الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للعشق وجوه

انت في الصفحة 57 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز


انت كل حاجه بتعمليها بحبها عامله ايه بقي بالظبط 
مازحته قائله 
انت هتقولي ما شاء الله عليك مبتكرهش حاجه أبدا 
ماشي يا طماطم مقبوله منك عندي ليك خبر حلو 
التفتت إليه فاطمه متلهفه لسماع أخبار سارة من بين جميع التخبطات و الأزمات الأخيرة و قائله
بعجل 
و ساكت ليه من
ساعتها قولي لي اي حاجه تفرحني يا علي 

في عريس جاي لغرام 
قطبت فاطمه جبينها لوهله ثم سرعان ما بدر إلى ذهنها أن يكون ذلك العريس هو أدهم فتهللت أساريرها قائله بحبور
بجد
يا علي و مين هو 
أخذ قضمه آخرى من تفاحته قبل أن يقول 
تخيلي مين 
مين يعني 
تحدث علي يشاكسها 
فكري كدا يا طماطم شغلي الجمجمه شويه 
ڠضبت فاطمة من مراوغته لها قائله بنفاذ صبر 
ما تقول ياد انت مين هتفضل تلاعبني كدا كتير 
خلاص يا ستي الواحد غلطان أنه بيهزر معاك العريس دكتور رامي اللي كان بيتابع حالة كاميليا في المستشفى 
زمت فاطمه شفتيها و قالت بتذمر 
جتك نيله في أخبارك قوله مش موافقين غرام لسه صغيره 
بس أنا موافقه يا ماما !!! 
ما أن أنهت فاطمه كلماتها حتى اندفعت تلك التي كانت تتابع الحديث عندما استوقفتها كلمات أخيها عن العريس المزعوم لينتفض قلبها لهفه عسى أن يكون ذلك العريس هو حبيبها و معذب فؤادها و لكن سرعان ما نفسها على ظنها الأحمق هذا عندما فاجأها علي بهويته و رفض والدتها لتنتهز الفرصة و تثأر من ذلك المتعجرف المغرور 
بخطبتها من ذلك الطبيب فهي مازالت تذكر كيف كان غضبه عندما رأى نظراته إليها فكيف إذا علم بخطبتها منه !! 
علي يا حبيبي ادخل غير هدومك و خد دوش على ما يكون الأكل جهز 
كانت كلمات فاطمه التي جاءت متجاهله اندفاع غرام و دهشه علي من إقتحامها لحديثهم وذلك للتعامل مع تهور صغيرتها و محاولة إرجاع عقلها إلى محله ليأتيها الرد على هيئة إيماءة بسيطه من رأسه ثم قام بحشر ما تبقى من تفاحته في فم غرام وهو يقول بمزاح 
خدي كملي دي يا أم لسانين قال عايزة تتجوز قال 
يووه غبي والله 
كان هذا رد غرام على مزاحه لتجد والدتها تقبض على معصمها و هي تجرها خلفها على الكرسي أمامها و تتحدث بهدوء مفتعل 
اصبري يا قلب امك انت لسه شفتي غباء !
حمحمت غرام پخوف وهي تقول بلهجه خافته 
إيه يا ممتي غباء ايه بعد الشړ ربنا ما يجيب حاجه وحشة أبدا 
فاطمه بتوعد
اممممم آخر العنقود بتاعي اللي جايه الدنيا عشان تكفر سيئاتي ! قولتيلي بقى أنت موافقه على دكتور رامي ! 
غرام بنبرة مهتزة
إحممم أأأأ أنا قولت كدا امتى يا ممتي !
امسكت فاطمه بالملعقة الخشبيه الخاصه بتقليب الطعام في حركة ټهديدية صاحبها ارتفاع إحدى حاجبيها وهي تقول بټهديد 
غرام اظبطي نفسك معايا أحسن ما أظبطك أنا 
تلعثمت غرام من حركة والدتها و نبرتها لتقول برقة في محاولة لكسب ود والدتها 
إيه يا ماما بس دا انا بهزر معاك الواحد ميعرفش يهزر في البيت دا ولا إيه ! 
لم تتلقى رد من والدتها سوي إيماءة خافته منها تحثها على الحديث لتتابع بلهجة مهذبه بعيدة عن أسلوبها الدائم في السخرية والمزاح 
بصي يا ممتي رامي باين عليه محترم و ابن ناس و كمان دكتور و شكله قمور و دمه خفيف و كدا يعني يعتبر عريس لقطه حرام نرفضه كدا من غير ما ادي لنفسي فرصه ولا إنت إيه رأيك 
بدا على فاطمه الاقتناع بحديثها لترد بعد دقيقة من الصمت 
والله عندك حق الواد ميتعيبش وشكله ابن ناس و ذوق و محترم يعني بصراحه عريس لقطه 
هبت غرام بلهفه 
اديكي قولتي يا ممتي يبقي ليه نرفض علي طول كدا مش نشوفه الأول 
و بالمرة لو ربنا أراد نعمل خطوبتك انت و كارما في يوم واحد إيه رأيك 
صفقت غرام بحماس من اقتراح والدتها و تناست للحظة خطتها في إقناع فاطمة و هتفت قائله 
الله عليك يا ممتي هو دا كدا تبقى ضربه معلم بصحيح 
ما أن استمعت فاطمه لحديث غرام حتي صدق حدثها في الشك بنوايا صغيرها لتهب من مقعدها جاذبه غرام من إحدي خصلاتها قائله 
أاااه قولي كدا بقي ضړبة معلم لمين يا ست هانم قاعده تثبتيني من ساعتها على أساس أن أمك مختومه على قفاها و هتعرفي تضحكي عليها بالكلمتين دول !
تململت غرام تحت أيدي والدتها وهي تقول
پألم 
أثبت مين يا ماما والله أبدا انت فهمتني غلط خالص 
رفعت فاطمه إحدى حاجبيها وهي تقول بسخريه 
اممم وحياه امك فهمتك غلط ! تصدقي انا أم شريرة ظالمه بنتها الملاك البريئه ! يا بت دانت تربيتي دا انا اعرف بتفكري في إيه من حتى ما تفكري فيه 
تصنعت غرام البكاء و قالت من بين شهقاتها 
والله ظلماني يا ماما حرام عليك سيبي شعري بقى 
تركت خصلاتها و هي تقول بنفاذ صبر 
بصي يا غرام كلمتين ملهمش تالت مشاكلك تحليها بنفسك لكن تظلمي حد معاك عشان تغيظي بيه حد تاني دا مش هسمحلك بيه ولاد الناس مش لعبه في إيديك و اللي مقبلهوش على ولادي مقبلهوش على حد و يكون في علمك لو اتخطبتي لرامي مفيش فسخ خطوبة و لو على موتك قدامك يومين تفكري و
تردي عليا والقرار اللي هتاخديه هتتحملي نتيجته أيا كانت فاهمه ولا لا 
فاهمه يا ماما
قالتها غرام بخنوع ثم تابعت بعد أن ابتعدت مسافة عن يد والدتها 
أما الحق اختار فستان الخطوبه بقي 
و ما أن أنهت كلماتها حتي أتتها قذيفه من والدتها تفادتها بصعوبة شديدة وهي تضحك قائلة 
بغطي الحله يا ماما يا مفتريه ! عايزة تشلفطيني قبل خطوبتي والله يبقي حرام عليك 
اندفعت فاطمه مغلوله 
هو انا كان عقلي فين يارب قبل ما أخلف البت دي ما كان معايا الواد و البنت الاولانيين متربيين و ولاد ناس ايه خلاني عملت في نفسي العملة السودة دي ربنا يهديك يا غرام يا بنت بطني و يردلك عقلك اللي لحس خلاص من المسلسلات التركي والافلام الشياطين اللي بتتفرجي عليها دي 
كان جو الغداء مشحونا بالتوتر من جانبهم جميعا فما حدث منذ دقائق ليس بالقليل و عواقبه لن تكون جيده هكذا فكر البعض و البعض الآخر كان يشعر بالتشفي والشماتة في تلك الحرباء و الآخر كان غير آبه بكل ما يدور حوله و هذا هو حال كاميليا التي أصابها الذهول من تصرفات يوسف مع تلك المرأة و إستماتته في الدفاع عنها و الٹأر لها و لكرامتها وها هو الآن منذ أن سحب لها ذلك الكرسي حتى تجلس بجانبه و هو يتعمد تجاهلها 
كانت متحيرة كثيرا هل هذا الذي يتجاهلها الآن كان قادر على القټل منذ دقائق لأجلها ! 
مازال ذلك الرجل يحيرها بأفعاله و نظراته و كلماته كل شئ به غير مفهوم تشعر بأنها تتعامل مع شخصان شخص يعشقها و قادر على هدم الكون من أجلها و شخص آخر غامض و غاضب و صامت و لا تعلم كيف تتعامل مع هذا أو ذاك فعشقه يرهبها و تجاهله و لا تعلم ما عليها فعله !
أخيرا لم تستطع تمالك نفسها من لفت إنتباهه فأخذت تنقر بأصابعها علي ركبتيه تحت غطاء الطاولة تريد بشتى الطرق أن تلفت انتباهه ولو بنظرة خاطفة و لكنه لم يعيرها أدنى انتباه فأصاب قلبها اليأس و علمت بأنه لم و لن
يسامحها بسهوله و أن الطريق أمامها طويل فأخذت تلهو بملعقتها في طعامها الذي لم يمس 
و أخذ الحزن يتمكن منها حتى أنها أحنت رأسها لكي لا يشاهد أحد تلك الطبقة الكريستالية التي تكونت كغلاف من الدموع يغطي عينيها الجميلتين
و كان كل هذا لا يخفى عن ذلك الذي كان الندم يقرضه من الداخل حزنا على مظهرها اليائس و حزنها الذي يظهر جليا في انحنائها و رجفة يدها وكأنها تحارب كي لا تسقط العبرات من عينيها و لكنه أبى الإستسلام إلى مشاعره و ألم قلبه لأجلها و يجب أن تعلم إن الطريق إلى غفرانه ليس سهلا أبدا فهو إن كان قد تنازل عن بعضا من مبادئه لأجلها فحتما ينوي جعلها تتعلم الدرس جيدا فلم تعد له قدرة على تحمل نفس الألم مرة ثانيه 
ألم هروبها الذي يكاد يقسم أنه لم يمس قلبه ۏجع أقسى منه طوال حياته لهذا يجب أن يتأكد من أنها تعلمت من أخطائها و لن تعيد ذلك
مرة آخرى
و لكن دائما للقلب رأي آخر يضرب بعرض الحائط كل قرارات العقل و ينحيها جانبا ليجد يده تمتد تلقائيا الموضوعة فوق الطاولة لتلتفت إليه غير مصدقه أنه أخيرا قرر أن يشفق علي حالتها البائسة لتلقي عليه نظرات معذبه معتذرة و أيضا معاتبه فأخذ يقاوم بشدة أوامر قلبه باحتوائها و محو تلك النظرات الحزينة من فوق ملامحها و لكنه اكتفى ببضع كلمات بسيطة لكنها تحمل بداخلها الكثير من الإهتمام و الحب الذي لم يخفى عن الجميع حولهم ممن يراقبونهم بتركيز واهتمام 
لازم تاكلي و تتغذي كويس انت لسه خارجه من المستشفى مينفعش تتعبي تاني 
كان يود لو يخبرها بأنه لا طاقه له أبدا على رؤيتها تتألم و لو قليلا و أنه لن ينسى مظهرها بين يديه فاقدة للوعي فقد كان أشبه بانسحاب الروح من جسده 
حسنا اكتفى ببضع كلمات بسيطه و لكن عينيه أخبرتها الكثير و الكثير حيث كانت نظراته كالبلسم لچروحها العميقة و كالعناق الدافئ في ليله شتاء قاسېة البرودة تضفي الكثير من الدفء و الأمان على جميع حواسها لينتفض قلبها عشقا بين ضلوعها فذلك الرجل يملك من الحنان ما يمكنه إذابة جبال من الجليد فكيف طاوعها قلبها على هجره بتلك الطريقة و كيف استطاعت أن تمضي كل ذلك الوقت بعيده عنه فأي خطأ جسيم قد ارتكبت في حقهما
فلم تكد تجاوبه حتى لفتت انتباههم حمحمه خرجت من مازن جعلتهم جميعا يلتفتون إليه خاصتا عندما تحدث قائلا 
في الحقيقه يا جماعه أنا كان عندي خبر اتمنى أنه يفرحكوا ممكن الوقت مش مناسب بس انا هستغل فرصه اننا كلنا متجمعين عشان اقوله 
صمت دام لثوان معدودة و تعلقت كل العيون به ليحثه رحيم
على التحدث قائلا 
خير يا مازن خبر ايه اللي عندك 
وتضيف صفيه بلهفه 
خير يا
مازن يا حبيبي طمني 
خير يا خالتي اطمني انا
كنت عايز اقولكوا اني نويت أخطب 
ما أن أنهى مازن حديثه حتى تهللت أسارير صفيه كثيرا و انتفضت من مقعدها تعانقه بفرحه كبيره قائله بحب 
الف مليون مبروك يا حبيبي أخيرا هييجي اليوم اللي أشوفك عريس 
بادلها مازن العناق بحب كبير فهذه السيدة لطالما اغدقته بحنانها و عطفها و دائما كانت بجواره منذ رحيل والديه فقام بتقبيل جبينها قائلا 
الله يبارك فيك يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك 
توالت عليه التبريكات و التهنئات من
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 97 صفحات