لحن الحياه لسهام صادق
حقيبتها
خليهم احتياطي معاكي ياورد انتي لسا متعرفيش نظام المكان هناك
فأتسعت أبتسامه ورد وأقتربت منها ټحتضنها باكية
ربنا يخليكى ليا يامهرة
لتربت مهرة علي ظهرها بحنان هامسة داخل نفسها
يارب تفرحي ياورد
وبدئوا طريقهم في المواصلات سويا وقد أصرت مهرة علي الذهاب معها اليوم كي يطمئن قلبها
دلفت مهرة لداخل الشركه بخطي سريعه فمني قد هاتفتها أكثر من مره
ووصلت الي الطابق الذي تعمل به تتنفس بصعوبه أثر ركضها
لتقف مني متسائله
كنتي فين كل ده يامهرة
فوضعت مهرة بيدها علي قلبها وهي تتنفس
كنت بوصل ورد شغلها
فنظرت مني الي ساعه يدها
احنا داخلين على الضهر
جاسم بيه سأل عنك ومبشركيش بصراحه
فضحكت مهرة بأستياء ونظرت لمني بأمتنان
فمني أصبحت تعاملها بهدنه رغم انها مازالت متحفظه أتجاهها
وجلست علي مكتبها تتابع عملها المتراكم الذي لا ينتهي
الي ان دلفت مني داخل مكتب جاسم تخبره بوجود أجتماع لديه مع شركائه الجدد بعد ساعه
تروح تحضر غرفة الأجتماعات وأي غلطه يا مني انتي المسئولة قدامي
فنظرت اليه مني بصمت... ثم غادرت لتقف امام مهرة قائله
مهمتك الجديده يا أستاذه مهرة
فأنتظرت مهرة ان تخبرها مني بمهمتها وأتسعت عيناها فهو بالفعل يتفنن في التحكم بها.
وزفرت أنفاسها بحنق
روحي البوفيه وأفهمي منهم النظام لانهم المسئولين عن الحكايه ديه
لتنفخ مهرة أنفاسها بقوه
وقبل ان يتوافد شركائه الجدد... كانت قد أنهت مهمتها
وتذكرت أنها نسيت جلب زجاجات المياه فركضت لجلبهم
وعندما جاءت بهم كان جاسم يرحب بضيوفه ناظرا إليها بضيق
لتضع مهرة الزجاجات علي الطاوله في أماكنهم المخصصه
استني عندك
وتقدم نحوها وبصوت خاڤت
بعد كده تخرجي خالص من غرفة الأجتماعات قبل ماالضيوف يجوا
وأشار لهيئتها بأستنكار وتابع
مش لازم يشوفوا أني مشغل صبي قهوجي عندي
لتدمي جملته قلبها ولكنها تجاوزت اهانته وأنصرفت في صمت
................
يجلس يلعب بجهازه الألكترونى
وشعرت باليأس من نجاحها في كسبه فهو ليس كأطفال منطقتها وكيف ستقارن أطفال حيها بطفل مثل جواد
ولمعت في عينيها فكرة واقتربت منه تنظر إلي مايفعل
أحب تلك اللعبه بشده
فطالعها الصغير هاتفا
أنها للصغار فقط
فأبتسمت ورد وهي تزم شفتيها كالأطفال
ما انا أيضا صغيره
فعاد الصغير يطالع لعبته... لتنظر هي حولها
ما رأيك ان نبني بيت صغير لنا بالوسائد
فلمعت عين الصغير تلك المره ونهض من جلسته هاتفا بسعاده
هل تحبي لعبة البيوت مثلي
وتهلل بفرح لتنظر إليه ورد غير مصدقه بأنه فرح بتلك اللعبه
وبدئوا يعدون بيت بالوسائد وجلب جواد ألعابه جميعا وجلسوا في بيتهم الصغير خلف الأريكة والوسائد تحاوطهم
ولعبت ورد معه كل الألعاب التي تتذكرها من طفولتها... وكان الصغير متحمس لكل لعبه فهذه الأشياء لا يعلمها
وبعد مده شعرت ورد بالجوع فأخرجت السندوتشات خاصتها
ونظرت إلى الصغير متسائله
تأكل معي
فحرك الصغير رأسه بنعم... لتعطيه أحد السندوتشات ليأكل مستغربا من طعمه
ماذا سنأكل
لتضحك ورد وهي تراه يأكل متعجبا من طعمه
أنه فول
ليهتف الصغير بعربيه ركيكه
فول
فتعالت ضحكات ورد علي نطقه الي ان أنفتح باب الجناح ليدلف كنان وخلفه معاذ
لتتسع عين الصغير بسعاده ويخرج من خلف الأريكه
أنظر خالو ماذا أكل
ليأخذ منه كنان ما يأكله وأرتبكت ورد من نظرات كنان لها بعد ان خرجت هي أيضا من خلف الأريكه
ونظر كنان الي معاذ پغضب
ما هذا
وبدء يتحدث مع معاذ الذي أرتبك هو أيضا
وكل كلمه كان ينطقها كانت تفهمها هي فيبدو أنه قد نسي انها تتحدث وتفهم لغته
واوجعتها كلماته عن ما تأكله وتطعم به صغيره
وسقطت دموعها وهي تخفض رأسها أرضا
وخرج كنان من الغرفه والصغير وقف ينظر إلي ردة فعل خاله الغريبه
ليقترب منها معاذ بأشفاق
أنسه ورد انا أسف علي اللي سمعتيه
فرفعت ورد عيناها نحوه
والله يااستاذ معاذ انا كلت منه قبل ما أكله ليه
وانا اللي بعمله في البيت
فأبتسم معاذ وهو يري طيبتها في الحديث
النهاردة كلنا مسلمناش من غضبه... لازم نستحمل مديرنا شويه
فطأطأت ورد رأسها بحزن
بس انا متعودتش
علي كده متعودتش أتهان
فضحك معاذ وهو يطالعها
مدام بتشتغلي عند حد لازم تتحملي
وشعرت بيد الصغير جواد تمسك يدها
لا تبكي ورد
فمسحت ورد بقايا دموعها وأنحنت نحو الصغير تقبله هاتفه داخلها
أنتي كنتي فاكره ايه ياورد أنك هتتعملي زي البرنسيسات مهرة كان عندها حق لما قالت مالناش دعوه بالناس اللي عايشه ومش حاسه ان في غيرها بيجري ورا لقمة عيشه عشان يعيش بس
...................
جلست مهرة بحنق على مكتبها تدق أقدامها أرضا وهي تتذكر اهانته لها
فنظرت اليها مني بصمت وبعد مرور ساعه ونص كان جاسم يردف لداخل المكتب وخلفه أحد مدراء الأقسام
ليهتف بأسم مني التي أتبعته على الفور وما انا خرجت مني من عنده هتفت
هتروحي تشرفي علي الاكل في مطعم كذا
النهارده في عشاء مع الشركاء الجدد
فقبضت مهرة علي القلم الذي كان بيدها بقوه... وزفرت أنفاسها ببطئ الي ان لمعت عيناها
لتكمل مني
احنا متفقين علي نوع الأكل... مجرد أشراف بس يامهرة
فأخذت مهرة حقيبتها لتهتف مني بأسمها
رايحه فين لسا ساعه علي الميعاد
لتنصرف مهرة من أمامها
رايحه اشم شويه هوا
وغادرت مهرة الشركه وسارت بلا هواده تدفع الحجارة الصغيره بحذائها
الي ان وقفت أمام المحل التجاري الضخم المعلق عليه اسم والدها وأشقائها كرم واكرم
فيبدو أنه أفتتح محل أخر بتلك المنطقه الراقيه..
ووقفت أمام وجهت المحل تطالع الزبائن وهم يدلفون لترى زوجة أبيها جالسه علي أحد المقاعد ومعها والدها والعمال يقفون بجانب الزبائن
فضغطت علي يدها بقوه
عمري ماهسامحك وقفت مع أبنك عشان ميضعش شبابه في السچن
وحدقت بزوجة أبيها التي يهتز ذراعيها من كثره الأساور الذهبيه
مع أنكم متستهلوش
وأبتعدت بخطوات سريعه عن المحل لتصطدم بأحدهم.... فتجده شقيقها كرم الذي اڼصدم من وجودها
مهرة !
لتتركه وتتخطاه فوجدته يهتف بأمتنان لما فعلته معه
شكرا على اللي عملتيه معايا
فسارت مهرة دون ان تلتف إليه... فهو صادفها في أكثر لحظاتها حقدا عليهم وعلي من أنجبهم
ووصلت أخيرا إلى المطعم الفخم وقد ألتمعت عيناها بمكر
..................
أنهت ورد عملها أخيرا وسارت في الممر الطويل المؤدي إلى الطريق السريع كي تستقل مواصلة لداخل المدينه
لتقف على الطريق تنظر إلى السيارات وهي تسير سريعا وأخذ الوقت يمر حتي شعرت بۏجع قدميها
ووجدت أحدي السيارات السوداء الفخمه تقف امامها... فأبتعدت عن
________________________________________
السياره خوفا الي ان وجدت صاحب السياره يغلق بابها بقوه
ماذا تفعلين علي هذا الطريق في مثل ذلك الوقت
لتتحاشي ورد وجوده بعد ان علمت بهويته
ليزفر كنان أنفاسه حانقا وهو يعبث بشعره
تعالي لأوصلك للمدينه
فطالعته ورد بجمود
شكرا يافندم مطلبتش مساعده من حد
لينظر إليها كنان متحدثا بالعربيه
هيا أنسه
وتسأل وهو يجاهد علي تذكر أسمها
عفوا ما اسمك
لتضحك ورد ساخره
ورد
وتخطته لتجد فجأه يد كنان تجذبها لتلمع عيناها پغضب وهي تنفض ذراعيه
فيقف كنان يطالع مافعلته بدهشه الي ان وجدت ورد سيارة أكرم الصغيره أمامها
فأتجهت نحوه سريعا تاركة كنان في دهشته من تصرفها
لتجلس ورد بجانب أكرم الذي جاء لأخذها خوفا عليها
خۏفت عليكي قولت أجي اجيبك وأصالحك من طريقة كلامي معاكي أمبارح
فأبتسمت ورد لطيبة أكرم
مين ده اللي كان واقف معاكي ياورد
فأخبرته ورد بهويته الي ان اخبرها بحب أخوي قد شعرت به
خلي بالك من نفسك ياورد لو احتاجتيني هتلاقيني ديما جنبك
فأرتسمت السعاده علي شفتي ورد وحركت رأسها بحب
...................
جلست مهرة في محل البقالة تنفخ في أظافرها بظفر متذكرة مافعلته في المطعم فقد أخبرتهم بوضع شطه حاړقة بالطعام
نفسي أشوف منظره دلوقتي
ووضعت بساق فوق الآخر وأخذت تهز قدميها
بكره مش بعيد
اما جاسم كانت عيناه تشع ڠضبا وهو ينظر لضيوفه وهم يتمتمون بحنق عن الطعام ويرتشفون الماء
وصدح صوته پغضب علي ياسر بأن يتصرف بهذا الأمر ويحله
وبالفعل تصرف ياسر سريعا معتذرا أنها غلطت أحد العمال وتم تقديم طعام لهم اخر مشهور لدي دولتهم وقد نال استحسانهم وهم يرون أتقان صنع طعامهم
كانت سهرة طويلة لجاسم فقد رافقهم أيضا في نزهة نيليه علي يخته
وأنقضي اليوم ليقترب ياسر من جاسم مخبرا إياه عن هوية من فعل تلك الفعله.
الفصل الثامن.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
تأملتها مني مبتسمة وهي تراها تمسك احدي قطع الشيكولاته تأكلها بمتعه.. كل يوم أصبحت تكتشف فيها شئ مختلف يذهلها لترفع مهرة عيناها نحوها تشير إليها إذا أرادت فأبتسمت مني وهي تعود لعملها
انا عامله حمية غذائية
ثم تسألت وهي تطالع بعض الملفات
اللي يشوفك النهارده ميشوفكيش أمبارح
فأبتسمت مهرة وهي تأكل أخر قطعه... وأسترخت بعد ان انتهي مذاق طعمها في فمها
هو ده حال الدنيا يوم نزعل ويوم نتبسط
فضحكت مني علي تعبيرها لتضحك مهرة وهي تعلم حقيقة أنبساطها وتغير مزاجها
وأنشغلت كل منهما بعملها... الي ان دلف جاسم لداخل المكتب مطالعا مهرة بوجه محتقن
ثم نظر الي مني التي وقفت تحمل بعض الملفات كي تتبعه
صباح الخير يامني
لتجيب مني علي تحيته كالمعتاد
وأختلست مهرة النظرات إليهم هاتفة داخلها
وانا ايه هوا... مافيش صباح الخير
وأندمجت في مطالعة الحاسوب تنقر بالموس علي اي شئ الي ان ينصرف
وشعرت بأقتراب خطواته منها ورفعت عيناها خلسة نحوه لتجده يحدق بها بجمود
وبدأت رائحة عطره تغزو رئتيها لتبتلع ريقها بتوتر وهي متيقنة انه علم بهوية الفاعل
وأنحني نحوها لترتبك هي أكثر الي ان أعتدل في وقفته
كانت مني تتابعهم بعينيها دون فهم
عشاء العمل بتاع امبارح يامني يتخصم من مرتب الأنسه مهرة
وتابع وهو يسير نحو غرفته
اتصلي بشئون العاملين عرفيهم كلامي يتنفذ مفهوم
لتتسع عين مهرة وكذلك مني التي لم تفهم سبب هذا القرار العجيب
فنهضت من فوق مقعدها متسائله
وهيتخصم مني كام بقي
فنظرت مني الي هيئتها ضاحكه وأخبرتها بجديه عن ثمن ذلك العشاء لتفتح مهرة عيناها على وسعهما
ده تمن شهرين شغل
وتابعت وهي تتجه نحو غرفته حانقه
هو فاكر نفسه مين انا مش هشتغل ببلاش ومش هدفع حاجه
ودلفت لغرفة مكتبه دون ان تطرق الباب لتجده