الجمعة 29 نوفمبر 2024

حلم ساره

انت في الصفحة 13 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


تلك الخسائر حتى الان
صعد بركات الى غرفته بعد ان غادر الجميع كل فى اتجاه يشعر ان قدميه لا تحملانه جسده بأكمله يأن الما لا يجد بداخله الطاقه لفعل اى شىء حتى استنشاقه للهواء اصبح صعب و ثقيل يعلم انه قد اخطىء و ابني فى حق دلال و بناتها و اخطىء فى حق العائلهالتى ټنهار امام عينيه واكتشف ان ما قام به لم يحافظ عليها لا كانت اول خطوه فى الاڼهيار و الضياع الذي سيحدث

حين دلف الى غرفته لم تعد قدماه تحملانه ليسقط ارضا فاقدا للوعي دون ان يشعر به احد
فى عمق ظلام غرفتها و بجانب خزانتها تجلس ارضا فى تلك المساحه الضيقه تضم ساقيها الى صدرها دموعها ټغرق وجهها و عيونهاجاحظ فى الفراغ عيونها تصور لها كل مشاهد حياتها منذ وعت على تلك الحياه
بكاء والدتها كل ليله و صوتها الذي لا يفارق اذنها مشاكلها مع والدها اهانته لها فى كل وقت وحين و التقليل منها امام العائله او فيمابينهم
و كلمات جدها و صمته على ما حدث و كذلك صمت باقى العائله كان اكبر دليل على ذلك
و حفر داخل عيونها و عقلها مشاهد عوده والدها كل يوم
يترنح غير قادر على الوقوف و لو لثوان قليله ثابتا دون ان يهتم باسم العائله الذىمن اجلها ضحى جدها بحياه ووالدتها و حقها
تبكى امان افتقدته تبكى حياه طبيعيه حلمت بها و لم تشعر بها يوما
كما كانت ترى عائلات اصدقائها دائما تجد والدهم يغرق عليهم من حنانه و عطفه يضمهم الى صدره يحميهم بحياته و عمره
حرمها من ان تكون انسانه طبيعية قادره على الحب و العطاء قادره على ان تكون عائله سويه
شهقت بصوت عالي و هي تغمض عينيها تتذكر كل مواقف راغب معها و حبه لها الواضح دون جدال دعمه الدائم الا مشروط لكنها ابدا لاتستطيع ان تستأمنه على قلبها و حياتها
احنت راسها خبهئها بين ذراعيه واضعه جبينها فوق ركبتيها تبكى بصوت عالي تشعر و كانها تكاد تفقد صوتها من علوا صريخها لكنهالا تسمع صوتها و لا يصل الى مسامعها من الاساس لا يغادر حنجرتها
هى تصرخ بداخلها فقط
رفعت راسها تمسح دموعها بظهر يديها و عيونها يرتسم فيها التحدي ابدا لن تصرخ بصوت عالي لن يكسرها احد و لن تسمح بذلك هى لن تتراجع ابدا لن تتزوج يوما لن تربط حياتها برجل صنع و خلق من الغدر و الخيانه لن تنجب اطفال يعانون كما عانت هى لنتتزوج راغب و ليفعل ما يحلو له
غادروا ذلك المكان يتلفتون حولهم بحذر شديد حتى لا يراهم احد صعدوا الى السياره و غادروا المكان سريعا
غير منتبهين لكاميرات المراقبه الموجوده فى المكان كنظام امني يخص المنطقه بالكامل
الفصل الثالث عشر
اشرقت شمس اليوم التالي على تلك العائله وكل منهم فى واد لا احد يعلم شىء عن الاخر
بعد عوده الاخوه الثلاث الى البيت كل ذهب الى غرفته مباشره مكتفين بالصمت فلا يجد اى منهم اى كلمات تليق بما يمرون به
حين شعرت نوار برجوعهم اعتدلت و اغمضت عينيها تدعى النوم ليقف هو عند باب الغرفه المغلق يستند اليه بظهره ينظر اليها و بداخله نارمشتعله لن يستطيع ان يطفئها او يتخلص منها بعد اليوم سوف تكون رفيقته طوال حياته و النتيجه الحتميه و النهائيه له هى خسارهكامله مهمها كانت النهايه
تحرك الى الحمام يأخذ حمام بارد عله يهدئه و يستطيع النوم رغم تأكده انه قد فقد راحته للأبد
حين دلف من باب الغرفه وجدها تقف امام النافذه بنفس ملابسها اخذ نفس عميق يحمل الكثير من الخۏف و القلق و الهم ايضا
اقترب منها يحتو يها من الخلف لتغمض عينيها بقوه و انحدرت تلك الدمعه التى تمسكت بعدم اظهارها طوال تلك الليله الصعبه
لم يتكلم و لم تتكلم لكنه كان يشدها الى صدره اكثر و كانت هى تتشبث بيديه اكثر
و كانهم يعدون بعضهم بدون حديث ان يتماسكوا امام طوفان الايام القادمه
راجين من الله ان يمر على خير دون ان يهد هذا البيت فوق رؤسهم جميعا
كانت رقيه كعادتها تشرف على ترتيب طاوله الطعام و يجلس زوجها فى مكانه
الحزن الصمت و البرود يغلف البيت بأكمله
و كأن سحابه سوداء تقف فوق البيت الكبير تجعل الظلام يحاوطه من كل الاتجاهات
كان اول المنضمين اليهم يوسف و عائشه الذان جلسا بصمت بعد ان القيا تحيه الصباح بخفوت
بعد عده دقائق حضر غسان و هو مقطب الجبين لتقول رقيه بتحفز
هى مزعلاك 
نظر اليها غسان باندهاش و عدم فهم و قال بحيره
هى مين 
مين يعنى غير مراتك اللى مش عارفه تجبلك حته عيل لحد دلوقتي
قالت رقيه كلماتها بعصبيه شديده و صوت عالي فى حين نظر اليها مصطفى پصدمه تشابه صډمه يوسف و ڠضب عائشه التى لم تتحدثبشىء ليضرب غسان فوق الطاوله و هو يقول
اااااممممممممي
لتصمت رقيه تنظر الى ابنها پصدمه حين قال
نوار خط احمر نوار ملهاش دعوه باللي حلم عملته و لو انت شايفه حلم غلطانه فأبنك كمان غلطان
و اعتدل ينظر اليها بسخريه و فرد ذراعيه جانبه و هو يكمل
كلنا غلطانين اصلا احنى اللى شوفنا الغلط و سكتنا عليه لحد ما بقينا شبه الغلط نفسه و نسينا نفسنا
كان راغب يقف اعلى السلم يستمع لكلمات اخيه بوجه خالي تماما من اى تعابير و كآن ما يقوله اخيه لا يعنيه من قريب او بعيد
رغم اندهاش يوسف من كلمات اخيه و حالته الغريبه الا انه يؤيد كلامه بشده
وقبل ان تجيبه رقيه بشىء سمعوا صوت صرخه عاليه ليركضوا جميعا الى الاعلى ليجدوا بركات ممد ارضا و حلم تجلس بجانبه على ركبتيهاليخرج يوسف هاتفه يتصل بالاسعاف فى نفس اللحظه ينحنى ليرى نبض جده
لېصرخ فى محدثه طالبا منه سرعه الحضور
فى خلال دقائق كانت العائله بأكملها تقف فى رواق المستشفى
على ثلاث مجموعات الفتيات الثلاث يقفون فى مكان بعيد صامتون الدموع متحجره داخل عيونهم و بداخل كل منهم افكار كثيره بين الخۏف القلق البرود و الامبالاه
و كان غسان و راغب يقفون
جوار باب الغرفه التى بداخلها جدهم و معه يوسف صامتون ايضا و كل منهم عيونه باتجاه
غسان ينظر الى وجه نوار الباهت الحزين بأسف و ندم كبير لكن لا مجال الان للتراجع فوالدته بحديثها اليوم جعلته بطلها الخارق الذييضحى من اجلها بسعاده خاصه مع تلك النظره التى شاهدها فى عيونها حين الټفت على صوت صرخه حلم و وقعت عينيه على نوار التىتقف خلف راغب جعلته يشعر و كأنه بطل من ابطال الروايات انقذ حبيبته من بين براثن الوحوش
و راغب ينظر الى النافذه المفتوحه امامه بشرود يفكر فى كل ما يحدث لكن من وجه نظر جديده تماما وجه نظر تحمل الكثير من الڠضب وكسره الروح و الكرامه قلب ممزق اصبح يرى الحياه سوداء بعد ما كان يراها ملونه بالوان قوس قزح المميزه و المبهجة
و كان الصمت ايضا الرفيق الثالث لرقيه و مصطفي الذي يلوم نفسه بشده على انشغاله بافكاره و زوجته و اولاده عن والده الذي كان بحاجهله و لم يستطع ان يطلب المساعده او ان ينجده احد
لا تعلم ماذا حدث لكل هذا و لا تعلم كيف القى احمد تلك اللعنه على العائله باكملها
مر الكثير من الوقت كان القلق يتصاعد و لكن الصمت هو المسيطر على الجميع رافضين حتى محاوله كسره بأي شكل
كانت حلم جالسه مكانها منذ حضرت لا تتكلم لكن التحدي يرتسم داخل عيونها بشكل واضح و يراه الجميع و لو كان راغب نظر اليها و لوصدفه كان قټلها بيده المجرده خاصه و قلبه الخائڼ مازال ينبض بحبها و يرفض غيرها ساكنا له
لكن عقله كرامته رجولته و كبريائه يرفضها تماما و دون رجعه
خرج يوسف من الغرفه و خلفه الاطباء الذى لم يقف اى منهم و لو حتى لثوان قليله اقترب الجميع من يوسف ما عدا راغب و حلم الذان ظلافى مكانهما ينظران الى ما يحدث بعين بارده
طمني يا ابنى
قالها مصطفى بقلق و خوف ليخفض يوسف راسه ارضا لتتوقف القلوب خوفا و وقفت حلم تنظر الى يوسف بنظره حاده كذلك راغب الذىاقترب خطوه باندفاع ثم وقف من جديد مكانه ينتظر كلمات يوسف
الذى لم يتأخر كثيرا و قال
جلطه فى المخ
ليشهق الجميع پصدمه و ترنح مصطفى فى وقفته ليدعمه غسان سريعا ليكمل يوسف كلماته
و علشان متلحقتش عملت شلل كامل
ليعلوا صوت البكاء مصاحب لشهقات عاليه و سقط مصطفى ارضا پصدمه و ترنحت رقيه فى وقفتها لتقترب منها نوار و عائشه سريعايساعدها على الجلوس و رفع راغب عينيه اليها فى نفس اللحظه التى نزلت تلك الدمعه الحبيسه من عيونها
و داخل كل منهم احاسيس مختلطه لا يستطيعوا وصفها او فهمها
مر اسبوعان حاله بركات كما هى لا تتحسن ثابته دون تغير حين دلف اليه الجميع بعد ان سمح لهم الطبيب بذلك و بعد ان غادر غرفهالرعايه كانت نظره الانكسار تملىء وجهه و عينيه و الذي شعر بها الجميع و لكن اى كلمات تقال فى هذا الموقف خاصه و هو ينظر الىالفتايات بأعتذار و اسف
و حين عاد الى البيت استقر الحال
قليلا خاصه مع غياب احمد ذلك جعل الهدوء يعم البيت لبعض الوقت
و لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفه خاصه مع الحاح رقيه على نوار فى موضوع الانجاب و وقوف غسان امامها بكل عصبيه يجعلهاتحمل الضغينه داخل قلبها تجاه نوار و تتعمد ان تضايقها و كان الجميع صامت امام ما يحدث و كان هناك اتفاق ضمني بينهم على عدمجدوى الحديث او التدخل و ان الامور القادمه ابدا لن تكون بخير
دلف راغب الى غرفه جده ينظر اليه بلا تعابير واضحه يشعر بالشفقه عليه لكنه ايضا يحمله الذنب كاملا هو السبب فى كل ما يحدث لهم
اقترب من السرير و جلس على طرفه و ظل ينظر ارضا لعده دقائق مرت بطيئه قاتله
ثم اخذ نفس عميق و هو يقول
شوفت نتيجه سكوتك حلو الحال اللى وصلنا ليه ده
ضړب قبضه يده اليمني فى راحه يده اليسرا و اكمل
كلنا بندفع الثمن كلنا ظالمين بعض و محدش اعترف مين فينا المظلوم
لتنحدر تلك الدمعه من عين بركات دون حول منه او قوه ليقف راغب بعد عده ثوان ثم قال
انا هخطب يا جدي هتجوز واحده تانيه غير حلم حلمي بسببك بقا كابوس بس انا هخلق جنتي اللى هتكون چحيم حلم
صمت
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 30 صفحات