الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عشق العنيد بقلم علياء

انت في الصفحة 49 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز


لازم اطمن على بابا وعايزة اعرف جاسر بيفكر في ايه وعامل ايه دلوقتي رفعت رأسها أنا هقوله على مكانها بس لما يثبت أنه بيحبها فعلااومأ برأسه ثم
خطى للداخل وهو يتحدث
مش متفائل ياغنى وربنا يستر وجواد الألفي ميقلبش عليا أنا في الآخر
عند ياسين بعد إنتهاء حفل الزفاف حاول مهاتفة جاسر إلا أن هاتفه مغلق
استقل سيارته وهي بجواره متجها لشقة جاسر بالرحاب

كان يقود السيارة بصمت ممېت أنفاسه ټحرق صدره دقائق ووصل إلى وجهتهترجل من
السيارة متجها إلى البناية توقف بعدما وجدها مازالت بالسيارة تبكي بصمت تراجع إليها يفتح 
براحة على نفسك متصدقش انك جوزي حق وحقيقي دي مسرحية يابابا ولو ابويا واخويا باعوني مش معنى كدا إني ضعيفة انا اعرف اخد حقي كويس اوي
استشاط داخله من لسانها السليطاقترب يضغط على كفيها 
أنا لو مكانك اروح أدفن نفسي بالحيا قليلة رباية وبجحةدنى يهمس بجوار أذنها بهسيس 
بس مټخافيش انا ھدفنك بالحيا لان اللي ذيك خسارة في الحياة
قالها واستدار للخارج وهو يحاول تنظيم أنفاسه المتسارعةوصل إلى سيارته بخطوات متعثرة كلما يتذكر ماصار اليومجلس بالسيارة لبعض الدقائق حتى استعاد تنفسه والسيطرة على غضبه رفع هاتفه الذي أعلن الرنين
أيوة ياأوس
ياسين تعالى على المستشفى بابا اتحجز هناك
بعد شهرا بالمشفى
فتح عيناه بإرهاق وألما بائن بملامحه مسدت على خصلاته التي ظهر به تلك الخصلات البيضاء مما أعطته هيبة ووقار فوق هيبته وتسائلت 
جوادي حبيبي حاسس بإيه دلوقتي
عايز جاسرقالها بتقطع انحنت تطبع قبلة على جبينه
حمدالله على سلامتك ياقلب غزل قبلت كفيه تمسد عليه
بلاش ترهق نفسك حبيبي دلوقتي بعدين تتكلم معاه 
ابعتي جاسر ياغزل احتضنت وجهه
طب علشان خاطر غزل عندك بلاش توجع قلبي عليك
اغمض عيناه فخرجت لتحاكي ابنها بعد إصراره
بمنزل جواد وخاصة بغرفته بالأعلى 
جلس على المقعد يضع رأسه بين راحتيه يتذكر كلماتها الأخيرة 
تراجع للخلف وهو مغمض العينين 
فتح عيناه عندما استمع إلى همسها بإذنه 
جسور حبيبي ياله علشان متتأخرش على شغلك قوم ياكسلان
دارت عيناه بالغرفة مع تعرقه الذي شعر به نهض متجها للمرحاض بعدما شعر بالأختناقصورتها بكل مكان همسها بأذنه توقف أمام المرآة ينظر لحالته شعر بنيران ټحرق أوردته مما أفقده الثبات وقام بلكم المرآة فتناثرت بالأرجاء
هوى بمكان كيف فعلت به ذاك من تلك الفتاه أيعقل أنها التي عشقها بكل كيانه أيعقل أنها تلك البريئة التي تربت داخل احضانه تلك التي وشم بقلبه حبها
ظل لدقائق وحرب شعواء كادت أن تقضي عليه حتى خارت قواه وصړخ كالمچنون ېصفع رأسه بالجدار يهتف پألما يشطر قلبه
ليهليه ياجنى ټموتني بالشكل داقام بدفع كل ماقابله حتى استمع أوس لصراخه فهرول سريعا يبحث عنه دفع باب المرحاض وقف مصډوما مما رآه من حالة الفوضى التي انتابت المكان 
رفع جاسر رأسه بعدما شعر بوجوده فدلف لكابينة الاستحمام يستدير بجسده 
اطلع برة عايز اخد شاور ازاي تدخل عليا كدا اټجننت
اقترب منه اوس ينظر لحالته الرثة فجذب رسغه
ممكن نتكلم فيه حد بياخد شاور بهدومه تعالى عايز اتكلم معاك 
نفض كفيه وارتفعت أنفاسه 
قولتلك برة عايز اخد شاور
هز رأسه يلوح بيده
تمام اهدى هخرج قالها أوس وتحرك للخارج
وصل جاسر بعد قليل إلى المشفىطرق على غرفة والده ثم دلف للداخلوجد والدته تساعده
باشا مصر منور الدنيا دايما ياحبيبيربت على كفيه ثم اتجه ببصره لغزل 
غزل سبيني مع جاسر شوية جذبت المقعد
وجلست تهز رأسها
انسى ياجواد مش هتحرك من مكاني حتى لو عملت ايه 
غززززل قالها جواد بصوت متقطع حتى شحب لونهنهضت تنحني بجسدها امامه 
مش هتحرك من هنا ياجواد وياريت ماتتعبش نفسك معايا انا مش هسيبك ولا لحظة ثم رفعت نظرها لابنها 
ومتنساش أن دا ابني يعني من حقي اعرف عايز تقوله ايه 
أطبق على جفنيه متنهدا من عنادها أشار لجاسر بالجلوس ابتسم جاسر على والدته 
لأ مسيطرة يازوزو رمقته بنظرة غاضبة
اسكت يالا ابوك بيتحول بسرعة ابتسامة تجلت على ملامح جواد طالعها بنظراته العاشقة مبتسما ثم أردف 
تعرفي يازوزو انا خاېف من المۏت علشان هيحرمني منك دا بس اللي مخوفني مش أي حاجة تانية معرفش ازاي ممكن جواد وغزل يفترقوارفع كفيه المغروز بالإبر ومسح على وجهه يستغفر ربه
اما هي فكانت عيناها عليه لحظة توقف بها الزمن مع جميع حواسها حتى عجز لسانها عن الحديث وتحجرت عيناها بعبراتهاارتجف جسدها عندما سحب كفيها 
حبيبتي مالك طالعته بعينين هالكتين من الۏجع الذي تسلل لجسدها 
أكيد هتاخدني معاك ياجواد مفيش حبيب بيسيب حبيبه يتعذب من بعده 
إنت مش هتسبني لوحدي ياجواد مش كدا اشتهت المۏت بكل جوارحها بتلك اللحظة قائلة 
أنا عايشة وبتنفس علشان انت عايش وبتتتفس ياجواد تفتكر غزالتك هتعرف يعني ايه الحياة من غير جوادها 
أشار بيديه فألقت نفسها بأحضانه هنا خارت قواها لما لا هنا قلعتها الحصينة التي تحميها وتلقي همومها هنا عشقها وحياتها مسد على رأسها
جواد مايعرفش حياة من غير غزالته
ابتعد جاسر بنظراته بعدما فقد السيطرة على عبراته حتى توقف متجها
إلى النافذة ينظر للخارج وترك لعيناه العنان يتذكر مهلكة روحه تمنى لو كان بينه وبينها 
استمع لصوت والدهاستدار برأسه ورسم ابتسامة
محبتش اكون عزول ياحضرة اللوا مع غزالتكشايفك شوية وهتطردني ياابو الجودخاېف على صحتك ياحج
أشار بيديه
تعالى يالا وبطل كلام واللي غيران مننا يعمل زينا مش كدا يازوزو
استدار يضع كفيه بجيب بنطاله متجها إليه 
يعني عايزني اعمل زيك ابتسامة ساخرة على ملامحه
قولتلك زمان ياباشا مفيش غير جواد الألفي واحد وبرضو مفيش غزل
جواد الألفي واحد يمكن حاولت أقلدك أو يمكن اتوهمت بقصة الحب الاسطوري اويمكن فكرتها غير أي حد 
أشار له بالجلوس وذراعه يحاوط غزل التي جلست بجواره على الفراش تضع رأسها بأحضانه
مايمكن هي قالت زيك كدا ايه اللي حصل بينك وبين مراتك وصلكوا لكدا ياجاسر قبل ماتتكلم عايز أكدلك حاجة مهمة ياريت تاخد بالك منها في كل خطوة 
جنى محبتش غيرك واول واحد قلبها دقله انت ياحمار ويوم ماتعمل كدا اعرف انك وصلتها للجنون يابن جواد البنت فعلا حبتك اوي يالا ولو منها استخسر الحب دا فيك
تراجع بجسده للخلف وظلت نظراته الصامتة على والده أكملت غزل 
اوعى الكلمتين اللي قولتهم لعمك ياحبيبي يأثروا عليك مراتك مفيش احسن منها واكيد انت مش مستني اقولك ايه عن تربية بنت عمك دي متربية جوا حضڼ ابوك ياعبيط انا قولت لصهيب كدا علشان عارفة انك غلطان ياجاسر لما البنت توصل لكدا اعرف انك عملت اللي يقهرها
جاسر!!أردف بها جواد رفع نظره لوالده بكتفين متهدلين وعينين تنتفض من الألم والحزن
شهقة خرجت من فم غزل تضع كفيها على فمها
إنت بتقول ايه جنى مستحيل!!
أنا ليه بيحصل معايا كداهي مفكرة اني خاېن وكذاب بس أنا مش كدا 
بس أفعالك كدا ياجاسرقالها جواد ونظراته متعلقة به اقنعني ايه اللي خلاك تروح طليقتك 
اتصلت بيا يابابا انا معرفش نواياها ايه راحت عندي البيت ودخلت على أساس أنها مهندسة ديكور يعني كان ممكن تعمل اي حاجة خفت تيجي على بيتك وتتواجه بعمو صهيب وعز غير جنى خفت على جنى قولت هشوفها عايزة ايه هي قالتلي انها هتسافر فقولت جنى مش هتعرف حاجة لكن طبعا ليس الأماني بالتمني ياحضرة اللوا 
ليه قعدت معاها الوقت دا كله ياجاسر
هز رأسه مجيبا
بابا أنا مكنتش مع فيروز الوقت دا انا كنت مع راكان جه بعدي بدقايق وقعدنا شوية كان محتاج حاجة في قضية ابن الشربيني ودرسنا القضية مع بعض ومشينا غير أن الولد اللي حاول يهجم على جنى لقيوه مقتول كان عايز يتأكد مني 
وبعدين ايه اللي حصل !تسائل بها جواد ثم استأنف 
ليه لما رحت المزرعة جنى قالت سوء تفاهمأطبق على جفنيه يتذكر تلك الأيام 
فلاش
ولج بيجاد ملقيا السلام 
السلام عليكم ياترى حمايا العزيز عامل ايه شايفه بقى كويس على المستشفى
ابتسمت غزل تحتضن كفيه وعيناها عليه 
لأ عمك عايز يعرف بنحبه اد ايهرمق بيجاد جاسر الذي ظهرت على ملامحه الحزن فتسائل
جاسر ممكن نتكلم شويةرفع جواد نظره لبيجاد وطالعه بهدوء ثم تسائل
سر يعني يابيجاد أبوه مايعرفوش 
نهض جاسر يجمع أشيائه 
عندي شغلبعد اذنكم تحرك للخارج بعدما انحنى يطبع قبلة على جبين والده 
توقف بيجاد أمامه 
عايزك في موضوع مهم
ربت على ظهره وتحرك قائلا
بعدين يابيجادقالها متجها لسيارته
طالعه جواد بغموض 
شد كرسي وتعالى جنبي هنا يامنحرف
قالها جواد ونظراته متعلقة برود أفعاله 
اقعد يلاوهات اخرك حمحم بيجاد 
بالخارج توقف جاسر أمام 
راكان لزيارة والده 
ازاي حضرة اللوا
يكون تعبان وماتقولش يابني 
مالك يابنيهز رأسه وتحرك 
مفيش تعب بابا مأثر علينا كلنا 
قالها وتحرك من أمامه سريعاولج راكان للداخل بعد طرقه 
ألف سلامة على حضرتك لسة عارف والله من الدكتور يونس
ابتسم جواد يطالع غزل التي توقفت 
جلس راكان بعد سلامه لبيجاد 
ألف سلامة لحضرتك عرفت أن حضرتك هتخضع لعملية صحيح دا ولا إيه هز رأسه بالنفي 
مبقاش في العمر اد ماعدى ياراكان 
ايه اللي بتقوله دا ياعمو بكرة تخف وتنخانق زي زمان متخافش 
خلي عندك أمل في ربنا إن شاءالله شدة وتزول طالع جواد بيجاد 
بيجاد محدش يعرف بموضوع العملية حتى غزل فهمني طبعا
استدار برأسه بعيدا عندما تجمعت الدموع بعيناه لم يعتقد أن
صحته تسوء لتلك الدرجة استدار
راكان بنظراته لبيجاد
عامل ايه يابيجاد من وقت ماكلمتني ماسمعتش صوتكياترى الست رجعت لجوزها في تلك الأثناء كان جواد أغمض عيناه عندما شعر پألما بشقه الأيسرولكنه فتح عيناه متسائلا
هو إيه الموضوع
بتركيا
تغفو على الأريكة بعد خروج العاملة لزيارة والدتها بإحدى المستشفيات استمعت لطرقات على باب منزلها اعتدلت جالسة تهذي بكلمات 
نهضت متحاملة على نفسها تتحرك بخطوات واهنة إلى أن وصلت لدى الباب وضعت رأسها 
فتحت الباب بوهن رفعت نظراتها لذاك الذي يقف لدى الباب بنظراته الشمسية لم ترى ملامحه واضحة لكن رائحته ملئت المكان حتى وصلت لرئتيها فهمست بضعف 
جاسر!! خلع نظارته 
اذيك يامدام جنىتقابلت نظراتهما للحظات حتى أصبحت الأرض تدور بها وغمامة سوداء تحيطها
دنى منها ورغم اشياقه الكامن بجنبات قلبه إلا أنه همس لها 
مرحب مدام جنى المحترمة
هنا تلاشت الرؤية تماما وهوت بين ذراعيه فاقدة للوعي 
تلاقها يضمها بقوة وفرت دمعة غادرة رغما عنه من حالتها وضعفها البين عليها
حملها كطفل رضيع ووضعها بهدوء على الأريكة يجثو على ركبتيه أمامها ثم انحنى يشبع روحه الضائعة منذ خروجها من حياته شهرين بين الحياة والمۏت شهرين فاقد لروحه
ونبضه الان فقط أعاد روحه الغائبة آلان فقط نبض قلبه وعادت من غيبات الجب
ليه تموتينا كدا قوليلي أعمل ايه عقلي بيقولي ارميكي واعاقبك بأصفاد وقلبي بيقولي خدها في حضنك وداوي جرحها مسد على
خصلاتها مرر أنامله على ملامحها الشاحبة 
مش قادر والله ماقادر اعمل فيكي حاجة رغم اللي عملتيه مش عايز غير اضمك وبس تمدد بجوارها دون تفكير
وتلك القلادة التي بها صورتهما ابتسم ساخرا على جنان طفلته
أخذت أنامله ترسمها كأنه نحاط أجاد فن النحت فهب من مكانه كالملسوع اخيرا فاق العقل على القلب يصفعه بحث بعينيه بارجاء المنزل ذهبت عيناه
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 93 صفحات