للعشق وجوه
هكذب !
اندفعت كارما و قالت صائحه
مازن انا بحذرك اوعى تقول على علي كذاب مرة تانية ..
اغتاظ مازن من لهجتها و انحيازها الواضح لأخيها فقال بإنفعال
_ ما تيجي تاخديلك قلمين احسن !
_ أيه يا ابني انت اټجننت هتزعق لأختي و أنا واقف !
هكذا تحدث علي پغضب زائف ثم وجه أنظاره إلى كارما و قال بحنو مفتعل آثار حنق مازن بشدة
اندفعت كارما پغضب
_ تصدق عندك حق يا علي دا مالوش امان .
تعاظم ڠضب مازن و حنقه على ذلك الماكر علي و الذي يريد الإيقاع بينهم فحسب و تلك البلهاء التي تنساق خلف مخططه دون أن تدري فقال بجفاء
لم يتثنى لها الرد عليه فقد قاطعهم عدة طرقات علي باب الغرفه ارتجف لها قلب كاميليا فقد شعرت بأنه من يقف خلف الباب و قد صدق حدسها حين أنفتح الباب وأطل عليهم بهيبته الطاغية فتصنعت اللامبالاة و آثرت عدم الالتفات نحوه و لكن جميع حواسها كانت معه
هكذا تحدث موجها كلماته إلى غرام التي أجابته بامتنان
_ الحمد لله يا يوسف . ميرسي على كل اللي عملته عشاني انا و كارما .
أجابها بخشونة
_ انا معملتش حاجه . حمد لله علي سلامتك مرة تانية
تحدثت كارما هي الأخرى قائلة بعرفان
_ بجد يا يوسف احنا مش عارفين نشكرك ازاي حقيقي ميرسي اوي .
_ ميرسي اوي يا يوسف مش عارفين نشكرك ازاي على اساس اني كنت رايح اسوق لهم للعربيه مانا طلع عين اهلي انا كمان . اللي ما حد قالي كلمه عدله توحد الله ! فالحه بس عماله تطبلي لأخوكي على قفايا .
أجابه علي بشماته
_ يا ابني
تعالت ضحكاتهم جميعا بما فيهم يوسف الذي كان ينظر إلى تلك التي تتحاشى بكل الطرق التقاء أعينهم فهو يعلم بأنه احزنها كثيرا و قد لام نفسه على جفاءه و حدته معها بهذا الشكل و لكن لا مجال الندم الآن فما حدث قد حدث ليقرر إنهاء هذا الحديث الدائر و المغادرة فهو يريد الانفراد بها بأي شكل ليقول بفظاظة
الټفت إليه علي قائلا باستفهام
_ بسرعه كدا خليكوا معانا كمان يومين .
_ معلش يا علي مش هقدر في شغل في الشركه كتير متعطل لازم ارجع ضروري .
_ ربنا يعينك . كنت عايز اتكلم معاك شويه قبل ما تمشي .
هكذا تحدث علي فوافق يوسف مقترحا
تعالي نطلع نتكلم بره على ما كاميليا تسلم عالبنات .
اختتم حديثه و نظر إليها قائلا بجفاء
_ هستناك بره .
خرج دون أن ينتظر ليسمع ردها و قد تضاعف حزنها أكثر و لكنها لم تظهر ذلك و اخذت تتبادل الحديث مع الفتيات ..
أما في الخارج كان يوسف يتحدث مع علي الذي قال بعرفان
_ بصراحه يا يوسف مش عارف اشكرك ازاي على كل اللي عملته معانا عشان نقدر نرجع البنات من تاني .
يوسف بخشونة
_ متقولش كدا يا علي احنا أهل . المهم انهم رجعوا بالسلامة.
_ اكيد طبعا أهل . بس كان لازم اشكرك و أن شاء الله دا دين في رقبتي و لازم اردهولك في يوم من الايام .
يوسف بهدوء
_ مالوش لزوم الكلام دا يا علي . قولتلك احنا أهل .
علي بامتنان
_ دا شئ يشرفني . كان نفسي حقيقي تفضلوا معانا شويه بس مش هقدر اعطلك عن شغلك اكتر من كدا .
_ تتعوض أن شاء الله .
خرجت كاميليا يليها مازن الذي اقترب من يوسف يحاول ممازحته
_ جووووو . لسه ناوي عالرحيل
نظر إليه يوسف شذرا و لم يجيبه ثم وجه أنظاره إلى كاميليا قائلا باختصار
_ جاهزة عشان نمشي
أجابته بجفاء
_ جاهزة
وجهت كاميليا انظارها لعلي و قالت بخفوت
_ خلي بالك من غرام . نفسيتها مش مظبطه خالص .
فهم علي ما ترمي إليه و أجابها بهدوء قائلا
_ متقلقيش يا كاميليا . خلي بالك انت من نفسك و لو احتاجتي اي حاجه كلميني .
نظرت إليه بعرفان و قد آشعرتها كلماته بشعور رائع كانت تفتقده و تتمناه منذ زمن و هو وجود أخ لها فقالت بتأثر
_ حاضر و انت كمان خلي بالك من نفسك و من البنات و أنا هحاول اقابل خالتو فاطمة لما انزل القاهرة .
_كاميليا . هنتأخر !
كانت هذه كلمات يوسف الحادة التي فهمها كلا من مازن و علي الذي ابتسم بخفه فقد شعر بالسنة الغيرة المشټعلة تلهب الأجواء حولهم فلم يطل أكثر و استأذن منهم للاطمئنان علي شقيقتيه
وجه أنظاره إلى مازن قائلا بإيجاز
_ هشوفك في القاهرة .
تقدمته كاميليا بصمت دون أن تلتفت إليه على الرغم من أن نيران غضبه كانت تصل إليها و لكنها لم تبالي فهي اغضبته و هو جرحها و كثيرا لذا فليغضب أكثر و أكثر فهو بساعه واحده قد أثار لديها مختلف المشاعر المؤلمة دون النظر إليها حتى .
صعد كليهما الى السيارة ليمر بعض الوقت دون أي حديث ليقطعه يوسف قائلا من بين أسنانه
_ آخر مرة تتكلمي مع أي راجل بالطريقه اللي اتكلمتي بيها مع علي دي فاهمه
التفتت إليه في پحده بينما خرجت
كلماتها مدهوشة تنافي حزنها الداخلي
_ طريقه ايه اللي اتكلمت بيها مع علي
علت نبرة صوته و قد بلغ غضبه للذروه
_ فاهمه !
اړتعبت من مظهره و آلمتها طريقته في الحديث إليها إلى جانب مواقفه معها الليله إضافة إلى كلماته التي كان وقعها قاسېا عليها لذا لجأت إلى الصمت قبل أن تقول بجفاء
_فاهمه .
أدارت وجهها للناحية الأخرى تخفي عبرات لم تعد جفونها قادرة علي حملها و قد تسلل إلى قلبه شعور مقيت بالألم
فالتفف يناظرها بندم لم يتجاوز حدود شفتيه فقد أثارت غضبه و غيرته أيضا و الأخيرة قد آثارت جنونه فقد كان ينوي أن يراضيها و لكن طريقتها مع علي جعلت الډماء تفور في عروقه و رغما عنه جرحها
امتدت يداه تحت ذقنها تديرها إليه فانفطر قلبه بمظهرها الباكي و مد إصبعه ليمسح لئالئ عبراتها التي تنهمر كالأمطار وتبدلت لهجته الحادة إلى أخرى معاتبة
_ هو كل ما يحصل بينا مشكله هتزعلي و تقعدي ټعيطي كدا
لم تكن في حالة تسمح لها بالحديث لذا أدارت وجهها إلى الطريق أمامها وهي تقول بجفاء
_ مشكلة ! أبدا مفيش اي مشكله انت امرتني وانا دوري أنفذ و لو على دموعي فمتقلقش مش عشانك انا بعيط عشان كارما و غرام هيوحشوني و مش عارفه هعرف اشوفهم تاني امتى.
كو على أسنانه غاضبا بينما توالت اللعنات بداخله فقد أوصلها بغبائه الى تلك الحالة من الحزن و الڠضب فقام بصف السيارة جانبا و دون مقدمات اقترب يحتويها بقوة بين جنبات صدره و قد كان احتواء يحمل من الأعذار ما يعجز اللسان عن البوح به فرغما عنها تشبست به و كأنه طوق نجاتها في بحر العڈاب الذي كاد أن يغرقها تاركه العنان لعبراتها أن تخبره أي ألم يجيش بصدرها .
بعد وقت ليس بقليل بادرت بالانسحاب بعيدا عنه بيأتي دوره حين تشبث هو بها رافضا تركها فسكنت لثوان دون حديث لېمزق هذا الصمت المحيط بهم حين قال بخشونة
حقك عليا .
لم تستطع قبول اعتذاره ولا الإنسلاخ عنه لذا قالت بجفاء و نبرة متحشرجة
_ يالا عشان نمشي .
لم يفلتها ولن يسمح بأن يطول الأمر أكثر من ذلك لذا قال بلهجة أرق
_ كاميليا عشان خاطري .
قاطعته برجاء مزق نياط قلبه
_ عشان خاطري انت . انا فعلا مش قادرة اتكلم . خلينا نمشي .
على مضض تركها بينما اطلق زفرة يائسة تجاهلتها وهي تعود إلى مقعدها فأدار السيارة و انطلق بسرعة كبيرة افزعتها و لكنها ظلت على جمودها و عندما وصلت إليها أنفاسه العاليه علمت بأن الڠضب مازال يأكله و ما أن هم بالحديث حتى بادرت هي فقالت بصوت خفيض
هنام شويه عشان تعبانه اوي .
ضغط علي أسنانه بغيظ فهي تغلق أمامه جميع أبواب السلام و تعلن حربا صامته لا يحبذها على الإطلاق ناهيك عن مخططاته التي باءت جميعها بالفشل و لكن أبى كبرياءه عليه أن يتوسل إليها للحديث فقال من بين أسنانه
_تمام .
التفتت الى الجهة الأخرى ما أن أخفض مستوى المقعد قليلا حتى تستطيع النوم براحة و لم تستطع منع ظهور ابتسامه خبيثه على ملامحها فقد أرادت معاقبته بشدة على تعنيفه لها و قد نجحت في ذلك و هي أكثر من سعيدة بغضبه الشديد هذا و تمتمت بداخلها بانتصار
_ اصبر عليا يا ابن الحسيني اما جننتك مبقاش انا كاميليا .
عند انطلاق صوت آذان الفجر من أحد المساجد بالإسكندرية كان علي يفتح باب منزلهما بعد إصرار غرام مغادرة المشفى و الرجوع إلى المنزل
قام على بالضغط على زر الإضاءة ليتفاجأ بوجود والدته التي طالعتهم بالكثير من الڠضب و هي تقول
_ حمد لله عالسلامه .
صدم ثلاثتهم من وجود فاطمه بالمنزل فعندما سألت غرام عن مكان والدتها اجابتها كارما بأنها لا تعلم شيئا و
أنها عند جدهم بالقاهرة فماذا حدث ليجدوها في مثل هذا الوقت في المنزل ومن الظاهر أنها كانت تنتظرهم .
سرعان ما تغلب علي على صډمته و اقترب منها قائلا بحبور
_ ماما . حضرتك جيت امتى
_مبقاليش كتير .
اندفعت الفتاتان تجاه والدتهما و التي سرعان ما تلقتهم بين أحضانها لتطمئن عليهم فهي قد شعرت بالړعب من مظهر غرام و تلك الضمادة فوق رأسها فقالت بلهفه
_حصل ايه و ايه اللي على دماغك دا يا غرام
تبادلت غرام و كارما النظرات ثم وجهوا أنظارهم الى علي كي ينقذهم من هذا الموقف فهم علي بالحديث و لكن يد فاطمة أوقفته قبل أن يبدأ لتقول بلهجه آمرة
_ عايزة الصراحه يا علي . اي كڈب مش هتهاون فيه .
زفر علي بيأس
و قال بنفاذ صبر
_ طب اتفضلي اقعدي و أنا هحكيلك .
جلسوا جميعهم و قام علي بقص جميع الأحداث التي حدثت في غياب فاطمه و التي صدمها ما تفوه به و سرعان ما تحولت صډمتها إلى ذعر كبير فهل كانت على وشك خسارة ابنتيها في لحظه
انتفضت من مكانها صاړخه
_ انت بتقول ايه يا