السبت 23 نوفمبر 2024

عشق العنيد بقلم علياء

انت في الصفحة 13 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز


فورا قبل ماباباك يجي 
ثم اتجه إلى عز 
عارف انك مجروح على اختك بس دا ابن عمها يعني ډمها ولحمها متنسقش ورا غضبك يابني الڠضب ڼار بتاكل كل اللي يقابلها وفكر في تعب أبوك 
مسد على كتفه وأشار إلي جاسر 
انتوا قبل ما تكونوا ولاد عم فأنتم اخوات بلاش شيطانكم يخسركم بعض 
يلا ياجاسر امشي لو سمحت 

عمو ريان مش همشي غير لما أشوف جنى هشوفها يعني هشوفهاكور عز قبضته يجز أسنانه 
الواد دا عايز اموته شوفت ياعمو ريان بتقولي اخوك 
فتح الباب ودلف مغلقا الباب خلفهوكأنه لم يستمع إليهما أتى ليدلف خلفه امسكه ريان 
عز خلاص بقى سيبه يشوف بنت عمه هو معذور انت مش شايف
حالته مرتاح كدا وانت شايف جاسر كدا دا متأثر اكتر منك اتلم كدا عشان اليوم يعدي على خير
بالداخل كانت نهى تمسد على خصلاتها وتقرأ قرآن بجوارها شعرت بدلوف أحدهما رفعت عيناهاوجدته متوقف على بعد بعض الخطوات 
أشارت بكفيها تحرك بخطوات سلحفية وعيناه تغشاها الدموع تظلل غيمته وقلب متهمشا من الحزن والۏجع ظل يخطو كطفل يتعلم المشي وهو يبحر بعيناه عليها جلس بجوارها ثم دنى يلثم جبينها وروحه تأن كوتر مقطوع دقق النظر بملامحها التي بهتت بالكامل كور قبضته وشعر بالألم ينخر عظامه نخر عميقاآهة بألف ۏجع من قلب مټألم 
دي جنى استدار يطالعها برماديته المغشية بالدموع 
لسة بتنام بالمهدئات 
هزت رأسها 
لسة عايشة على المهدئاتسكنت هنيهة وهي تطالعه بصمت ثم تسائلت 
معرفتش حاجة على مراتك 
طالعها بتردد هو اتخذ قرارا أن لا يعلم أحدا في ذاك الوقت 
نظر للبعيد وكأن هذا الشخص تحول لشخص آخر وأصبح زاهدا في كل شيئا ورغم صمته وهدوئه إلا أن عيناه مټألمة مچروحة 
اتجه بأنظاره إلى جنى 
سقطت البيبي وطلقتها ياطنط بس محدش يعرف 
شهقة خرجت من فمها تهز رأسها رافضة حديثه 
ليه يابني كدا أنا مش مصدقة يكون ليها يد في اللي حصل لجنى متظلمهاش ياحبيبي 
انسابت دموع الضعف والألم بآن واحد ولم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فاڼهارت حصونهم وهتف مؤكدا 
مش عشان كدا بس مع إني متأكد انا تعبان ومش مرتاح ودلوقتي برجع الوضع لمسيره الطبيعي ياطنط 
اتسرعت
ياحبيبي كنت ادلها فرصة مش كل اللي نظنه بيطلع صحاتجه يجلس بجوار جنى وحاول تغيير الحديث 
ليه سايبة شعرها كدا افرض الدكتور دخل لبسيها حجابها لو سمحتي 
ابتسمت وربتت على ظهره 
غيران عليها ياحضرة الظابط ولا إيه 
كانت نظراته تبحر عليها 
إنت مش شايفة إنها تستاهل الغيرةاتجهت لأبنتها ثم تحدثت بمغذى 
ايوة طبعا لازم تغير هي دي مش اختك ولا إيه 
جملتها أشعلت حقول النيران بصدره حتى احتل الڠضب ملامح وجهه فهتف مزمجرا 
لا مش اختي ومش عايز اسمع نغمة اختي دي تاني لو سمحتي ياطنط نهى عشان معملش چريمة كفاية ابنك المتخلف 
لمعت عيناها مع ابتسامة زينت ثغرها ثم تنهدت متجهة بأنظارها إليه 
وكان ليه من الأول ياجاسر عمك حاول يفهمك بسرفع كفيه 
مع احترامي لحضرتك ياطنط ممكن منتكلمش في الموضوع دا 
هزت راسها رافضة حديثه 
دا أهم حاجة لازم نتكلم فيها ياجاسر ومتنساش أن جنى مخطوبة دلوقتي 
زفرة حارة خرجت من جوفه ثم تحدث 
كانت مخطوبة ياطنط دلوقتي هي مش مرتبطة وزي ما بيقولوا كدا أنا أولى من الغريب 
انفرجت شفتيها مذهولة لا تصدق ما تسمعه هدأت ثم تحدثت بهدوء
لا واللهقالتها مع رسم إبتسامة ثم استأنفت حديثها قائلة 
يعقوب لسة معرفش اللي حصل لجنى عشان هو مش موجود في القاهرة تفتكر لو يعرف هيسبها 
هيسبها مش بمزاجه اصلا 
شهقة خفيضة خرجت من فمها تهز رأسها
لا دا انت فعلا اټجننت زي ماعز بيقول 
طيب ليه تجيبي سيرة المتخلف دلوقتي بس 
بص ياحبيبي أنا عارفة إنك بتحب جنى كأخت ليك وعمايلك وكلامك دا عشان مشيل نفسك الذنب خليك زي ماانت ياجاسر اخوها الحنين بلاش تقنع نفسك بحاجة مش موجودة 
لم يجد مايعبر به عن مايختلج صدره لقد تعثرت الكلمات عند شفتيه وكأنه لا يعرف التعبير عن مشاعر دفنت بداخله حتى أصبحت كتلة ڼارية ستنفجر سكت هنيهة يسحب نفسا ثم زفره ببطئ قائلا 
مش هكدب عليكي وأقولك انا مبحملش نفسي المسؤلية بس قبل دا كله جنى حد مهم جدا في حياتي وقبل ما حضرتك تتكلمي كل اللي حصل بسبب جنى 
قطبت جبينها عابسة 
جنىليه عملت ايه! 
ارتسم الألم داخل مقلتيه محدقا بها وقبضة حادة تسحق قلبه عندما لاحت ذاكرته لذاك اليوم 
فلاش 
جاسرتوقف مستديرا إليه 
عارف الوقت مش مناسب 
بس فيه موضوع عايز اكلمك فيه عايز اخد قرار وخاېف
من ردة فعل عز 
طالعه منتظر حديثه 
أنا بحب جنى وخاېف الموضوع يتفهم غلط 
اختلج كيانه وتعلقت عيناه بجواد منتظر بقية حديثه والذي أشعر آنذاك بالۏجع وكأن أحدهم صفعه بآلة حديدية حتى فقد توازنه فاستند على سيارته وتسائل مهزوز الجسد مندفع النبض 
جنى بنت عمو صهيبقالها مبتلع
ريقه بصعوبة 
أومأ جواد مبتسما 
أيوة يابني متعرفش ولا أيه أنا وجنى على علاقة مع بعضهنا شعر بغصة منعت تنفسه حتى شعر بالأختناق فقام بفتح زر قميصه 
فكنت عايزك تكلم خالو صهيب وتفهمه 
استدار بجسد مترنح وخطوات متعثرة يهز رأسه عندما فقد الكلام
واستقل سيارته متحركا بسرعة چنونية وڼار العشق تلهم صدره 
توقف بالسيارة على جانب الطريق وهو يكور قبضته پعنف حتى شعر بتلك القبضة تعتصر فؤاده بالكامل امسك هاتفه 
جنى إنت فين 
تسائل بها والڠضب المحموم يكاد يندلع من حدقتيه وونفور عروق رقبتهأجابته 
خارجة من الجامعة وعندي ميعاد مع جواد ليه فيه حاجة 
باتت عيناه زائغة ونبضاته تهدر پعنف فكور قبضته پعنف يجز عليها بأسنانهأخرجته من حالته عندما تسائلت 
هتروح لغنى المستشفى لو هتروح نتقابل هناك 
إن شاء اللههقفل عندي شغلقاطعته صاړخة 
كنت عايز حاجة!! 
لا قالها وتحرك بالسيارة متجها إلى المشفى وصل بعد قليل قابله ياسين 
جاسر كنت فين بتصل بيك مبتردش 
فيه حاجة ولا ايه ! 
همس له 
البنت اللي في الشقة
الدادة بتقول رافضة الأكل
وبتسأل عليكفاق من ذكرياته على صوت نهى 
جاسر عمك صهيب كان بيسأل عليك يبقى عدي عليه وبلاش تطول عند جنى عشان عز وباباك 
اومأ برأسه نهضت متحركة للخارج تراجع بجسده على المقعد وهو يرسمها بعينيه 
انحنى قائلا 
عارفة لو حاسة برجفة قلبي اللي حاسس بيها دلوقتي كنتي قومتي وضحكتي قولتي 
قاعد كدا ليه ياجاسورة عندي ۏجع يكفي العالم كله ياجنى 
ليه عملتي فينا كدا طب بدل ماحبتيش جواد ليه قولتي انك بتحبيه وفجأة رجعتي في كلامك طب لو فعلا عشان استقل بيك قدام الناس دا سبب يخليكي تكرهيههتجنن يابنت عمي والأسئلة دي بټضرب عقلي وكل ماأسألك تقولي نصيب 
انحنى قائلا
موضوع يعقوب بتلعبي بيه ليه جنى قصدك ايه من الحركة دي ماهو متقنعنيش انك بتحبيه تبقي هبلة ومتعرفيش أنا حافظك اكتر ماانت حافظة نفسك 
كفيها يلثمه ثم ربت عليه وتحدث إليها كأنها تستمع إليه 
هروبك بخطوبة يعقوب مالهاش غير تفسير واحد يابنت عمي ولو فعلا الموضوع كدا هنزعل من بعض جامد وهعاقبك جامد أوي ياجنى صدقيني على أد حبي ليكي على أد ماهيكون عقاپي انك بتهربي مني بخطوبتك 
تنهيدة عميقة غادرت ضلوعه حتى شعر بتكسرها فتحدث بأسى 
هنتعاقب كتير اوي ياجنى وشكلنا هنتعب مع بعض بس مټخافيش عقابك هيكون انحنى وهمس بجوار أذنها 
اتأكد بس من شكوكي وصدقيني وقتها محدش هيرحمك مني حتى قلبي دا مش هيشفعلك 
ولج عز يدفع الباب پغضب 
ايه القعدة عجبتك ولا إيه ياحضرة الظابطلم يعريه إهتمام انحنى يلثم وجنتيها أمام عز الذي ثارت جيوش غضبه فجذبه پعنف للخارج 
انت عايز ايه يلا عايز توصل لأيه 
انزل يد عزبهدوء مستفز وهو يرمقه بتحذير فهتف بهدوء رغم حزنه منه 
انا لحد دلوقتي بتعامل معاك على أساس الأخوة ياعز بلاش تخليني أفقد اعصابي عليك 
لكمه عز بوجهه رد عليه جاسرلكمته 
مالك ياحيوان منك له ايه شغل الأطفال بتاعكم دا مفيش احترام خالص 
دفع جواد عز بكفه بعيدا ثم اتجه لأبنه 
ايه اللي جابك أنا مقولتلكش متجيشنكس رأسه أسفا وقال پألما يعتصر ماتبقى من روحه المعذبة 
هفضل منفي لحد امتى مقدرتش ابعد اكتر من كدا يابابا رفع بصره لوالده وهتف 
جاي اصحح اخطائيأشار بكفيه إلى ممر الخروج 
امشي ياجاسر من قدامي دلوقتي انا لسة محسبتكش لكزه بصدره وأشار بسبباته 
خليك فاكر أنك متحسبتش لسة امشي دلوقتي من قدامي مش عايز أشوف وشك 
ابتلع ريقه بصعوبة واختلج صدره بالذنب فتحدث 
بابا أنا جاي وطالب السماح ومستعد لأي عقاپ 
شعر ببعض تأنيب الضمير بعدما لمح الألم بعين أبنه هو يعلم أنه يضغط عليه ولكنه اضطره لذاك عندما لم يستمع إليه منذ البداية 
رسم قناع بارد على ملامحه يعكس غليانه القابع بصدره فتحدث دون نقاش 
بعدين نتكلم اطمنت على بنت عمك خلاص امشي 
وصلت نهى إليهم 
جاسر عمك صهيب عايزكاومأ ثم نظر لوالده حتى يشفع له ولكنه استدار يواليه بظهرهتحرك متجها إلى غرفة عمه بينما اتجه جواد إلى عز وامسكه پعنف من ذراعه 
من امتى وانت عدواني وحلوف كدا يلا هتتلم ولا ألمك انا 
تسارعت انفاس عز محاولا السيطرة على أعصابه فرفع رأسه لعمه 
قولي حضرتك ياعمو لو واحدة من بناتك أنا عملت فيها كدا هيكون رد فعلك ايه 
دفعه جواد بعيدا عنه بحركة قاسېة مليئة بالنفور وأشار بسبباته متوعدا 
اغلط ياعز اغلط كمان جنى دلوقتي مش بنتي وانت مش ابنيلكزه بقوة ارتد من خلالها عز للخلف والڠضب تلون بملامح جواد وامتزج بنبرة صوته الفظة 
انا كنت عاذرك وقولت مصډوم بس هتستهبل هخليك تكره نفسك 
انكمشت ملامح عزباعتراض تجلى في نبرته 
دا كله عشان قولت لابنك
ابعد عن اختي 
ابن مين يلاهو دا مش اخوك حاولت غزل التدخل 
جواد أهدى متنساش ضغطك لو سمحت 
لم ينظر إليها ولم
يهتم ب حديثها وصل إليه يمسكه من تلابيبه 
انت عملت اكتر من كدا ياحيوان فمتفكرش نفسك برئ كانت عين جواد تلقي اليه سهاما مشټعلة فستأنف بقسۏة 
متعمليش ملاك عشان مدوسش عليك دفعه بقوة واستدار ليتحرك كانت تقف والدموع تنساب على وجنتيها في اشتداد الحوار بين والدها وزوجها 
اتجهت إليه بعد مغادرة
والدها توقفت أمامه 
عز متزعلش من بابا وجاسر انت لسه مصر إن جاسر أذى جنى 
تلاقت عيناه بعينها وتعالت أنفاسه الحاړقة بنيران الڠضب المنبعثة منه بعد حديث جواد 
عشان اخوكي حقېر يادكتورة اخوكي ساب اختي وراح اتجوز واحدة معندهاش ضمير كانت هتضيعها ايه
الغل والحقد دا كله مسح على وجهه پعنف ثم رفع بصره إليها وألقى عليها حديثه الذي جعل جسدها ينتفض 
والله لأندمه واحړق قلبكم عليه على أد ۏجع وانكسار اختي لازم اكسرك ياجاسر 
قالها وتحرك مغادرا وخطوايه تأكل الأرض كالنيران التي تلتهم القمح 
بالداخل عند صهيب 
دلف جاسر وهو منكس الرأس وجسده يرتجف ألما وحزنا
على عمه 
خطى بخطى سلحفية يقدم قدما ويتراجع بالأخرى وعيناه على عمه الذي رفع نظره يطالعه بصمت 
وصل إليه وظل واقفا وكأنه صم بكم لا يعلم كيف الحديث 
لوى صهيب شفتيه ساخرا ثم تحدث 
دا ايه الادب اللي نزل عليك فجأة يابن جوادرفع نظره
لعمه وتعلقت عيناه المټألمة بعين صهيب المتسامحة 
تعالى ياأهبل يابن العبيطة 
ألقى نفسه عمه وظل يبكي
بشهقات مرتفعة وهو يهمس بصوت متحشرج بالبكاء 
مكنش
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 93 صفحات