للعشق وجوه
و لكنه كان يجب أن يساعد صديقه و قرر بأن يقحمها بمخططاته فهي الوحيدة التي تستطيع إخماد نيران الۏحش عند اندلاعها
_ بصراحة يا كاميليا انا بصراحه عايزك تعطلي يوسف شويه .
رفعت كاميليا إحدى حاجبيها و نظرت إليه قايلة بعدم فهم
_ اعطله ! يعني ايه اعطله
تحدث مازن بنفاذ صبر
_ يعني تعطليه يا كاميليا . تقعدي معاه شويه تنسيه فيها الناس كلها . انا اللى هقولك يعني .
_ امممم ليه بصي الموضوع معقد شوية . اقولك يوسف متضايق شويه و عايزك تفرفشيه .
شعرت كاميليا بأنه هناك خطب ما و مظهر مازن المرتبك و كلماته الغير مرتبه اشعروها بالقلق لتقرر أن تعرف ماذا هناك فهتفت پغضب
_ في ايه يا مازن بالظبط عشان أنا مش مرتحالك .
زفر مازن حانقا و قال بملل
_ ما تسمعي الكلام و انت ساكته و تبطلي اسئله ملهاش لازمه .
_ ماهو لو مقولتليش في ايه هروح اقول ليوسف انك جايبني من فوق مخصوص عشان انزل اعطله . يعني أكيد في مصېبه و انت مش عايزه يعرف و هو بقى هيعرف يقررك ازاي بطريقته .
مازن بتهكم
_ طبعا هستنى ايه من تربية يوسف الحسيني لا و مراته كمان. انا كان ايه رماني ع العيله دي ياربي بس !
_ أنجز و قول في ايه
_ من الآخر كدت أدهم كان عايز يتطمن مع غرام و يوسف أساسا مش طايقه و حالف لو قربلها هيكسر دماغه .
تعاظم الڠضب بداخلها و قالت بحدة
_ و الحيوان دا عايز ايه من غرام
لحظة استدركت الأمر فهتفت وقد تبدلت لهجتها إلى القلق
_ لحظه هو يوسف عرف بعملته المهببه دي
أجابها مازن پصدمه
_ انا لسه عارفه من شويه غرام اللي حكتلي و الزفت دا عايز منها ايه بقي
تأفأف مازن وقال بملل
_ ملناش فيه يا كاميليا هما حرين سوى .
أوشكت كاميليا علي الرد فتفاجأت بدخول يوسف الذي كان ينهي بعض المكالمات المتعلقه بالعمل ليجدها تتحدث مع مازن فقال بفظاظة
تلعثمت كاميليا قليلا فهو يبدو عليه الڠضب فعلا و هذا يرعبها
_ اااا عادي انا كنت نازله ادور عليك !
لم يرتاح يوسف لتلعثمها فوجه نظراته إلى مازن الذي كان ينظر أمامه غير قادر على النظر إليه و من ثم وجه أنظاره إليها مرة أخرى قائلا بفظاظه
_ و بتدوري عليا ليه هو انا تايه و لا حاجه !
_ لا أبدا أنا كنت عايزة أسألك احنا هنسافر امتى فنزلت ادور عليك .
شعر يوسف بتغير ملامحها و خفوت نبرة صوتها فعلم أنه احزنها و لكنه الآن في أقصى مراحل غضبه فآثر الصمت حتى لا يحزنها أكثر و اكتفي بإيماءة بسيطة من رأسه و لكن مظهر مازن آثار شكوكه فنظر إليه قائلا
_ و انت بتعمل ايه هنا
أجابه مازن سريعا لتزداد شكوكه أكثر
_ كنت بشم شويه هوا .
_ و أدهم فين
تلعثم مازن و لم يجد ما يقوله فهو لا يحب الكذب و لا يريد المشاكل و ايضا يرى بأن أدهم يحتاج الى فرصة و بأن يوسف كان ظالما معه فاضطر آسفا إلى الكذب قائلا
_ أدهم مشي .
و هنا تدخلت كاميليا عندما نظر إليها يوسف و قد بهتت معالمها فقالت باندفاع
_ اه مشي قال يروح يرتاح و كدا.
كان الكذب يطل من عينيها للحد الذي جعل الڠضب يتعاظم بداخله فقالت بهسيس خشن
_ مشي ! على كدا كارما و علي فين هما كمان
كاميليا بعفوية
_ على و كارما في الجنينه بره ..
هنا تأكدت شكوك يوسف فازداد غضبه و تضاعف كثيرا لاشتراكها بالكذب عليه فقال بجفاء
_ علي و كارما قاعدين في الجنينه و انت بتدوري عليا وانت بتشم هوا و أدهم روح . دا ميبقاش ابن الحسيني لو عملها . بتشتغلوني انتوا الاتنين
قال الأخيرة بصړاخ جعل كاميليا تنتفض من مكانها ليجيبه مازن محاولا تهدئته
_ اهدى يا يوسف محدش بيشتغلك .
يوسف بقسۏة
_ بتكذبوا عليا عيني عينك كدا عادي ! شايفيني عيل صغير قدامكوا
الټفت إلى كاميليا التي اخفضت رأسها بحزن و قد غلفت عيناها طبقه كريستاليه رقيقه من الدموع التي تهدد بالهطول فقال بنفس نبرته
_و الهانم بتكذب و عينها في عيني عادي
هنا تدخل مازن
الذي شاهد حالة كاميليا فحاول تهدئة الوضع قائلا
_ يوسف لو سمحت اهدي و وطي صوتك كاميليا ملهاش ذنب انا اللي طلبت منها تعمل كدا .
تدخلت كاميليا التي شعرت بإهانة كبيرة من حديثه معها
_ ثواني يا مازن . انا مقصدتش اكذب عليك انا كنت هقولك بس تهدى شويه عشان انت مبتشوفش شكلك و انت متضايق بيكون عامل ازاي
تأثر يوسف بمظهرها و حديثها و لكن فكرة أن تكذب عليه اغضبته كثيرا فاكد مازن علي كلماتها
_ احنا فعلا كنا هنقولك بس بعد ما تهدى و نعرف نتكلم معاك و تفهمك .
استنكر يوسف حديثهم فقال ساخرا
_ تفهموني ! هو انا في حاجه تانيه لسه مفهمتهاش
اندفعت كاميليا پغضب
_ اه فيه . محدش له الحق أنه يمنع أدهم عن غرام غير غرام نفسها . حتى لو هو غلط في حقها عمره ما يوقفه عند حده غيرها . هي بس اللي في أيدها القرار تسامحه أو تقوله أنها مش عايزاه في حياتها . لكن لو مين وقف مش هيقدر يمنعه و انت عارف كدا كويس .
دا قرارهم هما الاتنين احنا ملناش دخل فيه .
علت نبرة صوتها من فرط الڠضب و الحزن الذي يأكل قلبها من الداخل فرأت بعينيه نظرات التحذير لتقرر الهرب من في تلك اللحظة خوفا من عدم سيطرتها على عبراتها التي لم تعد جفونها قادرة على حملها أكثر من ذلك فقالت بجمود
_ انا هطلع اشوف كارما و علي ..
وما أن خطت خطوتين حتى اوقفتها لهجته الآمرة
_ استني عندك .
ما أن التفتت إليه فاجأتها نظراته الغاضبة و كلماته التي أحزنته أكثر
_ متطلعيش لوحدك . روح معاها يا مازن و اعملي حسابك ساعه و هنسافر .
هزت رأسها بالإيجاب و التفتت للجهه الأخرى تجاهد منع دموعها ليلحق بها مازن الذي لعڼ بداخله جميع عائله الحسيني فقد شعر بالذنب لإقحام كاميليا في هذا الوضع .
كانت كارما تحاول أن تعرف ماذا حدث بين علي و غرام و لكن الأخير لم يعطها اي إجابه بل ظل صامتا طوال الوقت ناظرا أمامه فآثرت كارما الصمت هي الأخري و الذي قطعه ظهور مازن بجانبه كاميليا و التي كانت ملامح وجهها توحي بالحزن الكبير فتوجهت إليها كارما لتسألها بلهفه
_ في ايه يا كاميليا مالك انت معيطه و لا ايه
_ لا أبدا مفيش حاجه .
هكذا أجابتها كاميليا ليتدخل علي قائلا باهتمام
_ امال مالك كدا
_ زعلانه عشان يوسف قال هيمشوا كمان شويه .
تولى مازن الإجابة بدلا عنها لينقذها من نظرات علي النافذة لتومئ برأسها بالإيجاب فاحتضنتها كارما بحب قائله
كدا يا كامي هتمشي تاني دا احنا ما صدقنا جيتي .
بادلتها كاميليا الاحتضان و قد سمحت لبعض العبرات بالهطول و قالت بحزن كبير
_ ڠصب عني يا كارما انا لو كان عليا مش عايزة اسيبكوا أبدا و امشي .
صاح مازن بامتعاض
_ اه انتوا هتقلبوها نكد بقى . لا والنبي كفاية اللي شفناه التلت ايام اللي فاتوا ارحمونا شويه .
وافقه علي الرأي قائلا
_ اول مرة تقول حاجه صح في حياتك . بالله عليك انت و هيا خدوا بعض واقعدوا على جنب عيطوا براحتكوا احنا دماغنا خربت .
نظرت إليهم كارما شذرا ثم قالت بسخرية
_عالم متبلدة المشاعر . منعدمين الأحساس .
قاطعها مازن قائلا بهيام
_ طب و ربنا انا كلي احاسيس انت اللي مش واخده بالك .
باغته علي بلكمه في كتفه قائلا پغضب
_ ولا انت هتسبلها قدامي ! بقولك ايه انا أساسا على آخري متخليهاش تيجي فيك .
مازن بحنق
_ انت طالعلي من أنهي داهيه معرفش ! ياخي ارحمني سيبني اقول كلمتين من نفسي .
_ لا ماتقولش اسكت خالص احسن .
وجه علي أنظاره إلى كاميليا و قال باهتمام
_ اخبار غرام ايه
حاولت كاميليا أن تخفي ارتباكها قدر الإمكان فقالت بخفوت
_ كويسه .
وصلت رساله نصيه علي هاتف مازن الذي تنفس الصعداء على إثرها فقد كان يحبس أنفاسه عند سماعه سؤال علي ليقول بنبرة مرحة أثارت دهشتهم
_ ما تيجوا نطلع كلنا نطمن عليها
التفتت إليه كاميليا
في حدة و لكن نظراته طمأنتها فارتاحت هي الأخرى و أيدت اقتراحه ليتوجهوا جميعا الى غرام التي كانت للان تحت تأثير قربه الذي أطاح بكيانها فتارة تلوم نفسها و تعنفها و تارة تتلمس شفتيها و تتخيل ما حدث لتزداد جنون دقات قلبها فكيف تستطيع مقاومة هذا الرجل فقد حطمها سابقا و الآن يأتي ليخبرها أنها تنتمي إليه و الغريب بأنه هناك جزء كبير منها يؤيده و يشعر بالإنتماء إليه فكيف تستطيع التغلب على معاناتها معه
فاقت من شرودها على اقټحام كارما غرفتها و التي هرولت ترتمي في أحضانها لتبادلها غرام الحضن مع نزول انهار من الدموع من كليهما فقد خاضتا الاثنتان تجربة قاسيه و لكن لطف الله تدخل في الوقت المناسب لينقذهم و هم أكثر من شاكرين ..
_ ما خلاص بقى
انتوا مصرين تخلوني اعيط ليه
هكذا تحدثت كاميليا التي هطلت دموعها هي الأخرى تأثرا بهذا المشهد فامتدت يد كارما تقربها منهما قائله من بين دموعها
_ تعالي عيطي معانا تعال .
اقترب مازن من علي قائلا باستنكار
هو ايه الاوفر دا
أجابه علي بيأس
_ امال انا اعمل ايه يا ابني عايش مع الاوفر دا طول حياتي .
_ الله يكون في عونك يا عم .
نظر له علي بطرف عينه و قرر إغاظته قليلا فقال بنبرة عالية
_ قصدك ايه الله يكون في عونك دي يا مازن مش تحاسب على كلامك ! كارما عمرها ما كانت نكديه .
التفتت كارما إثر حديث علي و نظرت إلى مازن بطرف عينيها و قد تبدلت ملامحها من الحزن الى الڠضب
_ ايه يا مازن هي مين دي اللي نكديه
صدم مازن من تبدل حالها بتلك السرعه و قال بلهفه
_والله ما قولت كدا .
_ اومال ايه يعني علي هيكذب
اجابها مازن و قد ڠضب من ذلك الماكر فنظر إليه وقال پحده
_ و دي محتاجه سؤال طبعا بېكذب .
تصنع علي الحزن قائلا .
_ اخص عليك يا مازن انا