ضراوه ذءب بقلم ساره الخلفاوى
على مكتب في آخر الطرقة وقال ببرود...
ده مكتبه!! روحي لوحدك!!
مردتش...و أول ما لقته دخل المصعد تاني إتنفست براحة...و مشت بهدوء بتبص على جزمتها اللي مكانتش في أحسن حالاتها...شبه متقطعة...وصلت للمكتب و خبطت بإيد بتترعش...ف سمعت صوته اللي هيفضل محفوى في ذاكرتها و هو بيقول...
إدخلي!
هو أكيد عارف إنها هي عشان كدا نعتها بصيغة المؤنث...مسكت مقبض الباب ولوته برجفة و دخلت...المكتب كان أكبر من شقتها هي شخصيا...عينيها تلقائيا رحت ناحية الواقف قدام النافذة اللي عبارة عن إزاز...موليها ضهره العريض و قميصه الإسود جوا بنطلونه بيظهر قوة بناينه و العضلات الواضحة على جسمه...حطت عينيها في الأرض...ف لف ليها و هو ماسك كاس في إيده...بص لهيئتها الضعيفة...و لوشها الأحمر والإرهاق باين عليه...قعد على الكرسي ورا مكتبه...و حط الكاس على جنب ورجع ضهره لورا و بنفس النظرات الخبيثة اللي بتتفرس كل إنش في جسمها...و بنفس النبرة اللي كلها مكر كان بيقول...
بصتله ب خوف...ف قال بضيق...
أكيد مش هنتكلم من على بعد كدا! إقفلي الباب و قربي!!
قالت بتوجس...
لاء مش هينفع أقفل الباب!!!
قطب حاجبيه وقال بإستغراب...
ليه
قالت بتوتر وهي بتفرك إيديها...
عشان حرام! مينفعش أنا و إنت يتقفل عليها باب!!
إنطلقت منه ضحكة ساخرة مش مصدق اللي هي بتقوله...إلا إنه قرر يجاريها و قال بمكر...
خلاص متقفليهوش!! بس قربي!!
قربت بخطوات بسيطة لحد ما وقفت قدام مكتبه...بصت للكرسي و بتعب قعدت عليه...إلا إنها إنتفضت على صوت إيده بتخبط سطح المكتب و بيصدح هو بصوته الجهوري...
مقولتلكيش تقعدي!! قومي أقفي!!
جهزتي الفلوس
رفعت راسها ليه...و مافيش في دماغها غير سؤال واحد...ليه هل شخص زيه هيبقى فارق معاهم شوية ملاليم زي دول...إلا إنها قالت بصوت خاڤت...
لاء!
أومال جاية ليه!
قال بجمود...ف قالت بنفس الخفوت...
جابة أطلب منك تصبر عليا شوية بس! و أنا هشتغل بدل الشغلانة تلاتة .. لحد م أجهزلك فلوسك!
إنت معاكي شهادة
قالت بهدوء...
كلية تربية إنجليزي!
مافيش تعبير ظهر على وشه...وقال بنفس السخرية...
يعني محتاجة أقل حاجه خمس شهور عقبال ما تعرفي تجيبي المبلغ ده!!
نفت براسها و قالت بصوت ضعيف...
هشتغل أكتر من شغلانة!
و يا ترى هتشتغلي إيه
قالها مستنكرا الجملة اللي عادتها للمرة التانية...ف قالت بضعف...
أي حاجه .. إن شالله أشتغل في البيوت...بس ممرمطش جدتي!
بصلها للحظات...و فتح درج مكتبه و خرج من علبة فخمة سيجارته البنية...و أشعلها ب قداحة من دهب...و بصلها بيتأمل ضعفها اللي أغراه بشكل مش طبيعي...ف إنزوت شفتيه بإبتسامة خبيثة و قال...
رفعت عينيها و بصتله مصډومة...و قالت پخوف...
مينفعش .. مستحيل!
ليه!
قالها بإستنكار! ف قالت...
ميصحش أشتغل خدامة في بيت راجل قاعد لوحده!
أنا مش لوحدي! أمي معايا و في زيك خدم كتير في القصر...إحنا مش في فيلم دعاء الكروان هنا!!
حست بۏجع رهيب في رجليها...يمكن من وقفتها لمدة كبيرة عليها...بصت ل رجليها اللي غزاها اللون الأزرق و اللي بان من جزمتها...و محستش غير ب غمامة سودا بتبلعها...ف إستقبلتها الأرض في حضنها بينما راقب إغمائها ب برود متناهي!!
يتبع!
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل الثاني
فتحت عينيها لقت نفسها نايمة على كنبة وثيرة...ممددة بشكل مكانش يصح بالنسبة ليها...شهقت وهي بتنزل طرف العباية اللي إترفع من على كاحليها ف ظهر بياضه...إتحسست راسها بتتأكد من وجود حجابها...بصت للي قاعد قدامها ساند ضهره و ماسك في إيده كاس خمر و عينيه اللي أشبه بالذئب بتتفرس جشمها بشكل خلاها تنكمش...قامت وقفت و لأول مرة تزعق فيه...لأول مرة تظهر مخالبها...
إنت قاعد كده ليه! و إيه اللي جابني على الكنبة دي! إزاي نمت عليها!!
إزاي ممكن الضعف و الشراسة يجتمعوا في شخص واحد...و ده ميمنعش إنه حابب الشخصيتين! إلا إن صوتها اللي إترفع على صوته دايقه...ف قام في مواجهتها و قال بإبتسامة صفرا .. و نبرة باردة...
هيكون إزاي شيلتك و حطيتك على الكنبة و جبت دكتورة تشوفك!!!
صعقټ...و جحظت بعينيها و هي بتردد كلامه