السبت 23 نوفمبر 2024

روايه بنى سلمان بقلم زينب

انت في الصفحة 1 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

_الفصل الاول .
.. ! بداية حرب صامتة ! ..
من يظهر الحب ويخفي الكراهية ك ثعلب مكار لا يستحق ان يحيا بين البشر ابدا 
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 
ارتفعت اصوات زقزقة العصافير بارجاء الشارع الهادئ المطل علي ناصيته عدة محال فخمة ومطاعم علي نهايته ومن اطرافه سكنت بعض الشركات التجارية كبيرة كانت او صغيرة المكان كان هادئ بالساعة السابعة والنصف صباحا فقط عدة خطوات تخطو فيه كل حينا والاخر فمعاد العمل لم يأتي بعد علي بداية الشارع ظهرت فتاة تسير بخطوات متمهلة رائقة علي اقل من المهل خطوات رشيقة من جسد مثال مرتسمة علي شفتيها بسمة رائقة ادت الي ابتسام عينيها الفيروزية بلا سبب تتماشي بيتهادي وغنج فتتحرك ضفيرتيها الكبيرتان علي جانبيها بدلال واضح معها كانت خصلاتها بنية فاتحة تميل الي اللون الكافية ضفيرتيها علي طريقة السنبلة الفرنسية فكانت تبدو ك طفلة بجسد انثوي ممشوق زاد من براءة هيئتها فستانا بسيطا من عدة الوان فاتحة وزاهية ك الوان الربيع من اقمشة ثقيلة لتناسب موسم الشتاء القارس كان قصيرا يصل الي ركبتيها لكن ما منع وصول البرد لها جوارب سوداء شفافة اللون قليلا ..

وصلت اخيرا لمكانها المنشود وقفت امام احدي المحال المنتشرة في المنطقة واخرجت من حقيبتها مفاتيحا خاصة بفتح قفل المحل فتحته ..
ودخلت اشعلت الضواء المحل فظهرت قنينات العطر بكل مكان موزعة بطريقة راقية في شكل متهادي تصاعديا بتدريج من الرائحة الأرق الي الأقوي ..
توجهت نحو زجاجة عطر معينة وفتحتها قامت برش قليل منها عليها وفي الأرجاء ثم وضعتها مكانها مرة اخري وهي تهمس بنبرة باسمة ب حيوية
_عطور بيسان لو اكتشفها حد بيفهم .. بلا شك هتدخل بيها العالمية
وابتسمت بفخر رغم علمها تماما ان ذلك حلما من المستحيل ان يتحقق فعطورها التي تقوم هي بصناعتها بنفسها لا احد يعلم بها سواها وبعض المشتريين العزاز فقط لكن الباقيين فلا يتطلعون لها هم فقط يأتون ليشترون قنينات يعلمون اسمها ويحفظونها علي ظهر قلب .. لانها ببساطة ماركة عالمية !
. . . . . .
استراحت السيدة سوزان علي مقعدها ب بهو المنزل المقعد كان هزازا لكنه مريحا لها بجوارها كانت تقف الخادمة وجيدة كبيرة خدم هذا القصر والتي تجمعها علاقة وطيدة مع السيدة سوزان وضعت وجيدة كوب من الشاي الأخضر علي طاولة مجاورة ل مقعد السيدة سوزان وهي تهتف بمرحها المعتاد
_احلي شاي اخضر لأحلي ست في البيت
ابتسمت سوزان لمرحها بسمة وقورية مازال فيها حزنا لم ينضب تحاول ان تنزعه عنها وجيدة بلا كلل او ملل فسنوات عمر وجيدة التي تتعدي الأربعون لم تنجح في جعلها تتخلي عن مرحها ونشاطها الذي امتازت بهم منذ طفولتها لحتي هذا عمر ولحبها ل السيدو سوزان هي تكرث كامل مرحها نحوها هي لتحاول ان تضحكها ولو قليلا ف بلا فما مبتسما تنعص الحياة بلا شك وتتحول الي كأبة لا مفر منها ..
هتفت سوزان وهي تأخذ جراب نظارتها من علي الطاولة وتقوم بفتحه
_منال مصحيتش 
وجيدة مجيبة عليها
_لا ياسوزان هانم دور البرد اللي وخداه كان قوي والدوا اللي اخدته باين كان في نسبة مهدء ف دا مع دا خلاها تنام من الساعة عشرة امبارح ومتصحاش لدلوقتي
ثرثارة هذة صفة لا يمكن ان تتخلي عنها وجيدة ايضا لاتنسي
اؤمات بحسنا وارتدت نظارتها امسكت جريدة الصباح الموضوعة كذلك علي الطاولة وبدأت بقرأتها بالماضي كانت تفعل تلك العادة مع زوجها الحبيب لكنها الان تفعلها بمفردها ليس بالماضي البعيد بل من قبل عدة ايام مرت بالله تستطيع ان تقوم بعدهم علي يدها تنهدت وهي تقرأ اول خبر بالجريدة بعنوان ما ذكر جديدا عن احوال عائلة سليمان وتابع العنوان ثرثرة بلا هدف عن احوالهم
تجاهلت الحكاوي التي تقال عنهم والمقترحات التي يقترحها الجميع عن حالهم واغلقت الصفحة الاول بضيق وفتحت اخري اثناء ذلك .. ارتفع صدا صوت حذاء من الاعلي يثير برتيبة نحو درجات
السلم وبدأ بنزوله بخطوات
قوية رفعت
 

 


ابصارها هي ووجيدة فرأوا سليمان حفيدها البكر يهبط الدرج وعلي ملامحه منذ الصباح الباكر الجمود والبرود .. الممزوج بالضيق المحتوم فما يوجد خلفه من اعمال تعكر صفو اي شخص
وصل لهم اخيرا فقالت وجيدة سائلة
_احضرلك الفطار ياسليمان بية 
سليمان بنبرة هادئة
_لا يادادة انا مش هفطر عايز بس فنجان قهوة علي السريع
اؤمات بنعم وهي تغادر المكان سريعا لتقوم بتنفيذ طلبه مال هو نحو يد 
_خدتي الدوا بتاعك 
اؤمات بنعم فقال بتحذير
_الدوا دا الدكتور قال ممنوع الهزار في مواعيده وانا محذر وجيدة من انها تنساه بس لو حصل ونسيته اتمني انتي متنسيش 
سوزان بضحكة طفيفة
_حاضر يابابا مش هنسي
لانت ملامحه قليلا معلنة عن بسمة بسيطة بالكاد تري مضيفا

علي حديثه بنبرة مټألمة
_انتي امي التانية ومش عايزك تسيبيني ابدا
ابتسمت بحنان وقد التمعت الدموع بعيونها عندما ذكرها بوالدته وبالتالي والده رحمهم الله فتنهدت پتألم قائلة
_طول ما ربنا مادد فيا الروح والقوة هفضل معاك ياسليمان هو في حاجة مخلياني اصلا ماسكة في الدنيا غيرك !
الحديث كان ملئ بمشاعر نابضة بالحب والۏجع ان تاثر بها لن يستطيع ان يواجه ما ينتظره من اعمال متراكمة لذا .. نفد بهدوء من الحوار مستغلا مجئ وجيدة بفنجان القهوة الذي اعطته له ثم تابعته بسؤال موجها ل سوزان
_نعمل اية علي الغدا ياسوزان هانم 
تناول فنجانه علي عجل وغادر تاركا خلفه السيدة سوزان تملي طلباتها ل وجيدة ..
انتهت سلمي من توضيب حلية ابنها ادهم الدراسية علي جسده الصغير ابتسمت وهي تلعب في خصلاته السوداء ك حال جميع رجال العائلة بحب امسكته جيدا من اسفل ذراعيه واهبطته من علي الفراش الي الارض ناولته حقيبته المدرسية وهي تقول بحب
_يلا ياادهومي علشان الباص زمانه جاي 
اردف بشفتين مزمومتين بضيق
_بس انا مش عايز اروح
امسكته من يده تحثه علي السير بجوارها ل الخروج من الغرفة
_انهاردة اخر يوم في الاسبوع نروحه وبكرة وبعده اجازة
ادهم بقلة حيلة
_يعني لازم اروح !
اؤمات بنعم فتحرك معها الي الاسفل بخطوات بطيئة متضايقة ..
_تيتااا سوزي
وهي تردف ضاحكة
_عيون تيتا سوزي من جوه
هتف سألا اياها بأهتمام
_عمو سليمان فين 
سوازن مجيبة عليه
_راح شغله ياحبيبي
تضايقت ملامحه لسماعه ذلك الخبر الا انه لم يكاد يبرح بغضبه حتي علي صوت زمار الباص من الخارج ليعلن عن وصوله فحثته سلمي ل الخروج وهي تسبقه الي الخارج بالحقيبة المدرسية الخاصة به
سار خلفها هو بخطوات تود لو ان تعاود الرجوع مرة اخري فالمدرسة ك سجن بالنسبة له لا يحبها ولن يحبها ابدا ذات يوم هو متاكدا من ذلك الشئ جدا
ظهرت سلمي من جديد بعدما ودعت ادهم فسألتها الاخري باهتمام
_واجد لسة نايم 
جلست علي مقعد بالقرب منها وهي تجيبها
_لا .. صاحي كان بيلبس شوية وهتلاقيه نازل
اؤمات بحسنا دون ايجاب وبقي الصمت يعم المكان وكل منهن تحلق في سماء افكارها بعيدا عن الاخري ..
. . . . . .
فتح عابد عينيه بضيق لسماعه لصوت المنبة المزعج علي الصباح مد يده ليغلقه لكنه ابعثها بالمكان الخطأ فبدل من ان تمسك المنبة القت بكوب الماء علي الارضية صاح بغيظ وهو يسمع صوت التهشيم نهض عن فراشه بالاخير وهو مازال يستمع لصوت المنبة امسكه اخيرا واغلقه بقوة همس بعدها پغضب محادثا نفسه
_انا لو كنت نمت امبارح بدري ومسمعتش فيديوهات الحيل دي مكنتش كسرت الكوباية وهسمع كلمتين من وجيدة....
لم يكمل عبارته ووجد الباب يفتح وجيدة تظهر من خلفه وهي تسأل
_اية صوت التكسير دا ياعابد 
كي لا يسمع أحاديثا لا فائدة لها توجه نحو مرحاضه وهو يقول بنبرة سريعة
_الكوباية اتكسرت لميها بقي عقبال ما اطلع من الحمام وجهزيلي لبسي
تنهدت بضيق وهي تبدأ بتنفيذ ما قاله عابد سيظل عابد الفتي المشاكس الذي لا يأتي من خلفه سوي المشقة لكنه لم يكن مشاكسا ببراءة بل كان يحمل كثيرا من الخبث الذي تعلم هي به للاسف ..
علي الساعة الثامنة اخيرا كانت
تخرج سيارة عابد من بوابة القصر وقد سبقتها سيارة واجد منذ عشرة دقائق تقريبا متجهان سويا نحو مقرا واحد
مقر ال سليمان جروب 
بالمقر .
دخل سليمان لمكتبه الذي كان لجده سابقا وخلفه سكرتيرته ومساعدته الخاصة عليا جلس
علي مكتبه بعدما نزع معطفه
 

انت في الصفحة 1 من 49 صفحات