صرخات الألم ونسمات الحب لسهام صادق
الصغيره وهي لا تعلم لماذا كل هذا البكاء فنظرت الي نور التي تكبرها بعدة اعوام فرأت دموعها تهطل بغزاره في والدتها التي تتأمل زوجها الذي يحتضر فترقرقت الدموع في عينيها من تلك المشاهد التي لا تنسي حتي خبئت اعينها بذراعيها وكأنها تريد ان تقف هذا الشريط الذي يمر أمامها
وتحركت ببطئ كي تقف امام والدها ليقول بأبتسامه أصبحت تلازمه
فأبتسم صالح بمراره وهو يشاهد صغيرته البريئه حتي أمتد ببصره الي خارج الغرفه ورئي زينب قادمه اليه وهي تمسح دموعها في أكمام عبائتها كي لا تشعره بشئ
اووي يافارس تفتكر هرجع تاني ليك واخدك في وهسمعك وانت بتقول ياماما فترقرقت الدموع ثانية بعد ان مسحتها حتي تقطرت علي اناملها التي تمسك الصوره قائله بابا بيقولي انك ابتديت تحبي وبقيت تقول بابا
ثم أقترب من جبينها وهو يقول احنا مش قولنا بدل ما نبكي نمسك المصحف ونقرء فيه
فأدمعت عين نيره وهي تنظر للمصحف الذي بجانبها عندك حق بس وحشني فارس اووي قولت اتفرج علي صوره هو مينفعش تجيبه ليا يايوسف
ظلت تركض حتي سقطت علي ركبتيها الصغيره امام هنا التي هبطت هي وفارس من سيارتهما في ذلك الوقت حتي قالت بطفوله بابا عايز يشوفك انتي وسلمي يا ابله هنا انا روحت لسلمي ومنصور قال هيجبها بسرعه
فأبتسمت هنا من بين دموعها حتي أقترب منهما فارس ضاحكا وهو يعبث بشعر تلك الطفله البريئه وانحني اليها كي علي وجنتيها بحنان قائلا لاء احنا عايزين النونو يبقي شبه ريم
فضحك فارس علي تعبير تلك الطفله اليه بقوه وبصوت حاني ياريت يبقي شبهك في كل حاجه ياريم
نظرت سميه للطفله طويلا وهي تحملها بين ذراعيها
فأبتسمت سميه بوهن ومين قال انها سبب حزني ثم نظرت اليه بقوه حتي قالت علاقتي بيها هتبقي غير علاقتي بيك هي هتبقي بنتي
ام انت فعلاقتي بيك كزوج خلاص انتهت ولو هعيش معاك هعيش عشانها ثم تذكرت امر والديها وعشانهم هما كمان
فنظر اليها هشام حكاية ورد
نظر اليهم صالح طويلا حتي تأملتهم عيناه وكأنها تودعهم
فوقفت عيناه علي تلك الزوجه التي تنظر اليه پألم فتذكر لحظة زواجهم لم يكون زواجه بها عن حب ولكن كان طمع في ميراثها حتي جاء اخاها واعلنها صراحة بأن اخته ليس لها شئ وان ما يبعثه لها هو اكراما منه ثم نظر الي ابنته سلمي الواقفه ببطنها الممتلئه وتحمل طفله صغيره علي ايديها فأدمعت عيناه وهو يري كم جعل ابنته التي تجاوزت عامها السادس عشر منذ شهرا واحدا تحمل في ايديها طفله وفي احشائها طفلا اخر من رجل يصغره بخمسة اعوام وكل هذا بسبب طمعه وحبه للمال حتي جاء بصره الي ابنة اخاه ولكن ما اراح قلبه ان الله قد عوضها بعيشة يتمنها الكثير ولكن مازال قلبه ينبض اسي وهو يراها واقفه تبكي عليه وعندما أتت وطلب منها السماح بكت وهي تدعوا له وان قلبها لم يحمل له كرها في يوم كان هو عمها الذي يعتبر اباها ثم وقع ببصره علي ابنته نور فأبتسم وهو يتذكر كم كانت تقول له دائما انها تكرهه ولا تتمناه ابا ولكن في الحقيقه اكتشف ان هذا الكرهه لم يكن سوى صياح بالحب فيقف ببصره علي تلك الصغيره التي سيتركها في عمرها السابع فيبتسم وهو يتذكر صوتها وهي تقرء علي رأسه بعض ايات القراءن التي قد أحفظتها ايها معلمتها فتهدأ الانفاس ويثقل اللسان حتي يرفع هوعيناه لأعلي وكأنه يطلب من الله رحمته ويحاول ان يلقي الشهاده ولكن قد ربط اللسان وانتهت الدنيا وقد فات الاوان
هو بحنان
مازن كل ده عشان خاطر عم محمد ياريتك كنت جيت من زمان ياعم محمد
فأبتسمت ريهام وهي تهندم له رابطة عنقه وبصوت محب انا بحبك اوووي يامازن انت طيب فعلا
فأبتسم اليها مازن أبتسامته السا متأملا بريق عيناها انتي اللي غيرتيني يابنت فريد مكنتش بصدق اللي يقول الستات ليهم سحر خاص بس معاكي عرفت ف قائلا بأبتسامه انتي فرحة مكنتش متخيل انها هتجيلي
فتشرد ريهام في ذلك الموقف الذي أحدث كل هذه المشاعر متأمله زوجها الحنون رغم معرفة البعض بصرامته حتي أبتسمت وهي تتذكر ماحدث منذ ساعه واحده
فلاش باك !!
ذهبت الي شركته التي لأول مره تردف اليها وظلت تتأمل هذا الصرح الضخم العملاق وهي تري اسم عائله زوجها يلمع مجموعة الدمنهوري فوقفت بعد ان فتحت باب السياره المخصصه لها قبل ان يهبط السائق ويفتحها فأبتسمت للسائق وهي تخبره بأن الامر ليس ضروري لكل هذا الركض
فسارت بخطوات بطيئه وهي تصعد درجات سلم الشركه حتي وقفت امام تلك البوابه الواقف بوجهتها حارسين فسمعت بكاء ذلك الرجل العجوز وهو يقول طب خلوني ادخل للباشا ده انا عم محمد الساعي والباشا بيعزني ومش بيحب القهوه من ايد حد غيري
فنظر اليه الحارس قائلا بسخريه بقالك اسبوع بتيجي ونقولك انك اتفصلت من الشركه انت مزهقتش
فتأملهم الراجل بحزن حتي قال كده يامحمود يابني تشخط في عمك محمد ده العشره مش بتهون غير علي ولاد الحړام يابني
فتطلع اليه محمود بأقتضاب حتي اقترب منه خد العشرة جنيه ديه وروح بيتك ياعم محمد انت كبرت خلاص والشركه استغنت عنك
فأقتربت ريهام منهم وهي تنظر الي ذلك الحارس حتي ابعدت يديه بتلك الورقه يعني بدل ما تعامله كشحات وتهين فيه ساعده انه يدخل للباشا بتاعك ويرجع الشغل
فنظر اليها محمود حتي تكلم العجوز قوليله يابنتي انا بس عايز ادخل للباشا هو بيعزني انا غبت بس شهر عشان كنت عيان رجعت لقيت نفسي مطرود وبقالي اسبوع بحاول اقابل البيه بتاعنا بس مبلحقش وقال كلمته هذه وهو يتأمل هؤلاء الحرس
فأبتسمت ريهام اليه وهي تتجاذب معه الحديث ببساطه مفسحة له الطريق كي يدخل معها حتي أقترب منها الحارس حضرتك ممكن تدخلي اما هو لاء
فتسير وهي بجانبها العجوز دون ان تلتف الي صوته حتي يقول يامدام ممنوع
لتعود هي اليه ثانية
وبصوت يملئه السخريه وممنوع ديه برضوه بتكون لصحاب الشركه نسيت اعرفك ان انا مدام صاحب الشركه هاا ادخل ولا هتمنعني
ليمتقع وجه الحارس حتي تقول هي بصوت جامد هترحم هتلاقي اللي هيرحمك ياريت نفهمها
فتعود ريهام من شروده
ثم تذكر والديه قائلا بحنين تفتكري هلحق اربيه ولا زيهم
فيطرق باب مكتبه ويدخل ذلك الساعي العجوز وهو يحمل اكواب العصير ناظرا الي ريهام ربنا يباركلك في حياتك يابنتي وتعيشي ديما في سعاده !!
فأبتسمت هنا بوهن قائله انا هفضل في بيت عمي الله يرحمه عشان طنط زينب ونور مش موافقين انهم يجيوا يقعدوا هنا في بيت المزرعه
ثم لاحت ابتسامه تدريجيه علي وهي تتذكر ريم التي هذا المكان فتسمع صوت ابراهيم العالي وهو ينده عليها
ناظره الي فارس فيخرجوا سويا كي يروا ما بها حتي وقفوا وهم لا يعرفون هل يخرجون من حزنهم بتلك الضحكه التي بعثتها الي قلوبهم هذه الطفله ام يلزموا الصمت ولكن قد
خانهم المشهد وهم يرونها جالسه علي جزع تلك الشجره الضخمه التي تثمر النبق احد القطط اليها وتطعمها
فوقفت هنا اسفل الشجره وهي تتأمل حزنها الطفولي ونظرت الي فارس الذي رفع اليها
فترقرت الدموع في عين ريم حتي قالت پبكاء هو بابا مش هيرجع تاني ليه ياعمو فارس هو اللي بيروح عند ربنا مش بيرجع تاني صح
فنظرت اليه ريم طويلا وكأنها تفكر في حجم هديته حتي قائله طب نزلني بقي عشان اروح اقول لبندق انك بقيت بتاعي مش بتاع عمو فارس
فتطلعت هنا الي حديثهم حتي ابتسمت عندما رئت فرحت ابنة عمها الصغيره فأقتربت من فارس بعد ان انهي حواره مع ريم التي ركضت ممسكه بيد ابراهيم ذاهبين الي ذلك الذي يسمي بندق كما سميته هي لتقول بعد ان ووضعتها علي بطنها قول لبابا انه هيوحشنا اووي
فأبتسم فارس أبتسامة صغيره قائلا قصدك قولي لبابا هتوحشيني يافرح
لترتسم علي أبتسامة بسيطه علي اسم ابنتها التي طلبت منهما عمته بأن يسميها بهذا الاسم اذا كانت بنت كما تتمني
فيسير فارس ناحية سيارته بعدما تأمل ساعته وهو يودعها قبل ان يذهب الي اخته بعد ان سبقته عمته منذ يومان عندما علمت بمرضها الخبيث
وقف محمود يتأمل البيت الكبير الذي اعده لها ثم تأمل الحديقه الواسعه التي صممها من اجلها حتي امتد بأعينه الي تلك البحيره الموجوده علي امتار من منزلهم والتي قد احتل الجليد جزء كبيرا منها فأبتسم وهو يستعد لقدومها الذي خططه مع محاميه الخاص بعد ان علم ببعض التطورات التي حدثت وكانت في صالحه فرفع بسيجارته كي يكمل تدخينها بأرتياح ثم ظفر دخانها بعشوائيه وهو يجلس علي كرسي مكتبه بأسترخاء قائلا بتنهد فاضل اني أطلقك منه واتجوزك ياهنا
فيرن ذلك الهاتف الموضوع علي مكتبه حتي يقول ببرود ايوه يامجدي انت لسا فاكر الموضوع اللي حكتهولي عن والد فارس وعلاقته بعمتك يابن خالي ان خلاص
نسيته اصلها مش فارقه كانت بتحب ابو فارس الاول ولا ابويا مافي الاخر اتجوزتهم هما الاتنين ثم تنفس ببطئ وهو