عشق العنيد بقلم علياء
لازم اطمن على بابا وعايزة اعرف جاسر بيفكر في ايه وعامل ايه دلوقتي رفعت رأسها أنا هقوله على مكانها بس لما يثبت أنه بيحبها فعلااومأ برأسه ثم
خطى للداخل وهو يتحدث
مش متفائل ياغنى وربنا يستر وجواد الألفي ميقلبش عليا أنا في الآخر
عند ياسين بعد إنتهاء حفل الزفاف حاول مهاتفة جاسر إلا أن هاتفه مغلق
استقل سيارته وهي بجواره متجها لشقة جاسر بالرحاب
السيارة متجها إلى البناية توقف بعدما وجدها مازالت بالسيارة تبكي بصمت تراجع إليها يفتح
براحة على نفسك متصدقش انك جوزي حق وحقيقي دي مسرحية يابابا ولو ابويا واخويا باعوني مش معنى كدا إني ضعيفة انا اعرف اخد حقي كويس اوي
استشاط داخله من لسانها السليطاقترب يضغط على كفيها
بس مټخافيش انا ھدفنك بالحيا لان اللي ذيك خسارة في الحياة
قالها واستدار للخارج وهو يحاول تنظيم أنفاسه المتسارعةوصل إلى سيارته بخطوات متعثرة كلما يتذكر ماصار اليومجلس بالسيارة لبعض الدقائق حتى استعاد تنفسه والسيطرة على غضبه رفع هاتفه الذي أعلن الرنين
ياسين تعالى على المستشفى بابا اتحجز هناك
بعد شهرا بالمشفى
فتح عيناه بإرهاق وألما بائن بملامحه مسدت على خصلاته التي ظهر به تلك الخصلات البيضاء مما أعطته هيبة ووقار فوق هيبته وتسائلت
جوادي حبيبي حاسس بإيه دلوقتي
عايز جاسرقالها بتقطع انحنت تطبع قبلة على جبينه
حمدالله على سلامتك ياقلب غزل قبلت كفيه تمسد عليه
ابعتي جاسر ياغزل احتضنت وجهه
طب علشان خاطر غزل عندك بلاش توجع قلبي عليك
اغمض عيناه فخرجت لتحاكي ابنها بعد إصراره
بمنزل جواد وخاصة بغرفته بالأعلى
جلس على المقعد يضع رأسه بين راحتيه يتذكر كلماتها الأخيرة
تراجع للخلف وهو مغمض العينين
فتح عيناه عندما استمع إلى همسها بإذنه
دارت عيناه بالغرفة مع تعرقه الذي شعر به نهض متجها للمرحاض بعدما شعر بالأختناقصورتها بكل مكان همسها بأذنه توقف أمام المرآة ينظر لحالته شعر بنيران ټحرق أوردته مما أفقده الثبات وقام بلكم المرآة فتناثرت بالأرجاء
هوى بمكان كيف فعلت به ذاك من تلك الفتاه أيعقل أنها التي عشقها بكل كيانه أيعقل أنها تلك البريئة التي تربت داخل احضانه تلك التي وشم بقلبه حبها
ليهليه ياجنى ټموتني بالشكل داقام بدفع كل ماقابله حتى استمع أوس لصراخه فهرول سريعا يبحث عنه دفع باب المرحاض وقف مصډوما مما رآه من حالة الفوضى التي انتابت المكان
رفع جاسر رأسه بعدما شعر بوجوده فدلف لكابينة الاستحمام يستدير بجسده
اطلع برة عايز اخد شاور ازاي تدخل عليا كدا اټجننت
اقترب منه اوس ينظر لحالته الرثة فجذب رسغه
ممكن نتكلم فيه حد بياخد شاور بهدومه تعالى عايز اتكلم معاك
نفض كفيه وارتفعت أنفاسه
قولتلك برة عايز اخد شاور
هز رأسه يلوح بيده
تمام اهدى هخرج قالها أوس وتحرك للخارج
وصل جاسر بعد قليل إلى المشفىطرق على غرفة والده ثم دلف للداخلوجد والدته تساعده
باشا مصر منور الدنيا دايما ياحبيبيربت على كفيه ثم اتجه ببصره لغزل
غزل سبيني مع جاسر شوية جذبت المقعد
وجلست تهز رأسها
انسى ياجواد مش هتحرك من مكاني حتى لو عملت ايه
غززززل قالها جواد بصوت متقطع حتى شحب لونهنهضت تنحني بجسدها امامه
مش هتحرك من هنا ياجواد وياريت ماتتعبش نفسك معايا انا مش هسيبك ولا لحظة ثم رفعت نظرها لابنها
ومتنساش أن دا ابني يعني من حقي اعرف عايز تقوله ايه
أطبق على جفنيه متنهدا من عنادها أشار لجاسر بالجلوس ابتسم جاسر على والدته
لأ مسيطرة يازوزو رمقته بنظرة غاضبة
اسكت يالا ابوك بيتحول بسرعة ابتسامة تجلت على ملامح جواد طالعها بنظراته العاشقة مبتسما ثم أردف
تعرفي يازوزو انا خاېف من المۏت علشان هيحرمني منك دا بس اللي مخوفني مش أي حاجة تانية معرفش ازاي ممكن جواد وغزل يفترقوارفع كفيه المغروز بالإبر ومسح على وجهه يستغفر ربه
اما هي فكانت عيناها عليه لحظة توقف بها الزمن مع جميع حواسها حتى عجز لسانها عن الحديث وتحجرت عيناها بعبراتهاارتجف جسدها عندما سحب كفيها
حبيبتي مالك طالعته بعينين هالكتين من الۏجع الذي تسلل لجسدها
أكيد هتاخدني معاك ياجواد مفيش حبيب بيسيب حبيبه يتعذب من بعده
إنت مش هتسبني لوحدي ياجواد مش كدا اشتهت المۏت بكل جوارحها بتلك اللحظة قائلة
أنا عايشة وبتنفس علشان انت عايش وبتتتفس ياجواد تفتكر غزالتك هتعرف يعني ايه الحياة من غير جوادها
أشار بيديه فألقت نفسها بأحضانه هنا خارت قواها لما لا هنا قلعتها الحصينة التي تحميها وتلقي همومها هنا عشقها وحياتها مسد على رأسها
جواد مايعرفش حياة من غير غزالته
ابتعد جاسر بنظراته بعدما فقد السيطرة على عبراته حتى توقف متجها
إلى النافذة ينظر للخارج وترك لعيناه العنان يتذكر مهلكة روحه تمنى لو كان بينه وبينها
استمع لصوت والدهاستدار برأسه ورسم ابتسامة
محبتش اكون عزول ياحضرة اللوا مع غزالتكشايفك شوية وهتطردني ياابو الجودخاېف على صحتك ياحج
أشار بيديه
تعالى يالا وبطل كلام واللي غيران مننا يعمل زينا مش كدا يازوزو
استدار يضع كفيه بجيب بنطاله متجها إليه
يعني عايزني اعمل زيك ابتسامة ساخرة على ملامحه
قولتلك زمان ياباشا مفيش غير جواد الألفي واحد وبرضو مفيش غزل
جواد الألفي واحد يمكن حاولت أقلدك أو يمكن اتوهمت بقصة الحب الاسطوري اويمكن فكرتها غير أي حد
أشار له بالجلوس وذراعه يحاوط غزل التي جلست بجواره على الفراش تضع رأسها بأحضانه
مايمكن هي قالت زيك كدا ايه اللي حصل بينك وبين مراتك وصلكوا لكدا ياجاسر قبل ماتتكلم عايز أكدلك حاجة مهمة ياريت تاخد بالك منها في كل خطوة
جنى محبتش غيرك واول واحد قلبها دقله انت ياحمار ويوم ماتعمل كدا اعرف انك وصلتها للجنون يابن جواد البنت فعلا حبتك اوي يالا ولو منها استخسر الحب دا فيك
تراجع بجسده للخلف وظلت نظراته الصامتة على والده أكملت غزل
اوعى الكلمتين اللي قولتهم لعمك ياحبيبي يأثروا عليك مراتك مفيش احسن منها واكيد انت مش مستني اقولك ايه عن تربية بنت عمك دي متربية جوا حضڼ ابوك ياعبيط انا قولت لصهيب كدا علشان عارفة انك غلطان ياجاسر لما البنت توصل لكدا اعرف انك عملت اللي يقهرها
جاسر!!أردف بها جواد رفع نظره لوالده بكتفين متهدلين وعينين تنتفض من الألم والحزن
شهقة خرجت من فم غزل تضع كفيها على فمها
إنت بتقول ايه جنى مستحيل!!
أنا ليه بيحصل معايا كداهي مفكرة اني خاېن وكذاب بس أنا مش كدا
بس أفعالك كدا ياجاسرقالها جواد ونظراته متعلقة به اقنعني ايه اللي خلاك تروح طليقتك
اتصلت بيا يابابا انا معرفش نواياها ايه راحت عندي البيت ودخلت على أساس أنها مهندسة ديكور يعني كان ممكن تعمل اي حاجة خفت تيجي على بيتك وتتواجه بعمو صهيب وعز غير جنى خفت على جنى قولت هشوفها عايزة ايه هي قالتلي انها هتسافر فقولت جنى مش هتعرف حاجة لكن طبعا ليس الأماني بالتمني ياحضرة اللوا
ليه قعدت معاها الوقت دا كله ياجاسر
هز رأسه مجيبا
بابا أنا مكنتش مع فيروز الوقت دا انا كنت مع راكان جه بعدي بدقايق وقعدنا شوية كان محتاج حاجة في قضية ابن الشربيني ودرسنا القضية مع بعض ومشينا غير أن الولد اللي حاول يهجم على جنى لقيوه مقتول كان عايز يتأكد مني
وبعدين ايه اللي حصل !تسائل بها جواد ثم استأنف
ليه لما رحت المزرعة جنى قالت سوء تفاهمأطبق على جفنيه يتذكر تلك الأيام
فلاش
ولج بيجاد ملقيا السلام
السلام عليكم ياترى حمايا العزيز عامل ايه شايفه بقى كويس على المستشفى
ابتسمت غزل تحتضن كفيه وعيناها عليه
لأ عمك عايز يعرف بنحبه اد ايهرمق بيجاد جاسر الذي ظهرت على ملامحه الحزن فتسائل
جاسر ممكن نتكلم شويةرفع جواد نظره لبيجاد وطالعه بهدوء ثم تسائل
سر يعني يابيجاد أبوه مايعرفوش
نهض جاسر يجمع أشيائه
عندي شغلبعد اذنكم تحرك للخارج بعدما انحنى يطبع قبلة على جبين والده
توقف بيجاد أمامه
عايزك في موضوع مهم
ربت على ظهره وتحرك قائلا
بعدين يابيجادقالها متجها لسيارته
طالعه جواد بغموض
شد كرسي وتعالى جنبي هنا يامنحرف
قالها جواد ونظراته متعلقة برود أفعاله
اقعد يلاوهات اخرك حمحم بيجاد
بالخارج توقف جاسر أمام
راكان لزيارة والده
ازاي حضرة اللوا
يكون تعبان وماتقولش يابني
مالك يابنيهز رأسه وتحرك
مفيش تعب بابا مأثر علينا كلنا
قالها وتحرك من أمامه سريعاولج راكان للداخل بعد طرقه
ألف سلامة على حضرتك لسة عارف والله من الدكتور يونس
ابتسم جواد يطالع غزل التي توقفت
جلس راكان بعد سلامه لبيجاد
ألف سلامة لحضرتك عرفت أن حضرتك هتخضع لعملية صحيح دا ولا إيه هز رأسه بالنفي
مبقاش في العمر اد ماعدى ياراكان
ايه اللي بتقوله دا ياعمو بكرة تخف وتنخانق زي زمان متخافش
خلي عندك أمل في ربنا إن شاءالله شدة وتزول طالع جواد بيجاد
بيجاد محدش يعرف بموضوع العملية حتى غزل فهمني طبعا
استدار برأسه بعيدا عندما تجمعت الدموع بعيناه لم يعتقد أن
صحته تسوء لتلك الدرجة استدار
راكان بنظراته لبيجاد
عامل ايه يابيجاد من وقت ماكلمتني ماسمعتش صوتكياترى الست رجعت لجوزها في تلك الأثناء كان جواد أغمض عيناه عندما شعر پألما بشقه الأيسرولكنه فتح عيناه متسائلا
هو إيه الموضوع
بتركيا
تغفو على الأريكة بعد خروج العاملة لزيارة والدتها بإحدى المستشفيات استمعت لطرقات على باب منزلها اعتدلت جالسة تهذي بكلمات
نهضت متحاملة على نفسها تتحرك بخطوات واهنة إلى أن وصلت لدى الباب وضعت رأسها
فتحت الباب بوهن رفعت نظراتها لذاك الذي يقف لدى الباب بنظراته الشمسية لم ترى ملامحه واضحة لكن رائحته ملئت المكان حتى وصلت لرئتيها فهمست بضعف
جاسر!! خلع نظارته
اذيك يامدام جنىتقابلت نظراتهما للحظات حتى أصبحت الأرض تدور بها وغمامة سوداء تحيطها
دنى منها ورغم اشياقه الكامن بجنبات قلبه إلا أنه همس لها
مرحب مدام جنى المحترمة
هنا تلاشت الرؤية تماما وهوت بين ذراعيه فاقدة للوعي
تلاقها يضمها بقوة وفرت دمعة غادرة رغما عنه من حالتها وضعفها البين عليها
حملها كطفل رضيع ووضعها بهدوء على الأريكة يجثو على ركبتيه أمامها ثم انحنى يشبع روحه الضائعة منذ خروجها من حياته شهرين بين الحياة والمۏت شهرين فاقد لروحه
ونبضه الان فقط أعاد روحه الغائبة آلان فقط نبض قلبه وعادت من غيبات الجب
ليه تموتينا كدا قوليلي أعمل ايه عقلي بيقولي ارميكي واعاقبك بأصفاد وقلبي بيقولي خدها في حضنك وداوي جرحها مسد على
خصلاتها مرر أنامله على ملامحها الشاحبة
مش قادر والله ماقادر اعمل فيكي حاجة رغم اللي عملتيه مش عايز غير اضمك وبس تمدد بجوارها دون تفكير
وتلك القلادة التي بها صورتهما ابتسم ساخرا على جنان طفلته
أخذت أنامله ترسمها كأنه نحاط أجاد فن النحت فهب من مكانه كالملسوع اخيرا فاق العقل على القلب يصفعه بحث بعينيه بارجاء المنزل ذهبت عيناه