السبت 30 نوفمبر 2024

للعشق وجوه

انت في الصفحة 81 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز


بادره يوسف الذي انهى مكالمته سريعا و القي ملف مغلق أمامه تناوله أدهم من فوق المكتب و شرع في فتحه و تصفحه سريعا ثم قال بإستغراب
_ مش المفروض الملف دا يكون معاك 
يوسف بفظاظة 
_ لا هتروح بكرة انت و رائد . انا ورايا حاجات مهمه .
أدهم بإندهاش 
_ بس المناقصه دي تقريبا من أهم المناقصات في تاريخ الشركه و

خصوصا انك شايف وضعنا بعد ما خسرنا المناقصتين اللي فاتوا .
يوسف بسخريه
_ كويس والله انك عارف وضعنا .
زفر أدهم بيأس ثم قال بنبرة صادقة
_ أنا أسف يا يوسف .
يوسف بجفاء 
_ الأسف دا في المكان الغلط يا أدهم .
_ عارف اني غلطت يا يوسف و اوعدك هصلح غلطتي . بس اهم حاجه عندي انك تسامحني .
يوسف بفظاظه
_ حياتك الشخصيه متهمنيش بس بنت الناس مش هسمحلك تأذيها تاني و لا تقرب منها حتى .
أدهم برجاء 
_ يوسف ورحمه أبوك ما تعمل معايا كدا. انت اكتر واحد في الدنيا عارفني دا انت اللي مربيني .
تنهد يائسا قبل أن يقول بنبرة مشجبة 
_ انا ربيتك تكون راجل . تقف جمب الناس و تساعدهم مش انت اللي تظلمهم.
أدهم بندم 
_ والله انا بحبها لا دا انا محبتش غيرها اصلا و عارف اني غلطت غلطه كبير و مستعد اعمل اي حاجه في الدنيا عشان اصلحها .
يوسف بنفاذ صبر 
_ ماشي يا أدهم سيب الموضوع دا دلوقتي خلينا في المهم . المناقصه دي مينفعش تضيع مننا . انا داخل فيها بتقلي . من غيرها مش هقدر نتمم الصفقه مع الألمان .
أدهم بثقة 
_ متقلقش أن شاء الله هترسي علينا اصلا انت مقدم سعر استحاله حد هيتوقعه . خلاص بقي سامح اخوك .
_ انت عارف هسامحك امتى و يالا من غير كلام كتير عشان معايا تليفون مهم .
أدهم بمزاح 
_ معرفش ليه قلبي بيقولي انك بتخون كاميليا !
لم يتجاوب يوسف معه بل رفع أحد حاجبيه بمعني الى الخارج فانسحب أدهم ثم وصل إلى باب الغرفه قائلا
_ بقولك ايه خلي عم عبدة هنا انا هوصل كاميليا و روفان لبيت السباعي بيه .
اومأ إليه بمعنى نعم ثم إجاب على مكالمته بعد أن تأكد من خروج أدهم .
كان رائد في عالم آخر ما بين والدته التي منذ آخر حديث بينهم و اڼهيارها بين يديه و هي حالتها غير مستقره . دائما ما تكون نائمه و أحيانا تدعي النوم لا يدري ماذا حدث لها و لما اڼهارت بهذا الشكل عندما ذكر لها اسم عمه و ايضا حديثها المزعوم عن براءة تلك العائله من كل تلك الأحداث التي تسببت في تسميم حياته ..
فكيف يكون ذلك صحيح و هو قد رآي أباه ېقتل علي يد عامر الحسيني كيف يمكن أن يكون للقصة ابعاد آخرى 
نجحت والدته في زرع بزور الشك في عقله تجاه عمه حتى و لو لم تكن تقصد ذلك و لكنه يحتاج إلى أن يكتشف ماهيه حقيقته خاصة و أنه يعلم بأن راغب يخفي أكثر مما يفصح و يشعر بأن هناك شئ خفي يجعله يريد الإنتقام من تلك العائله و لأجل ذلك يسانده لأن هدفهما واحد و لهذا يحتاج أن لا يخسره في مثل هذا الوقت ..
قاطع تفكيره رنين هاتفه السري 
_ ايوا يا فايز .
_ ايه يا رائد انت فين بحاول اوصلك بقالي كتير و انت مش هنا . انت ناسي أن عندنا مناقصه مهمه بكرة و لا ايه 
رائد بنفاذ صبر 
_ لا مش ناسي بس كمان انت معاك نسخه من ملف المناقصه اللي يوسف هيقدمه و كل حاجه مترتبه يبقي ليه ۏجع الدماغ بقى 
فايز پغضب 
_ عشان دا يوسف الحسيني يا رائد يعني تعلب و محدش يقدر يجيب دماغه و دي اهم مناقصه لشركته لو خسرها يبقي راح في ستين داهيه و نبقي ضربناه في مقټل و انت قاعد مكبر دماغك و حاطت في بطنك بطيخه صيفي .
رائد بملل 
_ تقريبا كل الكلام دا انا عارفه و ضيف عليه أن كدا نبقي طيرنا منه صفقه الألمان كمان ايه بقي اللي شاغلك تكون قلقان عليه و لا حاجه 
استشاط فايز ڠضبا و صاح بانفعال 
_ يا بني آدم افهم انا خاېف ليكون مجهزلنا مصېبه ماهو مش معقول يوقع كدا بسهولة !
رائد بحنق
_ هي فين السهولة دي دانا طلع عين اهلي عشان اجيب الورق دا . تقولي سهوله و بعدين خۏفك لا هيقدم و لا هيأخر ياريت تريح دماغك من الأوهام دي و تفكر في مناقصه بكرة و تسبني عشان مش رايقلك سلام .
اغلق رائد الخط و أخذ يفرك وجهه بيديه فقد ارهقته كل هذه المؤامرات و الخطط و يريد أن ينهيها واحده تلو الآخرى فقد سئم كل هذا الخداع يريد أن يطفئ نيرانه كي يستعيد ما تبقي مع حياته مع والدته في سلام بعد أن يأخذ ثأر والده حتي تطمئن روحه المعذبه 
هكذا اقنع نفسه و لم يستطع الإعتراف بأن الشوق للغائب كاد يفتك به و بقلبه فقد فقدها تلك التي كانت بمثابه شعاع من الضوء كان يتسرب الى قلبه من بين كل الظلمات المحيطة به فقد أبى كبريائه الإعتراف بأن راحته لن تتحقق بدونها و بأنها أمله الوحيد للنجاة من كل ذلك العڈاب و لكنها ذهبت دون أن ترفق بذلك القلب الذي يكاد ېقتله شوقه لها .
_ والله يا حبيبي ما عارفه اعمل ايه مراد هنا و الزفت اللي اسمه رحيم دا زي ما يكون حد مسلطه عليا و مانعني أخرج غير بسين
و جيم. كل الحجج اللي عندي خلصت خلاص اقوله هخرج ازاي 
_ ماليش فيه يا سميرة قولتلك عايز اشوفك النهاردة .
_ مستحيل هعرف أخرج النهاردة الا لو حصلت معجزة . معرفش حاسه إن مراد شاكك فيا بيبصلي بصات مش مريحه
الشخص الآخر بملل
_ خلاص يا سميرة مش طالبه معايا اسمع سيرة الزفت دا .
_ طب اقفل دلوقتي و هشوف هعرف اعمل ايه و هكلمك .
انهت سميرة محادثتها و أخذت تنظر إلى النافذة تفكر في طريقه تمكنها من الخروج دون أن يعلم كلا من رحيم أو مراد فقاطع تفكيرها طرقات على الباب لتلتفت قائلة
_ مين 
_ ممكن ادخل 
نظرت سميرة الى نيفين التي تقف أمام باب الغرفه مطأطأة الرأس ترسم على وجهها جميع ملامح الاعتذار و الخجل لتطالعها سميرة باستهزاء قائله
_ و دا من امتى الادب دا كله !
تقدمت نيفين بخطوات بطيئه الى داخل الغرفه بعد أن أغلقت الباب خلفها و نظرت إلى سميرة قائله بنبرة خافته
_ عايزة اتكلم معاك شويه .
طالعتها سميرة بشك ثم تقدمت و جلست على الأريكه واضعه قدم فوق الأخرى ثم قالت بملل
_ قولي اللي عندك يا نيفين و بلاش الحركات دي معايا .
اقتربت نيفين منها بحنق قائله بلهجه قويه تتنافى تماما مع لهجتها السابقه 
_ بصي بقي يا ماما انا مبقتش قادرة اتحمل . احنا مش هتفضل عايشين بالطريقه دي طول حياتنا
سميرة بسخريه
_ و مالها حياتنا يا عين امك 
_اقصد حياتك انت و بابا . هتفضلوا العمر كله كدا 
_ و ايه الجديد ما أنت من يوم ما وعيتي ع الدنيا و هو كدا .
نيفين پغضب 
_ و بعدين هتفضل كدا لآخر حياتنا يعني
يا ماما انت صعبانه عليا . حياتك و شبابك اللي بيدفنوا بالحياة و انت لسه حلوة و في عز شبابك .
سميرة باستهزاء
_ صعبانه عليك ! و مصعبتش عليك لما روحتي لزقتي في ابن ضرتي عشان تقربي من روفان و تصاحبيها و لا لما ابوكي ضړبني علقھ مۏت بسببك ! جايه أصعب عليك دلوقتي ! بتخططي لايه على قفايا يا نيفين 
نيفين بمكر
_ ماهو انت اللي مفهمتنيش يا ماما و قعدتي تزعقي و بهدلتي الدنيا من غير ما تسمعيني و لا تديني فرصه اشرحلك خطتي .
سميرة بشك 
_ خطة ايه دي أن شاء الله 
_ احنا لازم تخلي بابا في عبنا خصوصا بعد ما طلعنا زين دا من تحت الارض كدا تلتين ثروته هيروحله بما أنه الولد و طبعا احنا مش لازم نسكت عالكلام دا .
سميرة بسخريه
_ لا والله ! لسه واخدة بالك دلوقتي امال انا كنت هتجنن ليه و حاولت اخلص منه و أطلعه برة البيت 
_ و هو بالجنان هتعرفي هتطلعيه بره البيت 
سميرة بإستفهام 
_ قصدك ايه 
نيفين بتخابث 
_ قصدي اننا لازم نخلص منه يعني ميكونش له آثر .
شهقت سميرة قائله بفزع
_ قصدك نقتله انت اكيد اټجننتي.
_ مش بالظبط احنا بس هنهيأله الظروف اللي تخليه يروح في داهيه و يغور من حياتنا .
سميرة بسخريه
_ و انت فكرك أن الواد دا لو جراله حاجه مراد هيسبنا في حالنا ! دا احنا اول ناس هيشك فيهم .
نيفين و قد وصلت إلى تلك النقطه التي تريدها فقالت بمكر
_ ماهي دي الخطه اللي انا برسم و اخططلها احنا لازم نتعامل معاه كويس و نمثل أننا بنحبه و انت يا عيني تقبلتي وجوده خلاص بحيث لو حصل حاجه نبقي احنا بره الليله
سميرة باقتناع 
_ طب و دا هيحصل ازاي 
_ بصي يا ستي انا عيزاك الاول تحسني علاقتك ببابا و تعيشوا مع بعض زي أي زوجين .
سميرة پقهر 
_ دا عشم إبليس في الجنه . مراد مبيكرهش ادي في الدنيا .
نيفين بإقناع
_ بس راجل في النهايه و اللي كان بيسيبك ويروحلها ماټت و غارت في داهيه و الساحه فضيتلك
. انت بقي استغلي النقطه دي .
_ يعني اعمل ايه
_ يعني مثلا كلمتين حلوين على شويه نظرات انكسار و حزن بعد اللي عملوا فيك و شويه معامله حلوة مع الواد ابنه دا و أنا طبعا مش هسكت . شويه تعالوا نخرج سوي و شويه دا ماما تعبانه يا بابا اطلع شوفها و كل شويه صدفه كدا تخليك تستفردي بيه و معتقدش انك مش عارفه هتعملي ايه معاه لو جالك برجليه .
سميرة بلهفه
_ هو ييجي بس و مبقاش سميرة لو مخلتهوش يندم ندم عمره على كل لحظه بعد عني فيها .
نيفين بمكر 
_ حلو اوي . نيجي بقى للشغل العملي . بصي بقي انت محتاجه تروحي للكوافير تظبطي نفسك و تشتريلك شويه حاجات كدا من بتاعت المتجوزين دي عشان نظبط الأداء
سميرة بحزن زائف 
_ طب و هخرج ازاي دا انت شايفه جدك عامل عليا حصار و مانعني من الخروج بسبب اللي حصل آخر مرة .
نيفين بتخابث
_ سيبي الموضوع دا عليا . انا هغطي على غيابك بس متتأخريش بالكتير ساعتين تلاته .
توسعت عين سميرة فقد وجدت حل لمعضلتها
 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 97 صفحات