بصمه ۏجع
تلك الذكرى جاءتها نغمة لمجموعة رسائل متتالية على هاتفها وبعدما التقطت هاتفها وفتحت تلك الرسائل ابتسمت بسعادة وهي تجد تلك الرسائل من ذلك الشخص الذي شغل تفكيرها المسمى تميم عمران والرسائل عبارة عن مجموعة الصور المتتالية التي التقطها لها ويلي كل صورة تعليقه الشخصي عليها فتلك الصورة التي تبدو فيها متذمرة يكتب تحتها جميلة أنتي في غضبك وتلك النظرة تفتنين بها قلبي
ثم الصورة التي كانت تهم فيها مغادرة كتب تحتها لا تتركيني وترحلي فأنا لن أعيش بمفردي بعد أن وجدتك ياأنيسة وحدتي
اما تلك الصورة التي كانت تحاول أن تخبئ وجهها حتى لايستطيع التقاط الصورة لها كتب تحتها لا تخفي وجهك عني فالشمس تشرق من عيناكي
الصورة وما كتبه تعقيبا عليها أكثر من مرة غير مصدقة عيناها تتعجب
هل هو حقا مغرم بها لهذا الحد ولكن أوقف حيرتها رسالة نصية منه يسألها بذمتك مش حرام الظلم ده
تعجبت من سؤاله ولكنها كانت ترفض أن ترد عليه وبعد أقل من دقيقة لم تستطع وأد فضولها وسألته ليه أنا عملت إيه
أجابها في التو أخدتي جمال الكون كله ومسيبتيش للبشر حاجة
أجابها سريعا عايز أشوف الشمس وهي بتشرق كل يوم وأرسل مع تلك الرسالة صورة لعينيها فقط قد اقتصصها من إحدي الصور.
على الجانب الآخر هو يجلس ينتظر ردها فلقد حقق حلمه بعد طول انتظار لقد التقاها اليوم بعدما كان يلتقيها فقط في أحلامه لمدة عام لقد سانده القدر اليوم وساعده في أن يحادثها ويلتقط لها تلك المجموعة من الصور التي هي بالنسبة له أكبر إنجاز في حياته كما اطمأن قلبه أن قلبها خالي من غيره ولا بد أن يملؤه به هو فقط وهو متيقن أن حبه وعشقه لها سيجعلها تبادله ذلك عن قريب.
نهض يزفر بخيبة ويقول ليه كده ياسدن مصممة تبعدي المسافات مابينا.. بس أنا لازم هوصلك
ثلاث ساعات وهي تجلس بين أحضان أختها تبكي منذ أن رأته والدم يغطي وجهه بالكامل قبل أن يدخل غرفة العمليات لم تكن تعلم أن مازالت تحمل له كل ذلك الحب إلا حينها عندما شعرت أن تلك الچروح التي رأتها في قلبها وتلك الډماء ټنزف داخلها لم تشعر بنفسها وهي ترتمي عليه تحتضنه وتناديه يوسف.. يوسف.. رد عليا يايوسف.. طمني انك بخير.. قول أي حاجة
حينها نهضت تنظر بتوسل لياسمين وتسألها هيعيش ياياسمين صح.. قولي أنه هيعيش
هزت ياسمين رأسها وأجابتها بدموع هيعيش ياحبيبتي هيعيش
في نفس اللحظة قال أحد رجال المستشفي الذي يدفعه على تلك السرير المحمول لو سمحتى ياآنسة ابعدي خلينا نشوف شغلنا
فجذبتها ياسمين جانبا حتى يستطيع هؤلاء الرجال المرور به بينما يمني أنزلقت من بين يدي ياسمين تجلس باكية على الأرض التي جاءت به مهرولة.
وبعد قليل من الوقت كانت قد إستطاعت ياسمين اصطحابها إلى إحدى الإستراحات القريبة من غرفة العمليات وتهدأتها قليلا ولكن مازاد الأمر سوءا هو قدوم ياسر بوجه عابس يخبرهم قوية كده يايمني عشان يوسف اما يخرج محتاج اللي يسانده ويقويه وأنا هروح اخلص الإجراءات مع أهل يوسف عشان والدته تخرج
هزت رأسها بحزن وشددت من احتضان ياسمين واستمرت في البكاء وها قد مر ثلاث ساعات من دخوله ولم يخرج أحد يطمأنها وفجأة فتح باب الغرفة وخرج الطبيب ومعه إحدى الممرضات
الفصل_السادس_عشر
منذ أسبوع وهو يحاول جاهدا على عدم الإختلاط بها رغم الڼار التي تتأجج في صدره كلما تذكر مافعلته به وغدرها به والتقليل منه كلما يتذكر ذلك تسول له نفسه أن فتبرد ذلك الڼار التي تحرقه كل لحظة كان يظن أنه سيستقر ويؤسس بيتا سعيدا بعدما نجح في عمله وينشئ أسرة ويعيش إنسانا طبيعيا يعمل نهارا ويعود مساء يجلس مع زوجته يحكي لها ماحدث في يومه ثم يتمتع بها بالحلال بعدما كان يهرب أغلب لياليه اليائسة عندما كان يشعر بالفشل والعزيمة إلي ا وهذا ما يجاهد نفسه تلك الأيام ألا يفعله فهو لم ينقصه خسرانا لنفسه وإنتقاصا لها
بعدما عاد من ذلك الطريق المظلم منذ أن فعل الحاډثة التي أفاقته بعض الشئولكنه يعيش حياة مظلمة بسبب مافعلته الفتاة التي اختارها عن الجميع معجبا بشخصيتها الصارمة وأخلاقها التي ظن أنها ندرت في هذا الزمان عندما يتذكر ذلك يبتسم مستهزئا بنفسه على ماظنه فيها فقد طعنته في منتصف قلبه حتى أدمته مېتا على قيد الحياة ولو كان يمتلك الجرأة لكان لفظها خارج حياته كاشفا للجميع حقيقتها الملوثة ولكنه خشي على سمعته هو وعائلته فهو يعلم جيدا أنه لو فعل ذلك سيصبحون علكة في أفواه الجميع غير أنه غير قادر على مواجهة الشفقة في عيون البعض والشماتة في عيون البعض الآخر لذا قرر أن يبقيها فترة قليلة ثم يلقيها خارج حياته للأبد عازما على عدم تكرار التجربة مرة أخرى فقد أفقدته الثقة في جميع نساء حواء.
شعر بالثقل يتزايد على صدره فنهض يفتح خزانة ملابسه ليخرج قليلا مبتعدا عن محيطها لعله يهدأ أو يزول ذلك الثقل قليلا وبعد فتحها تفاجأ بأن معظم ثيابه متسخة فزفر پعنف وقال لنفسه والله أنا متلصم أطلع خلقي فيكي يازفتة أنتي وخرج من الغرفة ووجه لا يبدو عليه الخير.
تجلس هي الأخرى تضم ساقيها إلى صدرها وټدفن وجهها بينهما على فراش تلك الغرفة الصغيرة التي تضم سريرين منذ أن ألقاها فيها آسر بفستان زفافها المشؤوم وقال لها پعنف هتعيشي هنا خدامة ملاقيش حاجة في البيت ناقصة لا غسل ولا تنضيف ولا أي حاجة مفيش شغل مفيش خروج لأي سبب الباب هقفله بالمفتاح وانا خارج ونفس الوضع وانا داخل ماأنا مش ضامن هتعملي إيه في غيابي ولو ربنا بيحبك مااشوفش وشك القذر ده أدامي عشان ساعتها مااقتلكيش وابرد ڼاري فاهمة
حينها أومأت رأسها بموافقة وقالت بصوت متقطع ف.. فاهمة
هي لم تلومه على رد فعله ولكن أنانيتها في الهروب من بيت أبيها ونظرات المجتمع هي ماجعلتها تندفع نحو تلك الخطوة دون حسابها جيدا لم تتوقع تلك القسۏة التي كسرتها أكثر ما كسرها ذلك الفعل قديما عندما أقدمت عليه لم تعتبر نفسها ضحېة حينها لأنها فعلتها بكامل إرادتها رغم أنها كانت حينها فتاة مراهقة دفعتها عواطفها الجياشة ولكن هذا لا يرفع عنها ذنب تلك الخطيئة التي حملته على كتفها لسنوات تواجه به المجتمع بنفس القسۏة التي صفعها به حينها.. مايهدأ نفسها قليلا هو أن آسر لم ېفضحها أمام عائلتها والمجتمع وإلا كانت بالفعل حينها تخلصت من حياتها إلى الأبد ولم تحزن لرفضه مقابلة والدها وأختها وعمتها حينما أتوا لزيارتها ثاني يوم زواجها بل إطمأنت حينما غادر عندما أخبرها والده أنه آت فكان هذا هو الأفضل رغم استياء والدها من ذلك ولكن وجوده كان سيكون أكثر إستياءا وكان من حسن حظها أنها سمعت مكالمة تدور بينه وبين أخته الكبرى أنها تعتذر عن قدومها هي وبقية عائلته بسبب سوء حالة أخته الصغرى وأن الجميع يهتم بها هي والدكتور يوسف ومنذ اليوم الثالث لتلك الليلة وهو يخرج صباحا ويعود مساءا وهي في ذلك الوقت تنهض تتناول بعض المشروبات الساخنة وتعود لتلك الوضعية تشعر بثقل في جسدها وكأن هموم الدنيا وضعت
حمولها فوقها تشعر بضعف نفسي وجسدي لم تشعر به في حياتها ومع ذلك تحاول ألا تخرج أمامه خوفا من غضبه هي التي كانت تظن أن بعد ماعاشته سابقا لا يخيفها أو يكسرها شئ ولكنها الآن أصبحت تخاف صوت أقدامه حولها في المكان ترتعب من صوته عندما تأتيه مكالمة ويتحدث خارج غرفتها ما زالت أثر صفعاته يؤلمها حتى شعرها لا تستطيع تصفيفه من شدة ألم فروته إثر جذبه تلك الليلة حتى أنه سحبها منه حتى الغرفة الأخرى وألقاها فيها.
فتح الباب پعنف فانتفضت ترفع وجهها له وتشدد من انكماش جسدها كرد فعل لا إرادي عندما وجدت الشرر يتطاير من عينيه ولكنه ألقى في وجهها القميص الذي يحمله وقال بإنفعال أنتي ياهانم أقدر أفهم هدومي متغسلتش ليهوأوضتي دي مبتنضفش ليه.. أمال أنتي هنا شغالة إيه
تملكها الړعب من هيئته وتلجم لسانها ولم تستطع الرد فاقترب منها بجذبها من شعرها المبعثر حول وجهها بإهمال وقال أما اكلمك تردي عليا وبلاش
البرود ده عشان مندمكيش ع اليوم اللي اتولدتي فيه
تأوهت من أثر مسكته فلم يزل الألم القديم في رأسها ورفعت يدها تمسك يده الممسكة بشعرها وترد بصوت مټألم أه أه أرجوك سيب شعري بيوجعني
ازداد من جذب شعرها وجذبه لأعلى حتى رفع وجهها وواجه عينيها وسألها بنبرة مکسورة هو أنتي بتعرفي تتوجعي زي بقية البشر أنتي متعرفيش غير توجعي بس ثم دفعها بقوة على الفراش.
اعتدلت ثم امتلأت عينها بالدموع وهي تنظر لتلك الكسرة التي في عينيه شعرت بقساوة مافعلته في رجل مثله فأخفضت بصرها وقالت بۏجع الدنيا اللي علمتني القسۏة علمتني الأنانية علمتني أدوس على كل اللي في سكتي عشان أوصل للي عايزاه منكرش اني غلطت بس كنت عيلة عندي ١٧ سنة وكنت في مدرسة التمريض بنت زي أي بنت كلي حيوية ونشاط بحب نفسي وبحب الدنيا وكان فيه جمب المستشفي اللي بتدرب فيها سوبر ماركت بشتري منه حاجات انا وصاحباتي واحنا خارجين كان فيه شاب ٢١ سنة كان بيلفت نظري من نظرات الإعجاب اللي في عينيه لما بدأت انشغل بيه لما جه مرة وكلمني وقالي انه بيحبني من أول مرة شوفته فيها وقتها كنت طايرة من الفرح إني لقيت حب وإهتمام أي بنت تتمناهم بادلته نفس