقه ذلك أبدا غير أنه كان يشعر بالذنب لما فعله بها.. ولا يريد أن يطول هذا الحال عليهم أنه يريد أن ينعم باحضانها.. أردف يجيبها بسعادة
حليب يا قشطة
نظر إلى وردية وجهها الذي يذوب عند الإقتراب منها وهناك رغبة ملحة للإقتراب ودق بابها الآن ليشعر بكرم الضيافة عندها هي وحدها.. لتتيح له الفرصة ليفعل ما يريده وما يحلو له..
بس بردو كل ده مايمنعش إني أخد حقي بطريقتي
استمع إليها وابتسم بمرح قائلا بجدية
بتقولي حاجه يا حبيبتي
نظرت إليه بهدوء وقد وجدتها الفرصة المناسبة للتحدث فيما تريده منه فقالت برقة بعد أن وقفت على قدميها وذهبت لتجلس على قدميه بأريحية
بقول إني عايزه أزور بابا وميار.. أنا مروحتش هناك خالص يا يزيد من وقت ما اتجوزنا
بس كده نروح بكره الصبح يا ستي
نظرت إليه غير مصدقة حديثه فهو أول مرة يوافق على طلبها هذا بهذه السرعة والجدية تحدثت متسائلة بلهفة
بجد
بجد
لفت يدها إياه وهي من وجنته بسعادة غامرة وقد تعالت ضحكاته وهو يرى ردة فعلها هذه الغير متوقعة
بحبك أوي يا زيزو يا قمر أنت
مدام فيها زيزو يبقى استعنى على الشقى بالله
في صباح
اليوم التالي
جلست جواره في سيارته منذ لحظات متوجهين إلى العاصمة لزيارة عائلتها تحدثت متسائلة عندما وجدته لم يتحرك
ما تطلع يا يزيد واقف ليه
أجابها بفتور بعد أن استمع إلى سؤالها وهو ينظر إلى الهاتف الذي بيده
مستني ريهام
نعم مستنيها ليه
ترك الهاتف من يده ووضعه أمامه ثم نظر إليها بهدوء وتحدث مجيبا إياها بجدية
رايحه معانا القاهرة يا حبيبتي هنوصلها في الطريق
تحدثت بحدة وجدية شديدة بعد أن ألقى كلماته تلك عليها وهي لا تدري كيف علم بذلك ولما لم يقول لها
زفر بضيق وهو يعلم أنها تغار منها وبشدة ولكن دائما تحمل الأمور فوق بعضها أردف بجدية محاولا إقناعها بما حدث وهو يعلم أنها لن تصمت
لما عرفت وإحنا بنفطر يا حبيبتي قالت إنها هي كمان هترجع وطلبت مني أوصلها في طريقنا
تحدثت مرة أخرى بحدة متسائلة فهي تعلم أنها معها سيارة هنا إذا لما ستذهب معهم
استدار إليها بجسده لينهي هذا الحوار سريعا أمسك بكف يدها رافعا إياه برقة وهدوء وأجابها قائلا بجدية
عربيتها فيها حاجه بايظه يا روحي.. هتتصلح وابعتها ليها ممكن تهدي بقى
جذبت يدها منه ونظرت أمامها دون أن تتحدث ثم أتت غريمتها وجلست بالمقعد الخلفي قائلة بصوت هادئ
سوري يا يزيد اتأخرت
أجابها وهو ينظر إلى الطريق أمامه بعد أن أدار محرك السيارة وذهب بها
لأ عادي ولا يهمك
كان الطريق طويلا وهي لا تستطيع أن تتحدث معه بهدوء أو تقول ما بخاطرها بسبب تلك البغيضة التي تجلس بالخلف تتحدث معه بين الثانية والأخرى بأي شيء يقال وهو يجيبها باقتضاب فقط لأنه يعلم أن
زوجته منزعجة وبشدة..
تحدثت ريهام بجدية وهي تنظر إلى مروة ومن ثم يزيد
اظن كفاية راحة بقى يا يزيد المصنع محتاج وجودك فيه
أجابها بجدية هو الآخر وهو ينظر إلى الطريق بتركيز
همر عليه النهاردة بما إني هنا
أجابت مرة أخرى بسعادة أخفتها وهي تنظر إلى مروة بتشفي
كويس هستناك
بينما نظرت إليه مروة بانزعاج وضيق شديد وهي لا تصدق أنه سيتركها ويذهب تحدثت بضيق واضح قائلة
تروح فين يا يزيد هو إحنا مش جايين لأهلي بردو
نظر إليها ومن ثم إلى الطريق وتحدث بهدوء راجيا إياها أن تتفهم موقفه
معلش يا حبيبتي أنت عارفه إني عندي شغل كتير متراكم هبص عليهم بس وارجعلك متقلقيش هنقضي اليوم سوا
نظرت إليه بضيق ثم أدارت وجهها الناحية الأخرى تنظر من الزجاج على السيارات في الخارج وهي تفكر به وبما يفعله بها من مواقف غريبة وكلمات أغرب..
أمسك بكف يدها وهو يقود السيارة ورفعه مرة أخرى بهدوء حتى لا تنزعج تحت أنظار القابعة بالخلف ابتسمت مروة لذلك فقط لأنها رأته وهو يقبل يدها ومن ثم تحدث قائلا
متزعليش بقى يا مروتي مش هطول عليكي
ابتسمت بوجهه بسعادة لما فعله أمام الأخرى وتناست ما كانت تفكر به من الأساس وظل هو ممسكا بيدها والأخرى يقود بها السيارة وقد علم أن ذلك سيأتي بنتيجة حتما لذا فعلها..
أوصل ريهام إلى منزلها ثم ذهب مع مروة إلى منزل عائلتها الذي جلس معهم بضع
دقائق وذهب إلى المصنع لكي يرى ما الذي يحدث به بغيابه ويباشر عمله من جديد وهو هناك أخذ بعض الساعات وهو بالخارج ثم عاد مرة أخرى إلى منزل مروة وجلس مع عائلتها وقت هادئ ومريح..
قالت ميار مبتسمة بهدوء بعد أن ابتلعت ما بحلقها من طعام وهي تنظر إلى مروة التي تجلس أمامها على طاولة الطعام
بجد مفاجأة هايلة يا مروة كنتوا اعملوها من زمان
ابتعلت مروة هي الأخرى ما بحلقها ونظرت إلى يزيد ومن بعده ميار ترسم ابتسامة على محياها
يزيد كان مشغول أوي ومحبش إني اجي لوحدي.. كان عايز يكون معايا
حرك يزيد رأسه يمينا ويسارا يبتسم بسخرية على حديثها فهي تكذب فقد كان يفعل ذلك فقط ليجادلها..
أكمل طعامه بهدوء إلى أن استمع إلى والدها يقول بسعادة قد رسمت على ملامحه بدقة صادقة
والله البيت منور يا يزيد يابني
أجابه يزيد مبتسما هو الآخر فقد كان نصر بوجهه البشوش يجعل النفوس صافية
ده بنورك طبعا يا نصر بيه
ابتسم والدها
بهدوء تنحنح ثم قال بحرج شديد وهو يضع الملعقة بطعامه قبل أن ينظر له
بصراحة يعني يابني إحنا كنا خايفين منكم ومقلقين كلنا على مروة... يعني هتروح بيت منعرفش فيه حد وكمان السبب مش طبيعي بس الحمدلله أنت طلعت راجل تقدر تصون بنتي لحد النهاردة مروة عمرها ما اشتكت وباين على وشها السعادة
ابتسمت بسعادة وهي ترى والدها يمدحه فهو محق للغاية بكل كلمه قالها ولكن لم يقول أن العشق حليفهم الآن أخفضت يدها إلى أسفل الطاولة لتتمسك بيده بشدة وهي تبتسم بوجهه بينما هو تصنع الابتسامة رغما عنه لم يكن قادرا على فعلها الرجل يمدح به يقول أنه رجلا يقول أنه صان ابنته ألا يدري ما الذي يريد فعله بها إلى الآن ألا يدري أنه لا يختلف شيئا عن السارق لقد أتت الكلمات بمقټل عن حق فهو لا يريد أن يستمع إلى أي من هذه الكلمات التي تمدح رجولته فليس عنده ذرة منها من الأساس يكاد يختنق صدره على قلبه ليسحقه أسفله ويلقى حتفه..
سحب يده الذي قبض عليها بشدة من أسفل يدها وتؤكد هي بتلك الفعلة على حديث والدها.. أنه ليس كذلك!
استغربت فعلته فنظر إليها في محاولة منه أن يبتسم ويلقي كل شيء خلفه الآن حتى لا يلاحظ أحد ما يحدث معه وقد اقتنعت هي بعد أن قال بجدية
الحمدلله شبعت.. سفرة دايمه تسلم ايدك يا ميار
ابتسمت له بهدوء وأجابته قائلة
بالهنا والشفا
وقف على قدميه ثم ذهب إلى غرفة الصالون بعد أن استأذن منهم لينفرد بضميره ويخرسه حتى لا يكتشف أحد أمره أو تلاحظ زوجته ما يحدث له وتمطر فوق رأسه أسئلة لا يعلم لها إجابة..
ذهب خلفه والد زوجته ليجلس معه بينما بناته منهم من تصنع الشاي للجميع والأخرى تضع محتويات السفرة بمكانها المناسب داخل المطبخ..
أتت مروة بصينية الشاي وخلفها شقيقتها التي قدمت لوالدها الشاي وجلست جواره بعد أن وضعت مروة الصينية على الترابيزة أمامهم وفعلت شقيقتها المثل لزوجها وجلست جواره..
تحدث نصر قائلا بجدية وهو يسأل زوج ابنته
هو كل شغلك هنا في المصنع يا يزيد
أجابه بفتور معتقدا أنه يتبادل معه الحديث فقط
آه
نظر الآخر إلى ابنته وقد عاود نظره إلى زوجها وتحدث بجدية قائلا
أنا عارف من قبل جوازك من مروة أنك شغال هنا وليك بيت كمان وكنت عايش فيه.. ليه مرجعتش تعيش هنا أنت ومراتك أظن العيشة هنا أحسن ليك ولمروة كمان
ترك الكوب من يده ثم نظر بانزعاج
إلى زوجته والذي أعتقد أنها من قالت لوالدها أن يقول ذلك حيث أن آخر نقاش بينهم حذرها من أن تتحدث بهذا الأمر أعاد نظره إلى والدها وتحدث بجدية شديدة
لأ مش أحسن ولا حاجه أنا بتابع شغلي عادي ومروة كمان عايشة كويسة معانا.. إن شاء الله هنيجي هنا لكن لما ظروفي في الشغل هناك تتحسن شويه
شعرت باختلافه في الحديث عن زي قبل نظرت إلى والدها الذي وجدته يهز رأسه إليه متفقا معه قالت بهدوء وابتسامة
تعالى يا يزيد شوف البيت واوضتي.. عن اذنك يا بابا
ذهبت معه إلى غرفتها دلفت معه وأغلقت الباب خلفها فلم يعطيها فرصة للحديث وقال هو بانزعاج
أنت اللي قولتي لوالدك يقولي كده صح
نظرت له باستغراب ودهشة فهي لم تتحدث مع والدها بشيء وهو فقط كان يتجاذب معه الحديث قالت بنفي
لأ مش صح أنا مقولتش حاجه
ابتسم بسخرية وهو يتجه ليجلس على الأريكة التي بالغرفة وتحدث بتهكم قائلا
لا يا شيخة عايزه تفهميني أنه هو اللي قال كده من نفسه!
اتجهت ناحيته ووقفت أمامه تنظر إليه بضيق من حديثه وأفعاله غير أنه لا يصدقها قالت بحنق وانزعاج
آه يا يزيد هو اللي قال من نفسه والمفروض لما أقولك حاجه تصدقني أنت عارف إني متعودتش على الكدب
وقف أمامها وتغاضى عن الأمر برمته متحدثا بهدوء وجدية تحي ملامحه
ماشي يا مروة مصدقك.. أظن لازم نمشي بقى قدامنا طريق طويل وسفر
من هنا للبلد أنت قاعدة معاهم طول اليوم وادينا المغرب أهو
استغربت حديثه ولكنها كانت متوقعة ذلك تحدثت باستنكار وهناك ما تخطط له
ايه ده هو إحنا هنمشي
نظر إليها بهدوء وتحدث مجيبا إياها بجدية شديدة
آه لازم نمشي
اقتربت منه بغنج ليس واضحا له ولكنها كانت
تعلم ما الذي ستفعله حتى يرضخ لما تريد هي وضعت يدها على صدره وسارت يدها تعبث بشكل غير واضح
طب ما تخلينا لبكره
وضع يده على يدها الاثنين الذين يعبثون به وتحدث بتوتر وقد فهم ما ترمي إليه
مش هينفع يا حبيبتي لازم نرجع
اقتربت منه أكثر وجذبت يدها من أسفل يده أخذت تفتح له أزرار قميصه الأبيض وهي تتمايل أمامه . وتحدثت بخفوت وصوت تعلم جيدا أنه يروق له
بس أنت مشوفتش اوضتي ولا أي حاجه فيها
رفع نظره وعينيه الذي تريد أن تخرج من مكانها في أنحاء الغرفة ليرى فراش في المنتصف ومرآة وهناك أريكة أيضا والكثير من اللوحات المعلقة على الحائط لم يستطيع التركيز بسبب يدها الذي فتحت كل أزرار قميصه وسارت تعبث