قصى
... قالها ثم ألقي نظرة إزدراء نحو يوسف وإنجي ثم غادر
ألتفت إليهم جيهان وقالت بنبرة توبيخ _ عاجبكو الي بتعملو ده أنتو مش صغيرين ع خناقتكو الي مبتخلصش ... يلا هات مراتك ف أيدك وأنزلو عشان نفطر.. شوية وعمك سالم جاي هو وعياله
قالتها ثم غادرت ... فقالت أنجي بغرور وسخرية _ جايين زي كل مرة ياخدو الحسنة من أونكل عزيز
يوسف البحيري ... ذو ثلاثون عاما ...يتميز بكونه طبيب ماهر في مجال الجراحة حيث أصبح مدير مشفي البحيري الإستثماري الذي يشاركه فيها خاله والد أنجي زوجته التي تصغره بعام ويدعي مهدي الدالي وهو من أكفأ الأطباء الذين نالو شهرة بداخل وخارج البلاد
مازالت رحمة تجلس في مكانها ولم تشعر بعبراتها التي تتساقط علي هاتفها الذي بيدها ... أنحنت نحوها خديجة وقالت _ كل سنة وأنتي طيبة ياجميل
لم تجيب عليها رحمة حتي لاحظت خديجة صديقتها تبكي فقالت _ مالك يابنتي بټعيطي ليه
رفعت وجهها وهي تكفكف عبراتها وقالت _لاء مفيش حاجة عينيه ۏجعاني بس
زفرت بضيق وقالت _ خالص بقي ياخديجة قولتلك مفيش
نهضت خديجة وقالت لها _ براحتك يارحمة أنا ياما حذرتك وقولتلك بلاش طه أخويا ده ليه دماغ لوحدو .. مسمعتيش كلامي وروحتي مشيتي معاه
رمقتها رحمة بنظرات عتاب فأردفت خديجة بعد أن أطلقت زفره بضيق _ والله ما أصدي حاجة أنا أخويا عارفاه كويس كل ماتتمنعي عنه وتديلو ع دماغه وتفهميه أن سكته معاكي يجي يطلب إيدك من أهلك هيتعلق بيكي أكتر لكن أنتي يارحمه خلتيه يخرج معاكي وبتكلميه من ورا أهلك وموقفه حالك عشانه ليه كل ده
لوت شفتيها جانبا فقالت _ تبقي عبيطة وهبلة ... يارحمة أنتي مش شايفة نفسك أنتي ماشاء الله زي القمر ومعاكي بكالوريوس وكل يوم واحد يروح يطلب إيدك من مامتك وأنتي بغباءك بترفضي حتي من غير ماتدي فرصة لحد وكل ده ليه وعشان أي .. عشان اخويا الي أصلا مش عارف يبقي مسئول عن نفسه .
نظرت رحمة إليها وقالت بتهكم _ طيب ماتنصحي نفسك بدل ما أنتي معلقة نفسك ف أوهام .
رمقتها خديجة بإمتعاض ولم تتفوه بكلمة ثم تركتها وغادرت وهي تبحث عن صديقتها الأخري التي أختفت حيث قد نسيت هاتفها معها.
_ تمشي بخطي مسرعة إلي البناء التي تقطن فيه ... ودلفت إلي الفناء لتجد يد تجذبها إلي داخل غرفة صغيرة .. شهقت پذعر وقالت _ هااا يخربيتك خضتني
رمقها بنظراته الحاده وقال _ مش قولتلك متلبسيش الإسدال ده قبل كده !! قالها وهو يمسك بطرف حجابها ويقوم بخلعه
قبضت ع يده وقالت _ أنت بتعمل أي ياعبدالله سيبني أطلع زمان أبويا راجع من الصلاه ولو شافني معاك هيطين عيشتي هو ومراته
قال بحنق _ ليه يعني هو أنا شاقطك أنتي خطيبتي والحارة كلها تشهد
قالت بسخرية _ مخطوبين بقالنا خمس سنين ياعبدالله وسيادتك محلك سر وكل ماتعملك قرشين تصرفهم ع التوكتوك بتاعك
أقترب منها وهو يقترب بأنفاسه من وجنتها وقال _ يابت أنا داخل جمعيات والتوكتوك الي مش عاجبك ده هو الي بيسد قسطها وأول ما هقبضها هاجي لأبوكي وأحدد ميعاد الفرح
دفعته ف صدره ليبتعد عنها وقالت _ طيب من هنا لحد ماتيجي لأبويا مش عايزة أشوف خلقتك ... قالتها لتهم بالمغادره .. فقبض ع معصمها ليجذبها ويغلق الباب ويدفعها نحو الحائط وقال _ عايزة تسيبي حبيبك كده من غير تصبيره
قالت وهي تدفعه مرة أخري _أنت مابتزهقش حرام عليك يا أخي
أقترب منها وهو يجذبها نحوه بين زراعيه وقال _ لاء مبزهقش حد يزهق من العسل ده .. يابت لما بزعقلك ع الإسدال عشان لما بتلبسيه بيخليكي جامده والشباب مبتنزلش عينيها من عليكي
_ طيب أبعد عني وحياة أبوك لحد يشوفنا ...قالتها شيماء وهي تدفعه في صدره وهو مازال يعانقها بقوة
_ لاء مش هسيبك غير لما أدوق العسل ....قالها وهو يقترب من شفتيها
بينما في الخارج تقف خديجة أمام البناء وهي تقول _ راحت فين دي بس .. لما أطلعلها
دلفت إلي الفناء بخطي لم يشعر بها كليهما ولم يلاحظ إحدهما الباب الذي كان مواربا ... توقفت متسمرة بمكانها وهي تراهما فأصدرت شهقة حتي أبتعد عبدالله عن شيماء وألتفتو نحو خديجة التي رمقتهم بإزدراء
خرج عبدالله بدون أن ينظر لها وقال
_ سل عليكو ... ثم غادر وهو يعدل من هندامه
أقتربت شيماء نحو خديجة بخجل شديد وهي تمد يدها إليها بهاتفها ... أخذته منها پعنف وقالت _ مش عايزه أعرفك من النهارده
ثم غادرت البناء وذهبت إلي البناء المقابل حيث يوجد منزلها .
_ في منزل سالم البحيري ...
دلفت خديجة إلي داخل المنزل بعدما فتحت الباب بالمفتاح ... وجدت شقيقها يجلس ع الاريكة بأريحية يشاهد التلفاز وهو ېدخن سيجارته ليدفس ماتبقي منها ف المنفضة المعدنية
لم تعيره أي إهتمام متجهة نحو غرفتها ليوقفها بصوت أجش _ تعالي هنا عايزك ف كلمة
رمقته بنظرات حادة وقالت _ نعم !
أعتدل ف جلسته وقال بنبرة تحذيرية _ أتعدلي معايا ياخديجة لأعدلك
عقدت ساعديها أمام صدرها فقالت بإستهزاء _ بجد !! طيب أي رأيك ياطه لما بابا يجي هقوله ع أسلوبك معايا ده غير أيدك الي مدتها عليا أول إمبارح وكله كوم وموضوعك مع رحمة كوم تاني
نهض وعينيه كالبركان الذي يقذف حممه وقال _ أنتي بټهدديني ماتقولي لبابا ولاتغوري ف داهيه ...وموضوع رحمة ده ملكيش فيه حاجة متخصكيش
صاحت پغضب وقالت _ لاء ليا لأنها صحبتي وجارتي وعيشرة عمرالي أنت معملتش حساب لكل ده وعمال ماشي معاها وتسرح بيها
_ هي الي غلطانة محدش ضربها ع ايديها وقالها تحبني وهي عارفه أن محلتيش حاجة ومش هقدر أتجوزها ... قالها طه
أبتسمت بسخرية وقالت _ فعلا هي الي غلطانة أنها وثقت ف واحد زيك ندل وجبان
أستشاط ڠضبا من كلماتها فأقترب نحوها ورفع يده وكاد يصفعها ليوقفه صوت فتح باب الشقة والشيخ سالم يدخل وقال _ جري أي يا ولاد أي صوتكو جايب لأخر الشارع
أجاب كليهما بخجل وقالو ف صوت واحد _ مفيش يابابا
خلع حذائه ووضعه جانبا وقال _ يلا أجهزوا عشان رايحين لعمكو عزيز
قال طه بتهكم _ أصدك رايحين نشحت من عمنا عزيز
نظر إليه والده بحنق وقال _ الي هنعيدو نزيدو تاني يابني قولتلك إحنا مبناخدش حسنة من حد ده إيجار الأرض الي ورثناها كلنا عن جدك البحيري الله يرحمه .
قال طه _ وبالنسبة للقصر مش الأرض الي مبني عليها لينا فيها برضو
زفر سالم بضيق وقال _ الكلام ده تقولو لجدك يحيي الله يرحمه هو أتنازل عن الأرض لأخوه حكيم يعني يا أبو مخ تخين ملناش حق فيها .. ويلا عشان العربية الي جاية تاخدنا زمانها ع وصول.
________________________
_ بداخل إحدي غرف القصر ...
تقف بداخل الشرفة المطلة ع المسبح وجهها كالملاك تنظر إلي السماء بعينيها التي قد ورثتها عن والدتها وشعرها البني الممتزج بالأسود القصير الذي يصل إلي منتصف عنقها وبشرتها البيضاء الناعمة ... تتحدث في هاتفها بشفتيها الوردية المكتنزه...
_ بتتكلمي بجد!!!
...............
_ مش عارفة بابي هيوافق ولا لاء
..............
طرقات ع باب الغرفة فقالت _ طيب أنا هقفل معاكي دلوقت ف حد بيخبط ع الباب شكلها مامي ... هبقي أرد عليكي ساعة كمان... باي... أغلقت المكالمة ودخلت الغرفة لتجد والدتها
جيهان _كل سنة وأنتي طيبة يا ملوكة ماما ...قالتها لتتجه نحو والدتها لتعانقها وقالت بسعاده _ وأنتي طيبة ياجي جي يا عسل أنتي
رمقتها جيهان بمكر وقالت _ اممم كلمة عسل مابتتقالش غير لما تكون وراها مصلحة قولي عايزة أي
أبتسمت بخجل وقالت _بصراحة أصحابي مسافرين بكرة الساحل وعايزني أروح معاهم
قالت جيهان _ أنتي عارفة ياملك بابي مانعك أنك تسافري لوحدك
قالت ملك بتذمر _ يامامي أنا مش لوحدي معايا أصحابي الي ف الجامعة وبعدين أنا مبقتش صغيرة أنا عندي 20 سنة
ضحكت جيهان وقالت _ حتي لو بقي عندك 100 سنة هتفضلي ف نظري ملوكة الصغيرة
زفرت بحنق وقالت بسأم _ أوك أنا عارفة مين الي هيقنع بابي
أبتسمت والدتها وقالت _ هو كمان مش هيوافق
رمقتها بتحدي وقالت _ ولو وافق
جيهان _ بنت أنتي بتتحديني !!
ملك _ لاء يامامي مش تحدي ده رهان
جيهان _ مش وقت رهان وكلام فاضي يلا غيري هدومك عشان شوية وعمك سالم وولاده جايين
أنفرجت أساريرها بالفرح وقالت _ أشطا ديجه جايه دي وحشاني أوي
تنهدت جيهان بسأم ثم قالت _ ربنا يهديكي ياملك ... قالتها وغادرت الغرفة .
______________________
_ أمام البناء تتوقف السيارة الفارهة من إحدي الماركات الشهيرة ...
خرج من الفناء الشيخ سالم وخديجة ويليهم طه الذي أرتسمت ع وجهه ملامح الإمتعاض ... نزل السائق ع الفور ليقوم بفتح الباب الخلفي
قال طه بصوت يكاد مسموعا ساخرا _ بعتلنا عربية وسواق خايفين لنروحلهم بتوكتوك
قالت خديجة _ يعني هم غلطانين أنهم مش عايزنا نتبهدل ف المواصلات ...قالتها ثم ولجت إلي داخل السيارة
قام طه بدفعها وقال _ متتكلميش معايا عشان أنا ع أخري منك
رمقته بإزدراء ثم أطلقت زفره بحنق .... وأنطلقت السيارة
في قصر عزيز البحيري ....
بداخل صالة الألعاب الرياضية يمارس تمارينه كالعادة وجسده الرياضي ينسدل عليه قطرات عرقه بغزارة التي قد بلت معظم أنحاء القميص الأبيض القطني بنصف أكمام ... توقف وتناول المنشفه القطنيه