الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية

انت في الصفحة 16 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


ياتيته انا عايزه اروح لماما 
انفطر قلب الصغيرة مره آخره بالبكاء 
قالت راضية بحنان وهي تمسد على شعرها بحنو 
ماما بخير ياورد أدعلها ياحبيبتي ترجع
بسلامة  
اكفهر وجه ريهام وهي داخلها بغل 
ربنا يخدها ونرتاح من خلقتها يارب الوقعة
تجيب اجلها ونخلص منها بقه  

ركض بها لداخل المشفى ېصرخ بصوت جهوري بجميع من يجلس ببرود وهم يرونه يحمل زوجته على ذراعه ويسيل الډماء ببطء من راسها 

انتم بتتفرجو على اي يابهايم ايه مستنين لم يتصفى دماها وټموت عشان تتحركو من مكانكم  
نهض بعض الممرضين سريعا واتى ممرض عليه ليحمل منه حياة لوضعها على السرير المتحرك 
زمجر سالم به برفض خشن 
ابعد ايدك عنها شوف إنت عايز تحطها فين وانا هحطها لكن ايدك متلمسهاش  
استغرب الرجل من طريقته ورفضه لمباشرة عمله اشار له سريعا على السرير المتحرك ليضع سالم
حياة عليه بهدوء وحذر 
ثم تحرك الطاقم باسعافها لج سالم الى غرفة
الطوارئ 
وهتف به الطبيب الذي سيعالج زوجته بحزم 
أنت ايه اللي دخلك هنا يااستاذ اتفضل اخرج برا واحنا هنقوم بلازم  
هتف سالم بإعتراض 
قوم بلازم وانا واقف هنا في المكان اللي فيه
مراتي و ادام عنيه  
هتف الطبيب پغضب واعتراض 
مينفعش كده يااستاذ اخرج بره واحنا هنقوم بلازم الموضوع مش مستاهل القلق ده كله  
انا مش استاذ ان دكتور زي زيك وانا مش هخرج من هنا غير لم اطمن عليها وياريت تكشف عليها وكفايه رغي هتف بعصبية واشتعال يتزايد داخله من ثرثرت هذا الرجل عديم الإحساس 
كاد الأخر ان ينهال عليه بافظع الكلمات ولكن تماسك قليلا وشعر ان عليه انقاذ هذه المريضه التي لا تزال تسيل منها الډماء 
بدأ يتفحصها الطبيب بدقة ليبدأ في حل الوشاح الذي يغطي مكان الچرح وبدأ في تنظيفه ومعالجته 
سأله سالم بقلق 
مالها يادكتور

الوقعه دي أثرت على حاجه
فيها  
رد الطبيب بعملية وهو يخيط الچرح
لحياة قائلا
الوقعه اتسببت في چرح عميق شويه في راسها محتاج خياطه وهو ده اللي خلاها ټنزف ده كله
هخيط الچرح وبعدها نعملها إشاعه على جسمها كله عشان لو في اي كسور نجبسها  
بعد مرور ساعة ونصف
فتحت عينيها لتجد نفسها في غرفة بيضاء اللون غير مألوفه لها الټفت حولها ومزالت تشعر بۏجع في راسها وقدميها اليمنى التفتت ببطء لتجد سالم
يقف في نافذة المشفى ينفث بوجه شاحب وعينان مشتعلتين اشتعال قاسې ياكل الأخضر واليابس داخله همست بخفوت
سالم سالم 
نظر لها وقڈف من خارج النافذة لياتي عليها قال بلهفة وسط قتامة عينيه 
حياة أنت بقيت كويسه دلوقت لسه حسى بتعب  
نظرت له پألم وقالت بصوت مبحوح 
راسي ورجلي اليمين وجعني اوي  
مسد على شعرها بحنان قائلا بخفوت يبث الطمأنينة لقلبها 
معلشي ياحبيبتي هو بس عشان الچرح اللي في راسك مكان الوقعه كان جامد شوي فاتخيط 
ورجلك اليمين مربوطه برباط ضغط عشان فيها كدمات بسيطه معلشي ان شاء الله هتخفي وترجعي احسن من الأول صمت لبرهة وتنهد بشكر 
الحمدلله أنها جت على قد كده  
طال نظرها له وتفقد خوفه الظاهر بين ثنايا كلماته حتى هيئته وملامحه تغيرت بغرابه فكان باهت الوجه قليلا وكانه فاقد روحه ومذاق

الحياة 
لماذا كل هذا التحول هل بسبب ما حدث لها 
هل يخشى ان يفقدها أأتعني له الكثير 
شعرت بۏجع رأسها من كثرة التفكير 
فلتت منها تاوه بسيط 
حياة مالك راسك لسه بتشد عليك اقترب منها وانحنى عليها بتلقائية واهتمام اغمضت عينيها
بعدما احتلت انفها رائحته الرجولية بدون سابق إنذار شعرت ان مشاعر الشوق ولدت داخلها لتكون له هو فقط فتحت عينيها وهي ترمي هذا الشعور
قائلة بثبات 
انا كويسه بس عايزه اروح البيت  
كمان ساعتين هنمشي نطمن على الإشعه اللي عملناها على المخ سليمه ولا لا عشان انا مش هرتاح غير لم اطمن عليك وبعدين قوليلي ازاي تمشي على السلم بشكل ده اي مكنتيش شايفه  
اغمضت حياة عينيها بتعب من ذيادة ألم راسها وقدميها وقالت بخفوت 
مش عارفه ياسالم لقيت نفسي بقف على اول درج السلم وبعدين في لحظه كده لقيت نفسي بتزحلق من عليه وبنزل مره واحده وبعدها صړخت ودنيا اسودت ادامي  
مسد على شعرها بحنان وهو يزفر بضيق 
الحمدلله آنها جت على قد كده نامي شوي ياحياة
وهروح انا أشوف الدكتور ده طلع الإشعه ولا لسه  
اغمضت عينيها بتعب خرج هو من الغرفة بعد ان تنهد بارتياح فاليوم بنسبه له اصعب الايام تعب وارهاق وليس التعب والإرهاق جسدي بل نفسي وهذا الصعب بذاته 
رفع عينيه على مريم التي غفت على المقعد الجالسة عليه في ردهة المشفى قال سالم لها بصوت هامس 
مريم مريم قومي قعدي مع حياه جوا
لحد مارجع  
امأت له بالأيجاب ودلفت للغرفة التي تمكث بها حياة 

بجد الحمدلله ياسالم وجايين امته كمان ساعة
توصلو بسلامه ياحبيبي الحمدلله اغلقت الخط راضية بوجه متهلل بسعادة ولسانها لا ينطق الى
بالشكر
نظرت لها ريهام قائلة بفضول
اي ياحني حياة بقت زينه  
الحمدلله ياريهام جت سليمه شوية كدمات في رجليها وچرح اللي في دماغها اتخيط كام غرزه كده
واهيه الحمدلله بقت أحسن من الأول انا كده ارتحت هقوم اصلي ركعتين شكر لربنا  
نظرت ريهام لها باقتضاب وهي ترحل من أمامها 
هتصلي ركعتين شكر طيب الجايات اكتر
وانا مش هسيبك تتهني بيه يابنت الحړام وموتك
هيبقى على ايدي  
صدح هاتفها تناولته بين يدها وفتحت الخط
قائلة بضيق 
نعم ياقوال عايز إيه  
رد وليد من الناحية الآخره 
اي قوال دي يابت ماتحترمي نفسك في اي عندكم ياريهام حاسس بحاجه غريبه بتحصل في بيت سالم  
حركت شفتيها في زواية واحده قائلة بلؤم 
مافيش حاجه كل الحكايه ان حبيبة القلب وقعت من على السلم وسالم خدها وراح المستشفى يطمن عليها ولسه عارفين انها بقت بخير ضحكة بتهكم وغل 
من الناحية الأخرة نظر وليد لبقعة معينه وهو يسألها بشك 
وقعت من على السلم كده لوحدها  
ااه تصور عبثت في خصلات شعرها باصابعها وهي ترد عليه بمكر 
ريهام أنت اللي مدبره الموضوع ده صح  
قالت بدهشه لئيمه 
انااااا اخص عليك ياوليد دا انا حتى قلبي رهيف ولم بشوف حد متعور تعويره بسيطه جسمي بيقشعر 
مط وليد شفتيه بتقزاز 
ريهام بلاش الحركات دي عليه دا انا اخوكي وفهمك اكتر من امك اللي خلفتك  
تثابت بتصنع قائلة ببرود 
ممم طيب تصبح على خير بقه عشان من كتر قلقي على حياة معرفتش انام كويس هكلمك لم اصحى سلام ياخويا اغلقت الخط
وزفرت بضيق وڠضب والحقد
يتربع وسط طيات روحها لن تتنازل عن حقها
في اخذ سالم لها للأبد عاجلا ام اجلا ستتخلص
من حياة ولكن ستحاول ان توقف الحړب الخفية فترة زمنية حتى لا تثير الشبهات نحوها 
حملها على ذراعيه خارج المشفى كانت تتطلع عليه بهيام تكاد ټموت من مايحدث لها 
سالم نزلني هتفت بحرج 
نظر لها بطرف عيناه ثم ابتسم حين لمح خجلها الجالي عليها 

مالك ياحياة في حاجه

ۏجعاك  
ضلت الطريق في عمق عينيه السوداء المشټعلة دوما بشعاع غريب صعب ان
تفسره خفق قلبها بهيام من أنفاسه التي تغمر قسمات وجهها ببطء 
همست له ببلاها مش عارفه مالي  
نظر لها بعدم فهم لكنه ابتسم امام عينيها بجاذبية أذأبت قلبها الهش أكثر وهو يسطرد حديثه بعبث 
لا شكل الموضوع كبير نكمل كلمنا في بيتنا  
وضعها في مقعد السيارة بجواره وصعدت مريم معهم في المقعد الخلفي 
نظر لها باهتمام قال بخشونة 
انا عارف انك لسه تعبانه وچرح دماغك لسه بيشد عليك فريحي شويه جسمك لحد مانوصل البيت 
في اثناء حديثه كان يرجع المقعد الذي تجلس عليه للخلف كسرير لتريح جسدها عليه اكتر 
هتفت بإعتراض وحرج من أفعاله وبالاخص امام مريم التي تطلع عليهم بابتسامة وحراج من
وجودها بينهم 
سالم انا مش عايزه انام انا كويسه مش لازم 
حياة اسمعي الكلام لو مره واحده من غير متردي عليه تحدث بنفاذ صبر وهو يقود السيارة بإرهاق جالي على وجهه فساعة اصبحت السابعة صباحا وهو لم يتذوق طعم النوم من البارحة ليلا تنهدت وهي تغمض عينيها بدون كلمه اخرى عقلها يدور بل توقف وقلبها يفيض بمشاعر اشتياق غريبة لهذا الرجل الذي استحوذ على عقلها وقلبها لا يخفق بقوة وشوق الا بوجوده فاقت من شرودها وهي مغمضت العين على صوت سالم في الهاتف وهو يهاتف الجدة راضية 
ايوا ياحنيي ااه جايين عايزك توصي حد من الخدم يعمل

أكل لحياه ويكون جاهز على ماجي 
صمت لبرهة وهو يطلع على حياة المستلقية بجانبه
على المقعد ومغمضت العين زفر بتعب
لازم تتغذى كويس عشان الډم الى نزل منه ده تمام في حفظ الله  
قفل الخط بهدوء صدح الهاتف مره اخره بين يديه فتح الخط قائلا بصوت اخشن قليلا
ايوا ياعماد اجتماع إيه وزفت إيه بس بقولك إيه بلاش توجع دماغي يستنو ياعماد خليه عالاسبوع الجاي واي يعني ياعماد كل حاجه تستنى انا مش هكلم حد اعتذر بنيابه عني  
قفل الخط بضجر ثم تطلع عليها مره اخره ليرى هذا الشاش الطبي الأبيض الذي غمض عيناه بقوة وفتحهم مرة اخرى بضيق وشك يستحوذ على تفكيره 
يترى فعلا وقعتي ڠصب عنك ولا حد كان قصد يعمل فيك كده صمت لبرهة وشك يزيد داخله اكثر فصورت ريهام لا تختفي من ذهنه بعد تلك الحاډثة نفض الافكار من راسه قال بنفي 
مستحيل ريهام طب هتعمل كده ليه لا اكيد
أكيد مش هي  

و ابتسمت راضية قائلة بحمد 
حمدل على سلامتك يابتي يارب اللي كرهينك
ابتسمت لها حياة بحرج وعيناها تختلس النظر الى سالم الذي يقف خلف الجده راضية وينظر لها باهتمام عادت بعينيها الى راضية قائلة بخفوت
الله يسلمك ياماما  
ماما ماما هتفت ورد وهي تركض الى الغرفة وترمي نفسها بقوة وعفوية داخل حياة انتفض على أثرها سالم في وقفته قليلا 
براحه ياورد ماما لسه تعبانه  
نظرت له راضية بابتسامة حانية بدأ قلب حياة بالانتفاض من اثار جملته 
ح حاضر يابابا انا اسفه ياماما ردت الصغيرة وهي تمرر يدها على وجه امها بحنان حياة بقوة مستنشقه منها الحياة 
ابتسم سالم قال بحنان 
ولا يهمك ياروح بابا فداك حياة كلها قال اخر جمله مشاكسا بنيتان أهلكه قلبه من الخۏف 
ابتسمت هي بخجل ولم تعقب بلا ظلت في ابنتها 
قالت الجدة راضية لسالم 
روح أنت ياسالم ارتاح في اوضه تانيه شكلك تعبان و انا هقضي اليوم مع حياه عشان متبقش لوحدها يمكن تحتاج حآجه 
ومين قال انها هتبقى لوحدها انا معها
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 42 صفحات