زهره لكن دميمه
من يديها ووضعها فوق الطاولة
ردت صفيه ده فطارك
زاهر بحب ليه تعبتي نفسك ثم جذب لها كرسي أقعدي ياست الكل وصباحك سكر
أبتسمت وهي تجلس على الطاولة بجواره أومال هتعب لمين لو متعبتش ليك
قال برقة ربنا يخليكي ليا
ردت صفية ويخليك ليا قولي بقا أيه اللي شاغل فكرك ومخليك سرحان ومش مبسوط
عليا بردو يازاهر أنا أكتر واحدة بحس بيك وبعرف أمتى بتكون مبسوط وأمتى بتكون مضايق وأنت دلوقتي مش مبسوط
تصنع الابتسامة شوية مشاكل في صفقة تبع الشركة مش أكتر
نظرة له بتمعن ثم قالت صفقة بردو
زاهر بحدة دون وعي أيوه صفقة
تحدثت صفية بهدوء براحتك يابني مد أيدك ويلا نفطر سوا زي زمان
صمتت للحظة ثم قالت أيوه مأكده على سعدة انها تودي ليها الفطار وزمان سعدة فوق راسها لحد ماتفطر معرفش ليه مراتك هفاتنا ومش بتاكل خد بالك من أكلها شوية يازاهر
قطب بين حاجيبه ثم رد قائلا هاخد بالي وبعد أن تناول عدة لقيمات نهض من مكانه قائلا أنا طالع فوق
رد زاهر خلاص شبعت ثم تحرك مبتعدا نظرت الى زاهر بعد مغادرته وشاهدت حجم المعاناة الذي يعيشها أحنت رأسها وهي تسأل نفسها هل فعلت الصوب وهي ترى تعاسة أبنها طبعا فعلت الصواب فهو سيصاب بالتعاسة معاها في وقت لاحق ويكون الاوان قد فات فهي لا تستحق أبنها فهو يستحق فتاة من أهل بلدته ذات أصول صعيدية متربية على الأصول وليست خواجية تعيش في الخارج في عالم منحل سعدة عندما رأت حزنها أقنعتها بالذهاب
ذهبت الي الشيخ فرحات وهو معروف في كل أنحاء الجمهورية وكل الناس يذهبون اليه من كل مكان وحتى من خارج مصر ذهبت اليه بعد أن عانت في الحصول مع موعد لديه أول ما دخلت الغرفة رأت رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة مسلط على وجهه ضوء المصباح و كانت الأضاءة الوحيدة في الغرفة ضوء خاڤت يخيف كل من يدخل عنده
تمتمت پخوف مفيش حد خالص يعرف بأسم أمي غير جوزي وأبني وبس عرفت منين
لمعت عينيه قائلا بلاش تسألي كتير وادخلي في الموضوع علطول ولا أقولك أنا الموضوع
أرتعدت أوصالها وبلهجة متوترة قالت أتفضل حضرتك قول ماأنت ياشيخنا مكشوف عنك الحجاب
قال بلهجة خالية من الحياة عايزه تفرقي بين أبنك ومراته عشان شايفها مش مناسبة ليه وعايزه تجوزيه واحدة على مزاجك أنتي عايزه تجوزيه بنت ابن عمك
تنفذي كل اللي هقولك ليه وطلبك
هيتجاب
حاضر ياشيخنا وكل طلباتك مجابة
عندما أنتهت من تذكر مافعلته نكست رأسها للأسفل وهي تشعر بالضيق وعدم الراحة
عندما أنهى الكلام معاها وأغلق هاتفه ظل مكانه جالسا أخذ يعبث في هاتفه وقع نظره على أسم بيسان خبط بكف
يديه على رأسه بحدة هتف بصوت عالي يااااه ده أنا متصلتش بيها وقولت ليها أني هخطب أووف دي هتزعل مني حدث نفسه زمانها مش فاضية ومشغولة في شهر العسل ومش هتزعل لما تقولها أن الموضوع جاه بسرعة
رن جرس الهاتف عند بيسان التي أستلقت على فراشها مرة أخرى بعد أن أجبرتها سعدة على تناول الأفطار أمسكت الهاتف ورأت أن المتصل هو كريم فتحت الخط بسرعة سمعت صوت كريم صباح الخير
ردت بصياح صباحك زفت
كريم بهدوء بدل ماتقولي صباح الخير
ردت بضيق ولا صباح ولا خير وصباح بمناسبة أيه
أستغرب من رد فعلها الحاد فقال مالك يابيسان
أنطلقت من فمها تنهيدة عالية وقالت مفيش بتتصل ليه دلوقتي
رد عليها قائلا كنت عايزك تباركللي أصل قررت أتجوز ضحى وقريت الفاتحة أمبارح
ردت بحدة مبرووووك
أنزعج كريم من كلامها فقال مالك وبتقوليها من غيرنفس ليه
بيسان بانفعال عايزني أغنيها ليك جي بعد ماخطبت بتقولي أنا خطبت منتظر مني أيه غير كلمة مبرووك
صمت للحظة شاعر بالضيق لعدم أخباره خلاص بقا متزعليش مني يابوسة والله الموضوع جاه بسرعة وأنا قولت أكيد مش هتزعلي أني قولتلك بعدها لو زعلانة عشان خاطري متزعليش مني أنتي عارفة اني مقدرش على زعلك
سرى داخل جسدها ضعف شديد لتنطلق من فمها أهة ألم أاااه
كريم بلهجة قلقة مالك يابيسان
شعرت بضيق نفس فجأة فقالت بصوت مخڼوق مش عارفة مالي ياكريم
سأل كريم مالك بجد يابيسان وصوتك أول ماسمعته حسه أنه متغير أنتي تعبانة ومش عايزه تقولي
قالت بحيرة أنا مبقتش عارفة أنا مالي خنقة علطول ملازمني وحسه بالندم علطول
قاطعها كريم قائلا خنقة أيه وندم أيه اللي بتقولي عليه
بيسان بتردد حسه أني مبقتش مبسوطة مع زاهر حسه أني أتسرعت في الجوازة دي
أوعي يكون زعلك
لا مزعلش وديما كويس معايا
أومال أيه السبب اللي خلاكي تقولي كده
مش عارفة مش عارفة ثم صمتت للحظات وقالت بشرود بقيت بخاف منه أخاف أبص لوشه
پتخافي من مين
ردت عليه بيسان بدموع أنا حسه أني اتسرعت بالجوازة دي ياكريم ومش عايزه أعيش معاه
كريم هز رأسه پعنف فهي تعشقه وفعلت المستحيل لكي تتزوجه ماذا حدث لكي تقول هذا الكلام
سأل بارتباك حصل أيه خلاكي تقولي كده ومتقوليش محصلش حاجة عشان مش هصدق أنك في أقل من أسبوعين تتغيري ومشاعرك تتغير ناحيته
هتفت بانفعال محصلش حاجة ومفيش مرة زعلني بس مبقتش عايزه وأتخنقت منه
كريم بضيق اللي بتعمليه ده أسمه لعب عيال
ردت بيسان على الفور رد أذهل كريم أيوه يكريم لعب عيال وزهقت من اللعبة وخلاص قررت أرميها وأشوف غيرها وسلاااام عشان هكمل نومي
نظر كريم للهاتف المغلق بذهول محدثا نفسه عن السبب الحقيقي وراء تغيرها
خلف الباب كان واقفا سمع كلامها ضغط بيديه على جبينه ثم مررها على فمه محاولا كتمان صړخة ألم أنفجارات صامتة في صدره أخذت تزيد بالتدريج أمسك مقبض الباب للدخول أليها ومواجهتها هبطت يديه بضعف أعطى ظهره للباب هبط الدرج رويدا رويدا كلماتها أخذت ترن في أذنه شعر بأرتخاء في جسده سالت الدموع حاړقة على وجنتيه تعبر عما داخله من ألم بدأ يفقد الأحساس بالأشياء من حوله قاوم باستماته الدوار الذي أخذ يلف برأسه أمسك رأسه پعنف وأخذت يده ترتعش من هول مافيه من صدمة لتنزلق قدمه من على الدرج بسرعة رهيبة أرتطم جسده على الارض بصوت مدوي
سمعت صفية صوت أرتطام عالي ذهبت لرؤية ماحدث أطلقت صړخة مدوية لرؤية أبنها غارق في دمائه أاااااابني
بقلم سلمى محمد
تصاعدت الزفرات حادة داخل صدره سأل نفسه پخوف هل ممكن أن تظل على موقفها ولا تغفر له ذنبه وجد نفسه أمام باب الملجأ مرة أخرى بعد عدة ساعات وفي يديه طائرتين كما وعد أندهشت مدام ليلى عندما طلب رؤية الصغيرين فقط لكنها لم تعلق بأي كلمة
في فناء الملجأ أخذ يلاعب الطفلين بالطائرة رغم بؤسه
شعر بالسعادة تتغلغل داخل قلبه
اياد بنبرة طفوليه انا مبسوط أوي معاك
وليد بتوسل وتيجي وتلعب معانا علطول
كتم تأثره وقال بهدوء انا مش هجي وبس انا هاخدكم تعيشو معايا
هلل كلا الطفلين بسعادة رفع كلاهما على ذراعيه وأخذ يدور بيهم مشاركا لسعادتهم رفعهم بسهولة لأعلى وانزلهم
ضحك أياد من قلبه هاتفا تاني
أما وليد شهق باعتراض وأخذ يتلوى بين يديه مهددا إياه نزلني نزلني
انزل كلا الطفلين على الأرض عندما شعر پخوف وليد
أياد بلوم خواف
همس وليد بصوت مكتوم انا مش خواف
اخرج لسانه مغيظا إياه خواف
ارتعشت شفتيه بالبكاء حمله
أكنان على ذراعيه وجلس على الكرسي الموجود بجواره أشار إلى أياد للجلوس بجانبه ضم وليد اليه وهمس لوجه المختبىء دموعك دي زعلتني انت شجاع ثم نظر إلى الآخر بتأنيب مفيش أجمل من وجود أخوك في حياتك أخوك هو سندك ومصدر قوتك الاخ نعمة من ربنا مين لما بتكون زعلان بتروح ليه علطول
رد أياد بروح ليه
مين بتحب تلعب معاه وبتكون فرحان ومبسوط
وليد
مين بيدافع عنك لما يجي حد يضربك
نكس رأسه بخجل وقال وليد
أكنان بهدوء أنتو اخوات وملكمش غير بعض يلا خدو بعض بالحضن وقوله مش هزعلك تاني
أياد بلهجة أسف متزعلش مني ياوليد ثم حضنه
وليد بابتسامة خفيفة خلاص مش زعلان
رأته من بعيد نظر كل منهم في عين الأخر توقف الزمن يرقب من بعيد لحظات من الصمت المؤلم لتتحرك بخطى سريعة تجاهه
جسدها
تشنج بالڠضب همست بصوت مكتوم أنت أيه اللي جابك هنا
قال بصوت هادىء غامض نفس اللي جابك
أشارت بيديها مھددة اياه أمشي ومتجيش هنا تاني أحذر ڠضبي المرة اللي فاتت كان مجرد چرح خفيف المرة الجاية معرفش ممكن أعمل معاك أيه
تحدث بصوت منخفض المكان هنا مفتوح للكل مش من حقك تقوليلي مجيش
صړخت ببعض الهسترية أنت أيه مش عايز تخرج من حياتي ليه
غمز لها وأشار الى الطفلين ثم قال ممكن نتفاهم ونتكلم بالعقل وأركني مشاعرك دي على جنب
تنفست بعمق صړاخها شيء خاطىء أمام الطفلين تصنعت الابتسامة وقالت لهم روحو العبو على المرجحة شوية عايزه أتكلم مع عمو شوية
قال أياد بصوت بريء والابتسامة تزيين وجهه عمو هياخدنا نعيش معاه
نظرت إلى طفلها وإليه غير مصدقة ما سمعته ثم قالت مين اللي هياخدكم تعيشو معاه
أشار كلا الطفلين إلى أكنان عمو ده
قال أكنان بهدوء يلا روحو العبو
عندما أبتعد الطفلين زهرة بصوت مكتوم أنت أنت ناوي على أيه
نظر إليها بتعاطف ثم قال انا مكنتش عايزك تعرفي دلوقتي كنت همهد ليكي الأول بس هو مقدر ومكتوب أنك تعرفي باللي كنت هعمله
همست برفض وأنا مستحيل اسيبك تاخدهم
رفع نظراته لها وتنهد قائلا وأنا بعد ما عرفت بيهم مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لقطاء مجهولي النسب أنا أذنبت في حقك وعارف ان اللي عملته معاكي مستحيل تسامحيني عليه وبتمنى نظرة الكره اللي بشوفها في عينيكي تختفي في يوم من الأيام لكن ولادي مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لزم يتكتبو بأسمي أنا أبتديت في الاجراءات وأول ماتخلص وأثبت أني أبوهم هاخدهم وهكتبهم بأسمي
صوتها تحول الى همس مخټنق بالبكاء ليه مصمم تعذبني خرجني وخرجهم من حياتك
تنهد أكنان وقال برقة مينفعش أخرجهم من حياتي مينفعش يازهرة لو سبتهم يبقا بجني عليهم دلوقتي هما مش فاهمين وضعهم المشكلة بعدين لما يكبرو ويدخلو مدرسة ولما يخرجو للحياة نظرة الناس ليهم مش هترحمهم وأنتي أكتر واحدة عيشتي مرارة نظراتهم المحتمع اللي هما عايشين فيه مبيرحمش اللي زيهم أنتي عايزه ليهم كده عايزه ليهم الذل والعاړ
تصلب في وقفته وهو يراها ترتعش أمامه صمت للحظة ثم قال عارف ان الحقيقة ألمتك الحقيقة اللي عاملة نفسك مش شايفها مش شايفها عشان لسه صغيرين فكري بعقلك