لحن الحياه لسهام صادق
يطالعها كيف تتحاشا النظرات اليه حتي لا يري ضعفها فتنهد بيأس من أفعالها وعاد يجلس علي مقعده وبدء يأكل بصمت وعقله شارد بحياته القادمه معها
.............
في المساء خرج من غرفة مكتبه بعد ان اطلع على بعض الأوراق التي أتى بها كريم اليه
هتسافر بكره مش كده
فتمتم كريم بأسف
للاسف لازم ارجع كندا بأسرع وقت عشان الاوراق المتعطله امضتها كان نفسي اقعد اكتر من كده
ليبتسم كريم وهو ينظر لجاسم
مراتك شكلها بتحب الأطفال اوي
ووكظه برفق في ذراعه
لو جبتوا ولد هتسموه كريم علي أسم عمه
لينتبه جاسم لحديثه وعيناه علي مهرة التي ارتبكت من حديث كريم واشاحت وجهها بعيدا عن انظارهم بخجل لتنهض مرام متجها لكريم متسائله
فحرك كريم رأسه بأسف
عارف اني وعدتك هنقعد كمان أسبوع بس مضطر يامرام
لم تجد ماتقوله ففي النهايه هم حياتهم أصبحت هناك وانتبهوا لصوت جرس المنزل فنهضت مهرة بأمل بعد ان وضعت الصغيران في عربتهم
ده اكرم
وركضت صوب الباب بسعاده واول مافتحته أندفعت لحضنه فضمھا أكرم إليه هاتفا بمرح
فتشبثت به ولا تعلم لما بكت
ورد سافرت خۏفت أنت كمان متسألش عني
ليبعدها عنه أكرم وعيناه اتجهت نحو جاسم وكريم اللذان وقفوا يطالعوهم
حد ينسي برضوه اخته الكبيره ام لسان طويل
وعقب تلك الكلمه ابتعدت عنه ليضحك جاسم وهو يتقدم نحوهم مصافحا أكرم ونظر لمهرة التي تحدق بشقيقه بشړ
الحمدلله أنك اعترفت بالحقيقة اللي انا هضطر استحملها طول حياتي
بقي كده
ليجذبها أكرم له ويضمه بحب
بهزر معاكي
كان جاسم يشعر بالغيره من احتواء أكرم لها بهذا الشكل وانتبهوا علي صوت مرام
أحنا بقي مضطرين كمان نمشي عشان نلحق نجهز حاجتنا واقعد مع بابا وماما واشبع منه
ليومئ كريم رأسه مخاطبا اخاه
واه نكون خفاف ولذاذ برضوه
ليجلس جاسم مع أكرم واتجهت مهرة للمطبخ لتعد له مشروب بارد وبعض الحلوى
وحملت ما أعدته لتقترب منهم فتسمع أكرم وهو يوصي جاسم علي مهرة مخبرا اياه أنها اطيب واحن شقيقه
سعاده لا توصف وهي تسمع عبارات المدح من
شقيقها الذي اكتسبته من بداية حكايتها مع جاسم وعملها في شركته تعويضا لما فعله شقيقها الأخر
حاوطها كنان بذراعيه وهو يري لمعت عيناها المتحمسه بعد ان اخبرها أن تتجهز وتنتظره وأنحني نحوها يقبل جبينها هامسا بشوق
سأخطفك يومان ورد فقد أشتقت اليكي
لتتسأل ورد عن المكان الذي سيذهبوا إليه
الي اين كنان
فداعب كنان أنفها بأصبعها
سنذهب ل أنطاليا
كانت والدته تتابعهم من شرفة حجرتها بوجه محتقن...لا تصدق ان كنان عاشق لتلك الفتاه
وهي التي تعلم ان ابنها دوما كان يسير بعقله
.....................
رفعت مني عيناها نحو تلك التي وقفت أمامها تفرك يداها بتوتر
لتتذكرها مني فهي نفس الفتاه التي ساعدتها مهرة لتعمل هنا
ريم مش كده
فطالعتها ريم بخجل وهي تحرك رأسها
ممكن رقم مهرة اصل تليفوني ضاع
ففهمت مني علي الفور وامسكت ورقه ومن ثم دونت لها الرقم
لتعطيه لها ببتسامة لطيفة فأبتسمت ريم
شكرا
وغادرت الغرفه وهي تنظر للرقم ودون ان تنتبه لما أمامها
أصطدمت بجسد احدهم فأرتدت للخلف فزعا ورفعت عيناها التي دوما تخفضها خجلا
مش تحسبي
فرفعت عيناها التي تخفضهما خجلا فهي تعلم بهوية من يقف امامها ياسر الذراع الايمن لجاسم الشرقاوي
انا اسفه
ينظر لها ياسر سارحا في حزنها الذي يطغي علي ملامحها حتي صوتها
.................
مرت بضعة أيام قضوها في المنزل رغم عرض جاسم عليها الخروج او السفر لمكان ما خلال تلك الأيام كل منهما اكتشفوا طباع وهويات بعضهم أكثر
جاسم يهوي القراءة ويعشق فن الحړق علي الخشب
ادهشها اتقانه لها بل وشغفه
اما هي لا هواية الا قراءة كتب القانون
وقفت تنظر من غرفتها عليه وهو يتجه بالغرفة التي بالحديقه حيث يمارس فيها هوايته لتتعلق بأنظارها عليه متنهده ثم عادت تلتف نحو فراشها تحدق بالملابس الكثيرة التي جلبها لها اليوم وتناسب حجابها
حاسه اني عايشه مع انسان مختلف غير اللي اتعملت معاه انت انهي شخص يابن الشرقاوي
......................
في صباح
________________________________________
يوم جديد
جلس يحتسي فنجان قهوته الصباحي وهو يطالع الجريدة ليرفع عيناه نحوها فيجدها تأكل بسرعه
وترتشف من كأس الشاي
أسبوع مضي علي زواجهم وقد اكتشف من خلاله
عشقها للشاي
وحدق بها وهو يراها تمسح فمها بالمنديل
الحمدلله شبعت.. ام ألحق اروح شغلي
فطالعها جاسم وهو يلقي الجريده جانبا
شغل ايه اللي تروحيه ما انتي استقالتي من الشركه خلاص
لتقف تنظر اليه بعلياء
وتفتكر هفضل عوطليه انا عندي اشغالي زيك
فتمتم بنفاذ صبر
سؤال وسألته من غير جدال كتير شغل ايه اللي هتروحيه
فنظرت حولها قليلا ثم طالعته
شغلي في محل البقالة والمكتب بتاعي
لتتجمد ملامحه وهو يطالعها وقبض على يديه بقوة ومال نحوها لترتبك من تحديقه بها
انت بتبصلي كده ليه
فتمتم بهدوء
قوليلي تاني كده شغل ايه اللي عايزه تروحيه
فكررت ما أخبرته به وتلك المرة بثقة أكبر
هرجع لمكتبي ومحل البقالة بتاعي
واكملت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
انا عندي أملاك بديرها زيك
فنهض جاسم من أمامها قبل ان يرتكب شئ يندم عليه وصدح صوته عاليا
هدي
لتأتي هدي على صوته ركضا
نعم يافندم
فحدق بمهرة التي وقفت متعجبه من أمره
الهانم متخرجش من البيت مفهوم
فأرتبكت هدي وحركت رأسها بتفهم
هنبه على الحرس بره مافيش ليها طلوع
لتضيق عيناها پقهر
لاء هخرج
وانصرف دون كلمه أخرى فأوامره ستنفذ
وغادر الفيلا بعد ان أخبر رجاله علي بوابة الفيلا ان يمنعوا خروجها
تعجبت هدي من الأمر ونظرت لمهرة التي وقفت ساكنه في مكانها... وألتمعت عيناها وركضت للأعلي تأتي بحقيبتها
وعادت تهبط الدرج لتهتف هدي بأسمها وهي تغادر المنزل
يامهرة هانم تعالي بس البيه منبه أنك متخرجيش
ولكن مهرة لم تستمع لها وذهبت اتجاه البوابه تهتف پغضب
افتح البوابه
ليحرك الحارس رأسه بأحترام وقد كان نفس الحارس الذي دوما تتشاكل معه
ممنوع يافندم البيه أمر بعدم خروجك
لتظل واقفه في مكانها تفكر في أمر خروجها والتمرد علي قراره ويأست من الحارس الذي وقف ثابت أمامها هو والأخر
ووجدت أحد المقاعد التي يجلسوا عليها الحرس وجلست عليه هاتفه
انا قاعدلكم هنا لحد ما البيه بتاعكم يرجع
الفصل الخامس والعشرون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
دقائق أتبعتها ساعه كاملة وهي تجلس هكذا وأعين الحارسان تخترقها بتعجب... وأقترب منها الحارس بهدوء
يافندم اتفضلي جوه هتتعبي من قاعدك هنا وديه أوامر واحنا لازم ننفذها
فطالعته مهرة بضيق وهي تمسح وجهها المتعرق
افتح البوابه
ليحدق بها الحارس بيأس فأشعة الشمس اليوم حاړقة وهي مازالت على رأيها
كان الحارس الآخر يتابعهم بعينيه وهو جالس بغرفة المراقبة ليتجه اليه صديقه متمتما بملل
برضوه مصممه علي قعدتها ديه
لينظر لها الحارس الذي يدعي محروس
أتصل بالبيه قوله لانها لو فضلت قاعده كده هتاخد ضړبة شمس مش عايزين نروح في داهية
فحرك الأخر رأسه وأخرج هاتفه ليهاتف سيده
...................
تنهد جاسم بسأم وهو يوقع علي بعض الأوراق لتحمل مني الأوراق من أمامه بتعجب فهل هذه هيئة شخص متزوج من بضعة أيام
وأنصرفت على الفور ليردف ياسر لداخل مكتبه
ناظرا له بتسأل
في حاجه حصلت
فرفع جاسم عيناه نحوه مشيرا له بأن يجلس
وكاد ان يتحدث ويخبره بأشياء تخص العمل فقطعه رنين هاتفه
ايوه ياجمال
وتجمدت عيناه وهو يستمع لما يخبره به الحارس
ادي الهانم التليفون
فتحرك الحارس نحو مهرة التي أخذت تتملل من جلستها بأرهاق فطاقتها تحت
اشعة الشمس قد خارت
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم
انتي مجنونه في عقلك كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال
وطالعت الهاتف پصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق
انا اصلا تعبت من القاعده هنا
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه.. فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال
....................
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة
هذا منزل العائله ورد...لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن
هازان كانت تعشق هذا البيت بشده
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت لتقترب منه ورد تضم كفه بين راحتي كفيها وعندما شعر بضغط يدها على يده طالعه بأبتسامة حانيه ثم ضمھا إليه بعشق يقبل قمة رأسها
لن تمحي تلك العطلة من ذاكرتك ورد
ليخرج في تلك اللحظه رجلا بعمر الخمسين مرحبا بهم
أهلا سيد كنان لقد أشتقنا اليك
ونظر إلى ورد مرحبا بها
أهلا ياخانو
لتبتسم له ورد بلطف ويقودها للداخل بعد ان أملي علي حارس مزرعته ما يريده
لتقف ورد في منتصف المنزل لتطالع ماحولها بأنبهار فجمال المنزل بالحديقة الشاسعه التي تحاوطه كما تصميمه بسيط ورائع
المنزل جميل حقا كنان اريد ان أسير بالحديقة
ليتأمل كنان سعادتها بحب وأقترب منها يحرك أطراف أنامله علي وجهها
سأريكي كل شئ لاحقا حبيبتي ولكن الأن أريد ان أخبركي سرا
لتتسأل ورد وهي تنظر لعينيه الراغبة
ما هذا السر
وشهقت بفزع وهي تجده يحملها بين ذراعيه متجها نحو الدرج الخشبي
ستعرفيه حبيبي لا تقلقي
..................
ضحكت مهرة وهي تقضم حبة الطماطم وتستمع لطرائف فوزية مع زوجها
وبعدين يافوزيه عمل ايه جوزك
فأتسعت أبتسامة فوزيه وهي تقلب الطعام ثم زفرت أنفاسها بهيام
باس راسي في وسط اهل الحارة كلهم وعزمني علي أكله كباب وكفته انما ايه
لتنظر اليها مهرة بتعجب متسائله
يعني بعد ما ضړبك وفرج عليكي الناس سامحتيه بالسهوله ديه عشان اكله يافوزيه
فهتفت فوزيه وهي مازالت علي وقفتها
ماهو صالحني قدام أهل الحارة ياست مهرة
لتضحك هدي علي بساطه فوزيه فهي لم تكتشف حكاياتها الا مع مهرة التي تندمج معها في الحديث
شوفتي يامدام هدي بعد ماضربها صالحها بأكله
لتصحح فوزية الأمر مجددا
وباس راسي كمان ياست مهرة خدي بالك ده منعم جوزي مفيهوش منه اتنين
فحركت مهرة حاجبيها بيأس من حال تلك العاشقة بزوجها
الحمدلله مافيش منه أتنين
ونهضت بعدها تنظر لهدي
عايزه مني حاجه أسعدك فيها يامدام هدي
لتبتسم هدي بحنو
ده احنا