حواء بين سلاسل القدر
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
على طريق رملى لأحد القريتوقف
جواد بسيارته البيضاءبهلع بسبب تلك العجوز التى ظهرت فجأه أمامهوكاد يدعسهاونزل من السياره بحنق يتعارك معها بصوته الجش
مش تفتحى يا وليه إنت عاميهولا إيه حكايتك كنت ههرسك بالعربيه!
نظرت له العجوز السوداءبعينين يغطيهما الكحل الداكن وعلى ذقنها نقوشات خضراء دائريه وتستر جسدها بالملس الإسود الصعيديوعلى رأسها غطاء يحتويهاظلت تناظره لبضع دقائق فى صمت جعلته يذداد حنقا
إسمك إيه يا ولدي
وإنت مالك بإسمى إيه هتعمليلي محضر
تحدث بزمجره فقالت بغموض
جولى إسمك إيه خلينى أجولك عاللى مخبيه نصيبك
لوي فمه بجفاء
ااهنصيبيهى الست الكباره بقى دجاله
إخرس جطع لسانكالدچالين بينهموبين الله أسوار من الڼارإنما أنا بينىوبين الله عمارالغيب ميعرفهوش غير رب الناساللى يرزجني من فضلهوخيرنى عن بعض الناس بهبة المعرفهياللا جولى إسمك إيهوإنت عامل زي الخيل اللي ملوش لچام
إصطبحتك زفت يا نهى إسمى جواد وسعى بقى خلينى أمشي
چواد مش بجولك خيل بيرمح من غير لچام. هتمشي لما تعرف جدرك مخبيلك إيه
أخرجت كيس صغيرا من سيالة الملس به قطعة قماش بيضاءوضعتها على مقدمة سيارتهوعليها فرشت الرمال التى بالكيسوأخرجت بعض الأحجار غريبة الهيئهوضعتها فوق الرمالثم نظرة له تتمتم بصوتا غير مسموع بكلمات لم يسمع منها شئثم التفتتونظرة إلى الرمال تتعمق النظر بهاوكأنها تقرأ شيئا جعلها تناظره بعين تجحظت بشكلا مريب
كڈب المنجمون و لو صدفوا تخاريفك خليها لنفسك يمكن تنفعك
التفتت تلملم اغراضهابقولها الهادئ
ربنا چعلنى سبب عشان أحذرك بس شكلك إكده رافض إنك تسمعإنت حر يا ولدي ربنا يحميك من الأفاعى اللي هتلچمكوتسم بدنكأما الصغايره هتجابلها دلوك أو بعدينولما تعشجها هتتوكد من كلامىبس خلى في بالك نهاية طريچك معاها مكتوبه پالدم يا تختار تنچى نفسك يا تختار تنچى حياتهاسلام ولدي
أشاح بيده برفضا تام لأقوالهاوركب السياره يبتعد عن طريقهاأما هى فلم تهتم بعدم إهتمامهوبدأت بالنزول لمنحدر أرض خضراء يملؤها شجر الليمونظلت تسير بينها حتى وجدت نفسها أصبحت بأرض خضراء دون أية أشجار لا يوجد بها غير بعض الحشائش التى تتناولها الأغنامونظرت حولهاوجدت منزلا قديم يبدو عليه مرور الزمن
فقتربت منها العجوز تقف أمام الشرفه بطلتها المفزعهالتى جعلتريحانه تتراجع بهلع للوراء بقلب كاد يخرج من جوف صدرها
ماتخفيش يابتى أنا مش چايه أئذيكي ناولينى حبة مياه عطشانه ريجى كيف الصبار إسجينى يابتى ينوبك ثواب
نظرة إلى كوب الماء ثم نظرة إلى الشرفه تحسم قرارها پخوف فهى لم تخرج من المنزل منذ كانت صغيرهولم تقابل إمرأه بهذا الشكل المفزع للعينلكن قلبها رق بالعطفوحملت الماءوبدأت بالإقتراب من الشرفهوهى ترتجفوتهتف بربكه
هحطلك الكوبايه علي السور خديهاوإمشي!
حاضر يا بتى.
وضعت الكوبوتراجعت للوراء مسرعه بخوففأخذت العرافه الماءوتناولتهثم وضعته مكانه على السورونظرة لها ببسمه يحتويها التعجب
سبحان الخلاج فيما خلججوليلي يابتى إسمك إيه!
بلعت لعابها بربكه أكثر
بتسألى ليه
معرفت الصبايا الچومال خير جوليلي على إسمكوهشوفلك نصيبك بتمن الميه اللي شربتها
ضيقت عينيها متسائله بتوتر
إنت عرافه !!
الغيب ميعرفهوش غير اللي خلجنا. أنا مچرد مرسال للموعودين. جوليلي علي إسمكومټخافيش
تنهدت بإعطائها ما تريد بهدوء
ريحانه إسمى ريحانه
إسمك چميل كيفك يا صبيا. ياللا خلينى أشوف الجدر مخبيلك إيه
جرا إيه شوفتى عفريت يا جميلة الجميلات
وبعدين مالك قعده كدا ليه ما تفزي يابت أقفيوأنا بكلمك
نهضت أمامها بهدوء كالمعتاد رغم حزنها من تلك المعامله الجافه
نعم يا مرات أبويا
لوت فمها بجفاء
نعم الله عليكي ياختىهو أنا مش قولتلك تتجري ع المطبخ تغسلى المواعينوتحضرلينا الغداولا ست الحسن تحب أدخل أنا بدالها
قالت متنهده بيأسوهى تسير من جوارها
حاضر هدخل أعمل اللي طلبتي.
إستنى عندك
وقفت تنظر لها فقالت الأخري ببرود
مش قولتلك ألف مره الزفت الشباك دا ما يتفتحش إنت إيه مابتسمعيش الكلام ليه !!
ضيقت عينيها بحزن
إنت منعانى من الخروج بره البيتالشباك الحاجه الوحيده اللى بتخلينى أشوف العالم اللى برهبلاش تحرمينى منه
حرمت عليكي عيشتكوالله وطلعلك لسانوبتردي عليا ماشي أنا هشوف شغلى مع أبوكي
ردفت بحنقوهى تغلق الشرفهفاوقفها صوت هشام صاحب الأرض
صباح الخير ياست غوايش
تركت الشرفهوهتفت بنعومه تتدلى منها الدلع
صباح الفلوالياسمين علي عيونك يا هشام بيه خير بتعمل إيه هنا
قطب جبهته ببسمة تساؤل
بعمل ايه دي أرضي إنت نسيتىولا إيه
غوايش بدلع صوتى
لاء منستش بس مبشوفكش بتقرب منها عشان كدا إستغربت !!
لاحظت عينيه التى تنظر ببسمة إعجاب لشئ خلفها فإستدارتووجدت ريحانه مازالت تقف مما جعلها تذاد حنقا تأمرها
غوري علي جوه شوفى أبوكي بلاش مياعه
إنسحبت علي الفور دون أي إعتراضفسألها هشام مستفهما
مين البنت دي أول مره أشوفها!!
تنهدت بجفاء
دي المزغوده بنت جوزيمبتخرجش من البيت عشان كدا محدش يعرفها
والمزغوده بقي إسمها إيه
ريحانهإسمها خساره فيها
تبسم الآخر بفظاظه
واضح إنك بتحبيها أوي
أشاحت بإنكار جاف
أحبها ولا محبهاش ملوش لازمه
فرك لحيته بتفكير
عندك حق ملوش لازمه
دعته بيسمه أثناء مداعبتها لشعرها
بقولك إيه ما تتفضل أعملك كوباية ليمون تبل بيها ريقك في الحر داولا هشام بيه بيحب الحر اللى بيلهلب البدن
أدرك مقصدها المنحدر بقذارة تفكيرها
لاء ماليش في الحر اللى من النوع داأما كوباية الليمون هشربها بس بالليل هجيلكم
تآنسوتشرف يا سيد الناس
ودعته بكلماتها الناعمه مثل غطاء
أجابتها بسخريه ثم ذهبت أما هى فلم تكن تملك شئ لتفعله سوا الصمتوتقبل كل شئ يحدث لها
بعد ساعه بدار الهلالىحيث تجلس الحجه معالى بالمندرهوبجوارها تجلس إبنتها سمرا التى تبكى بحصره علي أحوالها
ربنا يسامحك إنت السبب فاللى فيه دلوقتي
عارضتها پحده
ليه عملت فيكى إيه كل دا عشان سترتك زي ما بتقول عوايدنا
عاتبتها بلوم كاره
عليكي ياأمى شيلتينى الحمل بدري دا أنا لسه مكملتش الأربعه و عشرين سنه.
قطبت جبهتها بإنكار
متشيلنيش حاجه يا حبيبت أمكإنت مش أول واحده تتجوز صغيرهمعظم البنات كداوبعدين دي عوايدنا البنات تتستر بدل ما تجيب لأهلها العاړ ياست سمرا
عار إيهوكلام فاضي إيه البنت لو متربيه كويس مستحيل تغلط ياأمى
ربتت على قدمها اليمين بأمر
قومى إرجعى علي بيتك متخربيش حياتك ياللا ياختى خلي بالك من جوزكومن عيالك
كانت تدرك أن الحديث مع والدتها لم يجدي نفعافواقفت تجفف دموعهاوتستر راسها بالحجاب
ماشي ياأمى هرجع بيتى بس خليكي فاكره إن كل ما أجيلك عشان تحافظى علي كرامتى من پهدلة صلاح فيا بترجعينى تانى للعذاب بإيديكى
سكتك خضره يا بنت معالى روحى لداركوبدل الكلام الفاضي حافظى على راجلكوعيالك
حركت رأسها بعدم إهتمام لما تسمعهوذهبت أما معالى فوجدت جواد يدخل إليها برفقةهشام فتبسمت بفخرا
عينى عليكم بارده
جلسا بجوارهافبدأت بالحديث مع جواد
كنت فين من الصبحالبت شاديه قالتلى إنك مرجعتش البيت من لما خرجت سته الصبح
فرك لحيته ينكر تواجده معنهى
كنت فى القسم كان فى شغل مهم كنت لازم أخلصه
وخلصته علي خير يا حبيبي
لمعت عينيه ببسمه ماكرهوهو يتذكر تلك اللحظات التى قضاها علي فراشها
خلصته علي خير أوي لدرجة إن المتهم مكنش عايزنى أسيبه
ربتت على قدمه بفخرا
طول عمرك شاطر يا جواد
تدخلهشام قائلا
سيبكم من جو المدح دا دلوقتي وقوليلي ياأمى مش كان نفسك دائما تفرحى بياوتشوفينى متجوز إيه رأيك بقي إنى لقيت العروسه!!
تجحظت عينيها بسعاده غمرت قلبها
ألف مليون مبروك يا حبيبي قولى تبقي مينوبنت مينوساكنه فين
لاء دي مفاجئه هعرفك كل حاجه لما أتكلم مع أهلهاوأقعد معاها الأول
مع إنك كدا بتسبنىوأنا هتجن بس ماشي يا سيدي هسكتوهستني عشانك بس مطولش بقي خلص الموضوع بدري بدري خلينى أفرح بشوفة عيالك
تبسم برسميه
على العموم أنا بالليل رايح أزورهموهاخد جواد معايا دا لو فاضي
ولو مش فاضي أفضيلك نفسي يا حبيبي
نظرت لهما برضاوربتت علي قدمهما تدعى لهما بقولا
ربنا يحميكم من العينويحفظكم لبعضوتفضلوا دائما كدا عيال عموإخوات
ختمت دعواتهاونهضت من جوارهما تتركهم يتناقشوا بأمر موعد المساء
مر النهاروآتى الليل داخل دارغوايش التى تقف بحجرة نومها تضع مساحيق المكياچ عليهابعدما إرتدت عبائه حمراء ضيقه للغايهوتركت شعرها الإسود منسدلا علي ظهرهاوأمامها على الفراش يجلس زوجها المړيضينظر لها بعتاب
لحد إمتى هتفضلى ماشيه في السكه النجسه دي
التفتت له تبوح بوضوح
لحد لما تبقي راجلومتخلنيش أحتاج لراجل غيرك
قطب جبهته بحنق
صحيح زي الكلاب ما بتشبعيش
لوت فمها بټهديد
أنا فعلا وفيه زي الكلاب عشان كدا لحد دلوقتي مقولتش لست الحسنوالجمال بنتك إنك إنت اللى قټلت أمهاويتمتها
تجحظت عينيه بحزن الماضي متحدث
عملت كدا عشانك إنت اللى غويتينى زي الشياطينمنك لله يا غوايش منك لله
ضحكت بسخريةوإقتربت منه بعدما حملت كأس ليمونووضعته علي فمه تسقيه
مننا كلنا لله يا حبيبيياللا إشرب كداوروقلى
دمك
وضعت الكأس علي الكوميد بعدما إنتهت من تناوله له و لم تمر